منتدى حسب الله المدير
عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 67340 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| |
منتدى حسب الله المدير
عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 67340 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: رد: اعلم العجب عن شجرة النيم الثلاثاء مايو 13, 2008 12:33 am | |
| أوراق النيم الشافية :
الواقع أن أحداً من باحثى العقاقير ، لم يكن يتصور مطلقاً أن شجرة النيم لديها قدرات على تخفيف آلام البشر إلى هذا الحد : إذ لا يعفى من الشجرة شئ لا يستخدم فى التداوى والتطيب ، فالأوراق والبذور والأزهار والقلف وعصارة النبات والأغصان ، كلً له إلى أوجاع وآلام البشر طريق . ولنأخذ أوراق النبات المركبة ذات الحزوز مثالاً ، فهى تبدو خصبة العطاء بما تنطوى عليه من مركبات فعالة بيولوجياً ، وهى تقدم مثالاً ساطعاً للدقة البالغة التى يحرزها كثير من المعالجين التقليدين. فعشابو الهند ، لقرون طويلة ظلوا يستخدمون عصير الأوراق يدهكون به جلود المرضى الذين لديهم علة جلدية هنا أو هناك بتقدير إمكانية عينات من الأوراق على كبح الاضطرابات والأمراض الجلدية ، قد وجد الباحثون أن المعالجين القدامى كانوا على حق . فأوراق النيم وكذا عصير الأوراق والخلاصات المائية للورق أظهرت فعالية مضادة للقرصات الجلدية ولأعراض الإكزيما البادية.
ومن الأوراق تمكن الباحثون من تجهيز مراهم تستعمل خارجيا لعلاج التقرحات والبثور الجلدية والدمامل والاكزيما والجروح . كذلك فإن فريقاً من الباحثين عرف من قدامى العشابين أن شراباً معداً من عصير أوراق النيم ، أو المستخلص الناتج عن نقع الأوراق طويلاً فى الماء يفيد أيما فائدة فى تخفيف آلام المعدة وشتى الاضطرابات المعدية المعوية . وبعد ذلك استخلص الباحثون من الأوراق الشراب مركباً مستحدثاً قادراً على تطهير الأمعاء من الديدان المعوية والطفيليات ، كما يخفف آلام المعدة ، وعرف الباحثون أن السكان درجوا على استعمال خلاصة ومنقوع الأوراق كشراب لعلاج الحمى والملاريا . ونجحوا أيضاً فى استخلاص مادة النيمبيدول من الأوراق وثبت لديهم أنها تعمل كمضاد جيد للحميات كما تمكن الباحثون من استخلاص مركبات أخرى يمكن استخدامها كمسهل فى صورة محلول لعلاج الإمساك . وفضلاً عن المركبات الفعالة التى عرفت قيمتها الدوائية فقد اتضح من التحاليل احتواء الأوراق على قدر حسن من فايتمو الكاروتينويدات وهى مجموعة كبيرة من مركبات الصبغات النباتية الذائبة بالدهون.
إن القيمة الحقيقية للكاروتينويدات لا تعود فحسب إلى كونها مصادر مهمة لفتيامين ( أ ) بالأبدان بل كذلك إلى صفاتها المضادة للأكسدة ، حيث تثبط نشاط الشقوق الحرة التى تتولد عن عمليات الأكسدة الخلوية . وهذا مما يساعد على الحماية من عدد كبير من أنواع الأورام وثمة أدلة تشير إلى تأثيرات مفيدة لهذه المركبات فى تعزيز دور الجهاز المناعى . ومن الطريف حقاً أن نعرف أن الناس فى الغابة المدارية ظلوا لقرون طويلة يحتسون شاى أوراق النيم كمقو عام من شأنه توطيد صحة الأبدان . فراشى الأسنان من الأغصان :
تملكت العلماء الدهشة حين لاحظوا أن السكان الأصليين القاطنين بمناطق تزخر بأشجار النيم لا يصابون بتورم اللثة أو بتسويس الأسنان ، بل لا يعرفون شيئاً عن تلك الأمراض . وقد دلت أبحاثهم على أن ذلك يعود إلى تنظيف أسنانهم بفرشاة طبيعية من الأغصان الصغيرة لشجرة النيم .ثمة أكثر من خمسمائة مليون هندى يستخدمون الآن قطعاً من الأغصان كفرش للأسنان . وقد لا يبدو ذلك أمراً غريباً ، إذا تأملنا فى طبيعة الألياف المكونة للأغصان فهى على درجة من القوة الميكانيكية تكفى للتخلص من بقايا الطعام الكامنة بين الأسنان ، كما تزيل عن سطوحها اللطع الجرثومية الغادرة . وفوق ذلك فقد عثر المحللون بالأغصان على مواد مضادة للبكتيريا والعفونة ، وإننا لنعرف بالفعل أن بالأغصان مادة النيمبيدين التى تظهر تأثيرات قوية مضادة للبكتيريا ومضادة للفطريات وهى مادة مسكنة أيضاً .إن فرشاة النيم الطبيعية هى مطهر جيد للفم واللثة والأسنان ، ومثلما هى معطر جيد للأفواه . ولأجل ذلك فقد عمدت بعض الشركات الدوائية مؤخراً إلى استخلاص المواد الفعالة من أغصان النيم ومن الأوراق بغية إضافتها إلى معجون طبى جديد للأسنان يفيد فى علاج اللثات الملتهبة ويحفظ صحة الأفواه .
عقاقير من بذور النيم :
لا تبدأ شجرة النيم تجود بمحصول بذرى قبل 4-5 أعوام من بداية عمرها المديد . وهى تنتج سنوياً ما يربو على خمسين كيلو جراماً من بذور رفيعة القدر . فمن البذور يستخرج زيت يمتاز بطعم لاذع ورائحى نفاذة كرائحة الثوم والزيت محتواه من فيتامين (هـ) المضاد للأكسدة ومن الأحماض الدهنية لاسيما الأولييك والاستياريك ، والبالمتيك ، عظيم . وأخطر من هذا ما يحتويه من مركبات فعالة تعطى للزيت خواصة الطبية الشافية . فهو إذ يوضع على جلد الإنسان يعمل على ترطيبه ، كما يجنب المرء شر الإصابة بضربات الشمس . وقد عثر بالزيت على مركبات تظهر تأثيرات قوية مضادة للعدوى الميكروبية وللفطريات التى تتكاثر على الجلد . ولأجل ذلك وجدنا الباحثين الألمان يستخدمون الزيت فى صناعة نوع من الصابون الطبى لوقاية البشرة من العدوى الميكروبية . كذلك أنتجوا من الزيت مستحضرات تفيد فى الوقاية و العلاج من قشرة الرأس ، وفى تقوية الشعر وتطهيره من القمل وأضرابه من الطفيليات الرمية . ولكن الطريف هو ما ظهر للزيت من خواص مطهرة للفم حتى أن بعض الشركات اتخذته أساساً لصناعة صنف خاص من اللبان الطبى . ونضيف بأن اختبارات تجرى الآن لبعض مركبات الزيت الفعالة ، كى تستعمل فى علاج أمراض الروماتيزم . ومن جديد أبحاث النيم ، أن فريقاً من باحثين هنود وألمان نجح مؤخراً فى استخلاص مواد فعالة من البذور ، تضاد الفيروسات وتعرقل وظيفة فيروس نقص المناعة للإنسان (HIV) والذى يسبب مرض الإيدز . وفى القلف دواء مستور :
قلف النيم Neem bark هو قشر الشجرة الذى يتيسر نزعه عنها . وهذا ينطوى على المواد الفعالة نفسها التى توجد بأوراق الشجرة . على أن أكثر ما يلفت الانتباه فى أمر القلف ما عرف عنه فى الطب الشعبى الهندى من قدرة على مكافحة حمى الملاريا . ذلكم المرض المرعب الذى كان ومازال يحصد الملايين منذ فجر التاريخ ، وينتقل من المريض إلى السليم بواسطة أنثى البعوضة الأنوفليس . وقد اعتاد المعالجون التقليديون على علاجه باستعمال شراب طبيعى قوامه منقوع قلف النيم فى الماء ، وأصابوا نجاحاً كبيراً وأنقذوا الكثيرين من موت محقق . وكذلك يفعل المعالجون فى الساحل الغربى للقارة الأفريقية ، حيث تنتشر البعوضة الضارية كوباء . وهكذا فمن النادر أن ترى شجرة نيم واحدة سليمة قرب بيوت القاطنين ليست مقشورة القلف . وثمة عامل مثير آخر فى خط إنتاج الأدوية وهو مركب قوى مضاد للحيوانات المنوية يسمى " نيمبينات الصوديوم " . لقد أثبتت التجارب التى أجريت على الفئران المعملية أن خلاصة أعدت من قلف النيم ، تسبب عمقاً للفئران ، مما حفز على التفكير فى ابتكار أدوية جديدة لمنع الحمل من هذه الخلاصات الفريدة ويوجد بالقلف مركبات أظهرت تأثيرات حادة مضادة للأورام ، فضلاً عن مواد أخرى فعالة قلويدية Alkaloids ، ومركبات منعشة ومنشطات لجهاز المناعة أيضاً . التأثيرات الحيوية لبعض المركبات الفعالة فى شجرة النيم
المركب الفعال التأثير الحيوى
نيمبينات الصوديوم مضاد لآلام المفاصل والالتهابات ،مثبط وقاتل للمنويات ، محفز على إدرار البول
نيمبيدين مسكن ومخفف للآلام ، مضاد للنمو الفطرى ، مضاد للنمو البكتيرى
نيمبيدول مضاد لأعراض الحميات ، مضاد لبكتيريا السل Mycobacterium
نيمبين مخفف للآلام والالتهابات ، مضاد لنمو الفطريات
جدونين معالج فعال لداء الملاريا ، مضاد للنمو الفطرى
كويسيريتين مضاد وقاتل للطفيليات أحادية الخلية
عقاقير النيم : نموذج للعودة إلى الأصول :
خلق الله الإنسان وخلق معه الداء والدواء . فمن الأزل ، تكشفت للإنسان الطبيعة عن نباتات شافية وأعشاب ، فأقبل عليها يجد فى بذورها وأوراقها وأزهارها وجذورها وقلفها وثمارها أدوية لمختلف الأمراض والأدواء .
ومضى الإنسان رويداً رويداً خطوات فى عالم الكيمياء فتكشفت النباتات التى كان يتداوى بأعضائها مباشرة عن جواهرها الفعالة المختبئة فيها ، فأخذ فى تنقيتها وتحسين طرق استخلاصها واستغلالها فى القضاء على مسببات الأمراض . على أن التقدم الهائل فى علوم الكيمياء التخليقية وتضافر عدد من القوى الصناعية العالمية الاحتكارية أدى إلى أن تفقد النباتات معظم جاذبيتها منذ منتصف القرن العشرين - كمصادر أساسية للعقاقير فى الصناعة الدوائية . على أننا لاحظنا منذ مطلع السبعينات من القرن العشرين - أن البندول بدأ فى التأرجح عائداً تجاه تجبيذ أن النباتات المستخدمة فى الطب الشعبى يمكن أن تكون مصدراً مهماً لناجح الدواء ، ولأكاسير الصحة والشفاء . فالأدوية الكيميائية التخليقية لا تفى دوماً بحاجة الإنسان ، كما أنها باهظة التكلفة وفوق ذلك فما من دواء مخلق إلا واستحضر معه تأثيرات جانبية مقلقة لا ينكرها الباحثون ويضج من وطأتها العليلون . وهكذا وجدنا العلماء يشمرون عن سواعدهم قاصدين الغابات والبرارى والصحراوات باحثين فى عجائب عالم النبات عما ينطوى عليه من قوى خارقة وبلاسم للشفاء . وإنهم بعد خبرة السنين يؤكدون اليوم على أن الخير كل الخير فى المزاوجة بين علوم الكيمياء الرصينة وخبرة المعالجين التقليديين بالنباتات . إن من شأن هذه المزاوجة أن تقدم للناس عقاقير أفضل وأنجح وأرخص مما لو اقتصر الأمر على العقاقير الكيميائية التخليقية . وفى رحلتنا مع عقاقير شجرة النيم خير برهان ودليل فالباحثون وجدوا بالفعل أن المركبات المستمدة من الشجرة لا تستصحب معها غالباً أية آثار جانبية مؤذية للإنسان . ولأجل ذلك وجدنا الكثيرين من باحثى العقاقير فى العالم الغربى يكرسون جهودهم لحماية شجرة النيم وإكثارها عبر تشجيع الاستمرار فى استعمالها بطريقة حكيمة " مستدامة " Sustainable ، أى دون استنزافها وعلى نحو يضمن بقاءها على الدوام . وفى الوقت نفسه وجدناهم يدعون إلى الإفادة بصورة أمثل من مركباتها الفعالة الدوائية باستخلاصها وجعلها على هيئة كبسولات أو بإضافتها إلى أدوية كيميائية مخلقة كمحسنات دوائية أو سوى ذلك من تقنيات . فلاتر حيوية للهواء :
لكم ندهش حين يحدثنا باحثو العقاقير عن أشجار النيم بوصفها مصانع نموذجية لإنتاج العقاقير الشافية لأوجاع الإنسان . كما ندهش حين يحدثنا باحثو وقاية النبات عن مبيدات النيم الحيوية وقدرتها الذكية فى مكافحة الآفات الزراعية . ولكن شجرة النيم ليست هذا ولاذاك فحسب ، بل هى قبل كل شئ رئة من رئات الحياة على سطح الأرض . إن قدرة هذه الشجرة كمرشح حيوى للغازات الضارة الملوثة للهواء ، شئ خيالى حقاً . فهذا " الفلتر " الطبيعى لدية كفاءة عالية على امتصاص ملوثات غازية عدة لا سيما أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الرصاص . و ينتج أول أكسيد الكربون عن ماكينات احتراق المركبات والتدفئة المنزلية والتدخين ويكثر بشكل خاص فى المدن المزدحمة بالمواصلات . وهو بحد ذاته خطر كبير ، بحسبانه لا يرى ، ولا تشم له رائحة . وتتنوع مصادر أكاسيد الرصاص فى الهواء وهى التى تتسرب رويداً رويداً إلى أبدان الأحياء . وإذا فحصنا أكاسيد النيتروجين فسوف نجد أن أول أكسيد النيتروجين وثانى الأكسيد ، هما أهم الأنواع . وتتركز مصادرها فيما تقذفه بالعوادم وسائل المواصلات . ويمكن لأول أكسيد النيتروجين التحول فى وجود الضوء إلى ثانى أكسيد النيتروجين ويمكن لهذا الغاز الاتحاد مع بخار الماء الموجود بالهواء ، مكوناً حامض النيتريك الذى يعمل على تآكل النباتات ، ويؤثر فى المزروعات . ويالها من تأثيرات مدمرة . ولكن لحسن الحظ فقد اكتشف البيئيون أن بوسع كل شجرة نيم مزروعة على أرصفة الشوارع فى المدن التى تعانى من أزمة تلوث الجو والهواء ، امتصاص تلكم الغازات جميعها ، من مسافة تتراوح ما بين ثلاثة وخمسة أمتار . واكتشفوا أن حزاماً من الأشجار بعرض 30 متراً ، يستطيع خفض تركيز غاز أول أكسيد الكربون ، بنسبة تصل إلى 60% ، كما يمكن لكيلو متر مربع من الأشجار أن تمتص يومياً قدراً من الغازات ، يصل إلى 120 كيلو جراماً . وينبغى ألا ننسى دور الأشجار فى تنقية الهواء من الجزيئات العالقة والغبار ، فالأشجار الكثيفة فى الغابة تستطيع خفض عدد الجزيئات العالقة بمعدل يتراوح ما بين 100 ، 1000 مرة ، كما تحتجز كميات من الجزيئات العالقة تتراوح ما بين 40 ، 80% من كميتها الموجودة بالهواء . ولأجل أن تصنع الأشجار متراً واحداً من مادتها الخشبية الجافة ، فإنها تمتص من الهواء 1.83 طن ، من غاز ثانى أكسيد الكربون وتطلق بدلاً منه 0.23 طن من غاز الأكسجين . وتنطوى الأشجار على إمكانيات مذهلة بالنسبة إلى تلطيف الجو وإبطاء وتيرة ارتفاع درجة الحرارة . وفى هذا السياق يكفى أن نعلم أن خطة قومية لتشجير 20% من صحارى مصر ، تكفل إعادة الاتزان الحرارى بشكل ملموس لكوكبنا الأرضى . فهذه مزايا بيئية عظيمة ولئن كان فى الطبيعة أنواع كثيرة من الأشجار تستطيع تحقيق بعضها بصورة جيدة ، فإن أشجار النيم فى مقدورها أن تحقق كافة المزايا البيئة . وبطريقة أكمل وأفضل . النيم عابر القارات :
إذا كانت شجرة النيم (هندية) الأصل والجنسية فإنها غذت مؤخراً (عالمية) الانتشار فاتخذت بذلك صفة المواطنة العالمية فهى تستزرع اليوم فيما يزيد على 65 دولة ولا سيما فى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية . ومن أبرز الدول التى تعنى بزراعتها فى مساحات شاسعة لأغراض تجارية : مالى والنيجر وكينيا ونيجيريا والمكسيك والسنغال وجنوب أفريقيا والدومينكان ونيكاراجوا والأرجنتين وبورما وسيريلانكا وباكستان والبرازيل واستراليا . وفى عالمنا العربى استزرعت مساحات كبيرة نسبياً بشجرة النيم ، فى كل من السودان واليمن ومساحات أقل فى بلدان الخليج العربى وفى المملكة العربية السعودية .
وإن الزائر للمشاعر المقدسة فى منى والمزدلفة وعرفات ، ليشاهد أشجار النيم وقد أينعت بخضرتها الدائمة فضلاً عن دورها فى تطهير الأجواء من الحشرات وإبعاد الكثير من أنواع القوارض والزواحف والهوام . ولابد أن نذكر أن رجالات الزراعة فى مصر تمكنوا منذ ما ينوف على أربعين عاماً من استجلاب بذور وشتلات النيم من السودان ، ونجحوا فى استزراعها وإكثارها فى حديقة النباتات الاستوائية بأسوان وطوال هذه السنوات تراكمت لدى باحثينا الكثير من الملاحظات والمعارف القيمة عن أوفق ظروف الاستزراع ، وأفضل طرق الإكثار والمناخ المناسب . رحلة النيم من البذرة إلى البذرة :
لقرون طويلة كان الناس فى بعض نواحى الهند يقدسون شجرة النيم وكان من الظواهر العجيبة التى أكدت على الوشائج المتينة التى ربطت بينهم والشجرة ، أن كان من الواجب على أهل كل مولود يرى النور ، زراعة شجرة منها . وكانوا يعتقدون أن صحة المولود الجديد ونصيبه فى الحياة يرتبطان باستمرار بنماء الشجرة وتجدد عطاياها فى كل حين . فهذه ولا ريب طرفة ، لكنها تنطوى على حكمة . إذ لا يسعنا بعد كل ماذكرنا إلا أن نقول عن " النيم " أنها شجرة عجيبة حقاً فهى ليست درهم الوقاية الذى يغنى عن قنطار العلاج لهموم بيئتنا فحسب بل إنها كذلك عنوان للصحة والبهجة وكنز فى حياتنا لا يفنى . | |
|
منتدى حسب الله المدير
عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 67340 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: رد: اعلم العجب عن شجرة النيم الثلاثاء مايو 13, 2008 12:34 am | |
| تمتاز شجرة النيم بأنها يمكن أن تستزرع فى طيف واسع من أنواع التربة على أن تكون عميقة ، وألا تكون حامضية . وهى تستنبت مباشرة من بذور ناضجة طازجة ، أخذت تواً من شجرة مثمرة . هذا لأن ترك البذور أياماً بعد جمعها يقلل كثيراً من حيويتها ويؤثر فى معدل إنباتها . وقبل كل شئ لابد من إزالة الطبقة اللحمية التى تغلف البذور ثم تنقع البذور فى ماء جار نظيف ، لمدة تتراوح ما بين 3،6 أيام على أن يتم تغيير ماء النقع يومياً بعدئذ تزرع فى أكياس أو أوعية فخارية بواقع بذرتين فى كل وعاء على خطة مكونة من رمل وطمى بمعدل (1:1) . وهى تبقى فى المشتل لمدة عام ، تروى خلاله كل خمسة أيام إلى أن يبلغ طول الشتلة نحو 30 سنتيمتراً . تنقل بعدئذ إلى الأرض المستديمة لتزرع . وهى تكون على أوفق حال حين تزرع فى الجهة القبلية أو الشرقية ، حيث تفيد الشجرة أيما فائدة من أشعة الشمس الدافئة ، كما تتوقى من الرياح الباردة العاصفة . و تبدأ فى التزهير حين تبلغ من سنوات عمرها خمساً . وهى تعطى فى الربيع زهراً بلون بنفسجى ورائحة كرائحة الشهد المصفى ، ثم تعقد ثمراً أخضر مدوراً بقدر حب الحمص ، فى عناقيد متفرقة ، فإذا اقترب الشتاء تغير لونه وصار عاجياً ، ثم ييبس واسود لونه . وطعم الثمر الأخضر مر حمضى نوعاً ، فإذا أينع حلا اللب ما بين القشرة وبذور الثمرة . والشجرة تعطى فى العام الواحد فوق الخمسين كيلو جراماً من بذور صغيرة مرة ، ومتى تهيأ لها المجال ووجدت طريقها إلى التربة ، أعادت الكرة وتكررت الرحلة .
تشجير بلادنا بالنيم : ويمتد في بلادنا الحر الزائد و هذا الفصل القائظ نحو 6 أشهر لابد من اللجوء إلى زراعة المزيد من أشجار النيم . وفى مثل مدننا التى تزدحم بالناس وشوارعنا التى تعج بملايين المركبات بما تنفثه من عوادم احتراق الوقود الاحفورى لابد من اللجوء إلى زراعة المزيد من أشجار النيم . وفى مدينة كبرى مثل القاهرة التى تصنف بين أسوأ 7 مدن ملوثة فى العالم ، من حيث كثافة المرور فى الشوارع ونسبة أكاسيد النيتروجين والكربون والكبريت فى الهواء وتركيز الرصاص الذى تبلغ كميته نحو 205 ألف كيلو جرام فى العام ، لابد من اللجؤ إلى زراعة المزيد من أشجار النيم . وفى أرض مثل أراضينا التى تتسم بإتساع رقعة الصحراء وانعدام الغابات الطبيعية وتدنى مساحة الأرض الزراعية لابد من اللجوء إلى زراعة المزيد من أشجار النيم . وهكذا فقضية تشجير بلادنا هى مطلب ملح وضرورى . وهى ليست مجرد صرعة بيئية رومانسية أو مجرد إضافة جمالية لكنها شئ أعمق من ذلك إذا تحسن الأشجار من نوعية حياة البشر على نحو مدهش . هذا لأن الأشجار تبقى دوماً هى درهم الوقاية الذى يغنى عن قنطار العلاج . على أن واقع التشجير فى بلادنا يدعو إلى كثير من الرثاء فقد أحصى الخبراء نصيب الفرد من المسطحات الخضراء ، بما لا يتعدى 23 سنتيمتراً مربعاً موازنة بالمعدلات العالمية التى تصل إلى 20 متراً مربعاً للفرد فى روسيا وعشرة أمتار مربعة فى الولايات المتحدة . والمدهش حقاً أن لدينا فى مصر مالا يقل عن 76 ألف كيلو متر خطوط طرق طولية ، وطرق داخلية ، وجسور ، وترع ومصارف يمكن أن تشجر بنحو 6 بلايين شجرة فى حين لا يتعدى ما لدينا من ثروة شجرية العشرين مليوناً . حين نتأمل فى هذا الواقع وفى المردود الإيجابى لأشجار النيم لا يسعنا إلا أن ندعو إلى خطة شاملة للتشجير ، آنية ومتوسطة وطويلة المدى ولعلنا لا نكون مبالغين إذا قلنا أن هذه الخطة قد تكون أكثر أهمية من أية عملية تنموية أخرى بمردوداتها الإيجابية على الإنسان والبيئة معاً
ازرع فى بيتك كنزاً : يتساءل سائل : هل تتطلب خطة التشجير بالنيم اقتطاع مساحات من أرضنا الزراعية ؟ ونقول كلا على الإطلاق . إذ يمكن أن نغرس الأشجار حول القرى وعلى حدود المزارع والحقول وعلى جوانب الطرق والترع والمصارف والجسور . ويمكن أن نزرع شجراً فى الأراضى التى لا ينتفع بها فى الإنتاج الزراعى ، مثل شواطئ بحيرة السد العالى ، والتلال الرملية المتاخمة لشاطئ البحر الأبيض المتوسط ، وأمكن ردم البرك والأراضى البور والصحارى وأراضى البرارى . ويمكن أن نغرس أشجار النيم على أرصفة الشوارع والطرقات داخل المدن ، وفى الحدائق العامة والمتنزهات أيضاً .ويمكن حث الأفراد على زراعة شجرة نيم أو شجرتين فى حدائق منازلهم أو على مداخلها . بل يمكن تشجيع الجميع على زراعة نبات النيم داخل الدور والمساكن فى أصيص كبير يوضع قريباً من الشرفة . وتستطيع ربة البيت الواعية ، جمع أوراق النبات فى أكياس ، كلما أجرت تقليماً للنبات ، ثم وضعها فى غرف النوم . وعندئذ فإن الزيت العطرى طارد للحشرات ، سينطلق ليلاً وينتشر فى كافة الأنحاء فيضع حداً لأزيز الحشرات الذى يحطم أعصاب النائمين ، ويحميهم من قرص الهاموش والبعوض اللعين . والآن هل أختم حديثى بطرفة ؟ | |
|