فضل يوم عرفة
إن يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة. وهو اليوم الذي يقف فية الحجاج جميعا في موقف عرفات. يبتهلون إلي الله تعالي ويسألون ويتضرعون. وهذا الوقوف هوالركن الأعظم من أركان الحج فمن أدرك الوقوف بعرفات فقد أدرك الحج. ومن فاته الوقوف بعرفات فقد فاته الحج. وفي هذا اليوم المبارك يجتمع المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها في موقف عرفات حيث تلتقي الوفود وتتصافح الأيدي وتتألف القلوب. وتظهر حكمة الحج واضحة للناظرين وهذه الجموع الحاشدة تقف بين يدي الله علي قدم المساواة لا فرق بين أبيض وأسود ولا بين غني وفقير ولا بين حاكم ومحكوم ولا بين كبير وصغير. فقد خلع الجميع ملابسهم وارتدوا ملابس الاحرام وتوجهوا إلي الله بقلوب خالصة وعزائم صادقة ودعوات تشق أجواء الفضاء. ضارعين خاشعين ما بين ملك الملوك( لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك. لا شريك لك). هنا تتجلي العبودية لله عز وجل بأسمي معانيها, في موقف يتحقق فيه الإخاء والمساواة بين المسلمين. فأي موقف أشرف من هذا الموقف. لقد فضل الله يوم عرفة علي جميع أيام السنة وتجلي فيه علي عباده الحجاج وباهي بأهل الأرض أهل السماء. فهنيئا لكل من كتب الله له الحج إلي بيته الكريم وكعبته المشرفة
وكان من الواقفين علي عرفات في هذا اليوم العظيم. وهنيئا لمن أفاض الله عليه الرضوان والقبول. ففاز الفوز الكبير. وهنيئا لمن عاهد الله تعالي في هذه الأماكن المقدسة علي أن يسير في سبيل الخير. وان يسلك صراطه المستقيم. بعد أن طهره الله تعالي من الذنوب كيوم ولدته أمه. فيعود إلي بلده غانما سالما تائبا إلي ربه عز وجل ملازما الطاعة إلي أن يلقي الله تعالي فيكون من أهل النعيم الخالد المقيم.