تأثير السكري على العينين والساقين

اخطر مضاعفات السكري على العين هي الاصابة بالعمى وقد يمتد الاذى الى باقي اجزاء العين من الجفون، مرورا بالعدسة، والسائل الزجاجي، ثم يؤدي إلى إعتلال الشبكية. ويعتبر السكري في البلدان المتقدمة أهم سبب للعمى قبل سن الخامسة والستين. ومن الملاحظ أن إعتلال الشبكية يتزامن مع إعتلال الكلى، فعليه ينصح مريض السكري بإجراء فحص سنوي لعينيه بما في ذلك الشبكية، فإذا لوحظ فيهما أي تغيرات مرضية فيجب أن يتم الفحص لدى إختصاصي العيون كل بضعة أشهر.
يحدث الخلل في شبكية العين بسبب التلف الذي يصيب الاوعيةالدموية الشعرية الدقيقة التي تمد الشبكية بالدم حيث يضعف السكري الجدران الداخلية للاوعية الدموية مما يؤدي الى تمزقها وينجم عنه حدوث نزيف بالشبكية وقد يمتد الى اجزاء اخرى. وقد تمتص الشبكية الدم النازف مما يؤدي الى تكون الندوب التي تؤدي الى اضعاف النظر. واذا تسرب الدم إلى مناطق قريبة من العصب البصري بخاصة البقعة الصفراء فانها تتسبب بالعمى.
وفي حالات اقل انتشارا تحدث عندما تنمو اوعية دموية جديدة فوق الشبكية وفي داخل السائل الزجاجي وتكون هشة سهلة التمزق وتتسبب بفقدان البصر حيث يعزز تكون الندوب على الشبكية.
وقد تتطور امراض الشبكية الى حدوث تورم في البقعة الشبكية او ما يطلق عليها بالاستسقاء البقعي مما يؤدي الى اضعاف النظر والعمى، وقد يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم داخل العين او ما يعرف بالجلوكوما.
اما بالنسبة للوقاية فتتمثل باجراء فحوص دورية لشبكية العين والسيطرة على السكر في الدم ويمكن علاج المشاكل المترتبة عنها بواسطة اشعة الليزر التي تقضي على الاوعية الدموية الضعيفة ومنع النزف منها وابطاء تشكل اوعية دموية جديدة. وجراحيا ازالة اعتام العين وادوية خافضة لضغط الدم وتناول بعض الفيتامينات المضادة للاكسدة.
وإذا أدى السكري إلى إعتلال الشرايين التي تزود الأطراف بالدم، فإن المريض يشكو من العرج المتقطع بسبب قله تروية ساقيه من الدم، كما أن إعتلال أعصاب الساقين بسبب السكري يؤدي إلى فقد الحس بالضربات المؤلمة التي قد تؤدي إلى إصابة القدمين بجروح، وإصابة مفاصل الركبة بالضربات دون الشعور بالألم يؤدي أيضا إلى تلفها.
إن آلام القدمين، وأطراف الأصابع، والإحساس بالخدر وبوخز كوخز الإبر أو النار التي تشتعل في الأطراف سببه إعتلال أعصاب هذه الأطراف، بسبب فقدان السيطرة على السكري، وهذه الأعراض تختفي في معظم الأحيان بعد ضبط مستوى سكر الدم، وإذا إستمرت فإن بعض الأدوية قد تفيد في التخفيف من الآلام والقضاء عليها، إلا أن الطب حتى الآن لم يتوصل لدواء شاف واف لكل هذه الآلام.
إذا لم تكن السيطرة على السكري تامة فإحتمال حدوث مضاعفات في الجلد (الشعر والأظافر) واردة، وإذا تضافر وتزامن مع ذلك إعتلال الأعصاب والأوعية الدموية فإنه يؤدي لتساقط شعر الرأس بكثرة.