منتدى حسب الله المدير
عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 69300 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: القيلولة تنعش الجسم وتقوي الذاكرة الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 6:27 pm | |
| القيلولة تنعش الجسم وتقوي الذاكرة
على الرغم من أن ''القيلولة'' غير شائعة في البلدان الباردة يبدو أنه لا غنى عنها في البلدان الشرق أوسطية والخليج على وجه الخصوص في فصل الصيف.. ولا تنظر الدول الأوروبية، وخصوصاً الشمالية منها، بعين الرضا إلى هذه الاستراحة بعكس ما هو سائد عندنا. معروف أن الطقس الحار يشد الإنسان إلى الراحة، وخاصة بعد تناول الغداء حيث تكون اجزاء الجهاز الهضمي مشغولة بعملية الهضم وفي أوج نشاطها، وهنا يشعر المرء بأن عينيه بدأتا بالانكماش وأن التركيز الفكري أصبح أمراً عسيراً، لا بل ويشعر برغبة قوية بالتثاؤب، الأمر الذي يدعوه للخلود إلى الراحة فتصبح القيلولة أمراً لا بد منه لاستعادة نشاطه، وهكذا. والواقع أن عملية الهضم تتطلب كمية كبيرة من الدم، ما يؤدي إلى تقليل تغذية الدماغ بشكل طبيعي فيواجه صعوبة للعمل بكامل طاقته، كما ان باقي أعضاء الجسم تشعر بالكسل بسبب تباطؤ الدورة الدموية. وقد تصبح القيلولة عادة تتحكم بنا نظراً إلى الساعة البيولوجية التي تتحكم بدورها بأجهزتنا العضوية وتنظم نوعاً ما حياتنا اليومية وتنبهنا إلى أمور كثيرة. وقد أثبت العلماء أن جسمنا يكون مؤهلاً للقيام ببعض الأعمال في ساعات معينة، بشكل أفضل مما لو قام بها في أوقات أخرى، كما أن معظم الحوادث تقع عادة بحسب الإحصاءات بين الساعة الثانية والخامسة صباحاً، والواحدة والثالثة من بعد الظهر، وهي أوقات تسجل فيها الساعة البيولوجية درجة عالية من الميل للنعاس. وأكدت مؤسسة البحث عن النعاس والنوم الاميركية هذه المعلومات وأشارت إلى أنه عندما تشعر بأن جسدك بحاجة إلى الراحة والنوم فلماذا تقاوم هذه الظاهرة وتريد أن تخالف قوانين طبيعتنا؟! وقالت في دراسة: ولسنا الآن بصدد إظهار فوائد النوم كلها، بل يكفي الإشارة إلى أن النوم يزيل التعب ويخفف من التوترات الجسدية ومن الاضطرابات النفسية ويسمح بتجدد خلايا الجسم الذي يكون في أثناء النوم غير منشغل بوظائف أخرى كالحركة، كما ان الحواس تكون متوقفة عن العمل إلى حد ما. * المدة المثالية للقيلولة:ـ قد نكون مررنا بتجربة مزعجة عندما نستيقظ بعد قيلولة استغرقت وقتاً طويلاً على غير العادة ونشعر بثقل في جفوننا وارتخاء في عضلاتنا ولا همة لنا لاستئناف عملنا، وهذا يدل على أن هناك مدة مثالية للقيلولة تتناسب مع مزاج كل شخص ومع عمره، ولكن ما هي هذه المدة؟ قد يكون الجواب غير مرض كلياً لأن هناك عوامل عدة تحدد هذه المدة ومنها عامل المزاج، فهناك مثلاً أشخاص يحتاجون إلى (12) ساعة من النوم ليلاً فيما يكتفي آخرون بأربع أو خمس ساعات والمعدل يقترب من ثماني ساعات، وهكذا قد تستغرق القيلولة عند بعض الأفراد بضع دقائق، كما قد تستغرق ساعة بكاملها عند أشخاص آخرين، وينصح الخبراء أن يقوم الشخص بعدة تجارب ليختار منها ما هو أفضل لنفسه، وذلك لأن مسألة القيلولة لم تكن حتى الآن موضع دراسات معمقة، والاعتقاد السائد هو أنها قد تكون وراثية، كما أن التجارب أثبتت أن الإنسان الذي يقوم بنشاطات جسدية وفكرية متعبة يشعر بحاجة إليها أكثر من سواه. وهناك عامل آخر يحدد مدة القيلولة وهو السن، فقبل السن الرابعة، جميع الأطفال يشعرون بالحاجة إلى القيلولة حتى ولو اختلفت مدتها من طفل إلى آخر، وقد أثبتت الدراسات أن مدة القيلولة عند الأطفال تتراوح بين خمس دقائق وساعة ونصف الساعة. أما بين السن الرابعة إلى السادسة فلم يعد جميع الأطفال يغفون كلياً. وإذا أحجم الشباب عن ممارسة القيلولة فهذا لا يعني أنهم لا يشعرون بالنعاس خلال النهار لأنهم يسهرون على حساب وقت النوم في الليل. أما المسنون فيستفيدون من القيلولة، وذلك ليس لأن لديهم فراغاً كبيراً ولكن لأن العديد منهم لا ينامون نوماً متواصلاً أو وقتاً كافياً في الليل فيحتاجون إلى أن يعوضوا ذلك عادة عند منتصف الليل. * فوائد القيلولة:ـ 1- أظهرت دراسة علمية يونانية، أن الأشخاص الذين ينامون مدة نصف ساعة يوميا خلال النهار ويفعلون ذلك ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، ينجحون في خفض إمكانية إصابتهم بمرض القلب المميت بنسبة (37%)، ويعتقد الباحثون أن الفضل في ذلك يعود إلى قدرة القيلولة على التخفيف من تأثير الضغوط النفسية والتوتر. 2- نلاحظ خلال القيلولة تراجعاً طبيعياً في سرعة وظائف الجسم الفيزيولوجية، كذلك ينخفض خلالها إفراز هرمون الكورتيزول المسمى بهرمون التوتر، وتتباطأ سرعة ضربات القلب وأنشطة الدماغ، مما يمنح الجسم والذهن الراحة المنشودة، فهي بذلك تكافح التوتر والإجهاد. 3- تشهد فترة النوم الخفيف التي يتراجع فيها النشاط الدماغي الواعي، زيادة في النشاط اللاواعي وفي قدرتنا على التخيل والإبداع، وخلافاً للأحلام الليلية التي تتلاشى عادة عند استيقاظنا صباحاً، فإن الصور التي تظهر خلال القيلولة تظل في أذهاننا عند الاستيقاظ. من جهة ثانية تمنحنا القيلولة لحظات يقظة متميزة، فعند الاستيقاظ يقوم الدماغ الخارج من فترة النوم بإفراز هرمونين، أحدهما هو الأدرينالين الذي يعمل على زيادة سرعة نبضات القلب مما يسمح بزيادة كمية الدم التي تصل إلى الدماغ الأمر الذي يزيد من قدرته الإبداعية. 4- أجرت (ناسا) تجربة تهدف إلى دراسة تأثير القيلولة في الطيارين، فتم تقسيم هؤلاء إلى مجموعتين، سمح لأفراد المجموعة الأولى فقط بأخذ قيلولة مدتها (45) دقيقة خلال يوم كامل من الطيران المموّه غير الحقيقي، وتبين عند انقضاء التجربة أن طياري المجموعة الأولى شهدوا خلال النهار (34) فترة من فترات الإغفاء القصيرة جداً أثناء عملهم، بينما ارتفع عدد هذه الفترات إلى (120) فترة لدى أفراد المجموعة الثانية، كذلك في ما يتعلق بالقدرة على التذكر، فقد تبين أن أداء أفراد المجموعة الأولى تحسن بنسبة (34%) وأن درجة تيقظهم تحسنت بنسبة (54%). 5- خلافاً للاعتقاد الشائع، فإن القيلولة لا تؤثر سلباً في نوعية وحدة نومنا الليلي، بل على العكس، فإنها تحضرنا للنوم الليلي، فالقيلولة القصيرة تكفي لتفريغ جزء من التوترات التي تتراكم لدينا في الجزء الأول من النهار، لذلك وعندما نصل إلى موعد الخلود إلى النوم مساءاً، يكون الدماغ قد تخلص من فائض التوترات لديه فيسهل علينا النوم. 6- القيلولة تزودنا بالطاقة، شرط أن تتراوح مدتها بين (20- 25) دقيقة، فهذه المدة الزمنية تكفي لحلقة كاملة من النوم تقريباً، صحيح أن كل مرحلة من مراحل حلقة النوم تكون أقصر من مدتها خلال الليل، لكنها تكون جميعها موجودة، وكأنه تم ضغطها داخل هذه الفترة الزمنية المحدودة. يقول الاختصاصي الفرنسي، (فريديرك بلوتون) أن في إمكاننا تمرين أنفسنا بحيث نستيقظ من القيلولة بعد (25) دقيقة، وكانت دراسة أمريكية أجريت في (كاليفورنيا) قد أظهرت أن القيلولة القصيرة في فترة بعد الظهر تزيد من إنتاجية العمال والموظفين، كما تعزز قدرتهم على الإبداع وحل المشكلات المختلفة. 7- يمكن للقيلولة الطويلة التي تبلغ مدتها ساعة ونصف الساعة، أن تلعب دوراً كبيراً في إزالة الآثار السلبية التي يخلفها السهر الطويل، أو عدم النوم في الليلة السابقة. 8- أظهرت دراسات عدة، أن أخذ قيلولة خلال النهار يحسّن المزاج ويعزز القدرة على التركيز، والأفضل أن نفكر في أمر إيجابي مفرح قبل أخذ القيلولة فذكرى هذه الفكرة الايجابية ستبقى معنا بعد استيقاظنا وحتى انتهاء اليوم. 9- أفاد باحثون في رابطة أطباء الجلد البريطانيين، أن القيلولة تساعد على تفادي ظهور الهالات السوداء تحت العينين، وهي تظهر عادة نتيجة احتباس السوائل في تلك المنطقة. 10- كشف باحثون أمريكيون أن قضاء فترة قيلولة لحوالي (45) دقيقة يومياً يساعد على تنشيط الذاكرة، والدراسة شملت (33) شخصاً، (11) منهم من الذكور و(22) من الإناث في الـ (23) من العمر، حيث طلب الأخصائيون من الأشخاص لدى وصولهم إلى مختبر النوم في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً التدرب على تنفيذ مهمات مختلفة في الساعة الثانية عشرة ونصف ثم في الواحدة ظهراً من نفس اليوم من أجل معرفة قوة ذاكرتهم. وأخذ (16) من المشاركين قيلولة داخل المختبر فيما طلب من الآخرين البقاء مستيقظين ثم طلب من الجميع الانتظار تمهيداً لخضوعهم إلى تجربة أخرى عن قوة الإدراك والذاكرة في الساعة الرابعة من بعد الظهر. وبحسب الدراسة فإن الأشخاص الذين أخذوا فترة قيلولة بعد الظهر كان أداؤهم أفضل من غيرهم في المهمات الذهنية التي كلفوا القيام بها. وفي النهاية، أظهرت الدراسة أن الذين يأخذون قيلولة بعد الظهر تتحسن ذاكرتهم من حيث الاحتفاظ بالمعلومات التي يكتسبونها مقارنة بنظرائهم الذين يواصلون عملهم كالمعتاد. 11- أوضحت دراسة علمية أن أخذ غفوة قصيرة للموظفين أثناء العمل يجدد الطاقات الفكرية والجسمية للعاملين ويزيد إنتاجيتهم وقدرتهم على تحمل ظروف العمل بصورة أفضل. فقد وجد الباحثون أن الأداء يضعف خلال النهار، ولكن أخذ قيلولة أو غفوة لمدة (30) دقيقة قد يجدد النشاط والمهارات الإدراكية للإنسان، وقال الباحثون: أن القدرات التعليمية عند الإنسان تعتمد بشكل كبير على التعب، فيكون الأداء أفضل كثيراً في الاختبارات الذهنية إذا حصل على مقدار كاف من النوم الليلي لست أو ثمان ساعات على الأقل. ودرس أخصائيو علم النفس في جامعة هارفارد الأمريكية، العلاقة بين التعب والإدراك البصري عند (30) رجلاً وامرأة، حصل (10) منهم على نصف ساعة من النوم خلال العمل، و(10) آخرين على ساعة كاملة، فيما لم يحصل العشرة الباقون على أي فترة راحة. ووجد الباحثون أن أداء المتطوعين الذين لم يحصلوا على وقت للراحة والنوم خلال النهار، كان الأسوأ في الاختبارات الذهنية، بينما تحسن أداء الذين أخذوا فترات قيلولة طيلة الاختبارات التي استمرت عشر ساعات. وقال العلماء في مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، إن فترات القيلولة القصيرة في منتصف النهار لمدة نصف ساعة، تلغي تأثير التعب، وتعيد الاستقرار والحيوية والنشاط للذهن والجسم مهما كانت نوعية المهمة التي يقوم بها الإنسان. * خطوات نحو قيلولة مريحة:ـ 1- ابحث عن مكان هادئ بعيداً من الضجيج وعن التأثيرات الخارجية التي يمكن أن تقطع عليك قيلولتك وينصح أستاذ علم النفس البريطاني البروفيسور ويليام أنتوني، بأن يكون هذا المكان خفيف الإضاءة. وإذا تعذر ذلك يمكن استخدام قناع العينين، لأن الظلمة تعزز إفراز هرمون الميلاتونين الذي يحثنا على النوم. 2- تزود بالمستلزمات الضرورية إذا كنت تأخذ قيلولتك خارج المنزل، زود نفسك بوسادة، غطاء (فعندما تنام تنخفض درجة حرارة جسمك)، سدادات للأذنين لتفادي الضوضاء، وقناع للعينين لتجنب الأضواء. 3- اشرب فنجاناً من القهوة مباشرة قبل أخذ القيلولة، هذه نصيحة البروفيسور جيم مورن، الذي يقول إن تناول شراب غني بالكافيين قبل القيلولة مباشرة مفيد، لأن الكافيين سينتشر في جسمنا أثناء النوم، ما يجعلنا أكثر تيقظاً وانتباهاً عندما نستفيق من القيلولة. 4- استخدم ساعة المنبه، واضبطها، بحيث توقظك بعد ثلث ساعة، فالنوم لفترة أطول من ذلك سيؤثر سلباً في نوعية ومدة نومك ليلاً. 5- أنعش نفسك عندما تستيقظ، عن طريق غسل الوجه بالماء البارد، وذلك للتخلص من أية آثار للنعاس. 6- اختر التوقيت المناسب، يستحسن أن تأخذ قيلولتك بين الساعتين الواحدة والثالثة والنصف بعد الظهر، فهذه هي الفترة التي يصل فيها الشعور بالنعاس إلى أقصى حد له، حسب إيقاعات الجسم البيولوجية، هناك أيضاً فترة بين الساعة الثانية بعد منتصف الليل والخامسة صباحاً، لكننا عادة نكون نياماً خلالها، وينصح الاختصاصيون بتفادي النوم بعد الساعة الثالثة والنصف، كي لا يؤثر ذلك في النوم الليلي. 7- يجب ألا نطيل مدة القيلولة من دون جدوى، فإذا كنت متيقظاً وشعرت بأنك لم تعد بحاجة إلى الراحة فمن الأفضل أن تنهض من سريرك ولكن بهدوء، لا تقفز من السرير بسرعة بل خذ وقتك وتنفس أربع أو خمس مرات وتمط ببطء، بمعنى آخر خذ الوقت الكافي لاستعادة الاتصال بالواقع، وعندما تشعر بخفة الجسم وراحته تكون مستعداً لاستئناف نشاطك أو لإنجاز نشاطات جديدة. وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن أغلبية الشركات العالمية خاصة في اليابان، تخصص لموظفيها أمكنة يستطيعون فيها أخذ قيلولتهم اليومية التي تساعدهم على استعادة طاقاتهم، وتعزيز إنتاجيتهم وقدرتهم الإبداعية، ويحذو الكثير من الشركات الأمريكية، والأوروبية، حذو اليابانيين، فأخذت تنتشر غرف القيلولة في أرجاء أهم الشركات
| |
|