26 عامًا على مجزرة صبرا وشاتيلا ملف كامل مدعوم بالصور لمن يريد ان يعيش هذة اللحظة
26 عامًا على مجزرة صبرا وشاتيلا، والجرح ما زال نازفًاتلك المجزرة اللتي ارتكبت بحق الفلسطينيين الاجئين في لبنان واللتي هي من ابشع جرائم كل العصور ولم يوجد لها مثيل واللتي ارتكبها العدو الصهيوني واحزاب مسيحية من كتائب حبيقة وغيرها من الحاقدين على الاسلام قد يلوم البعض الشعب الفلسطيني يلومة احيانا لعمل او لاخر لكن نقول الجرح اكبر من اللوم شعب يعاني وعانا منذ طليعتة ولهذة اللحظة هو يعاني الا يستحق الحياة مثل باقي الشعوب؟اكثروا اخواني من الدعاء لانة ذلك فقط ما هو مطلوب منكم الان لاننا تنازلنا عن كل شيئ اسمة مساندة او مساعدة فقط يكفي الدعاء لهذا الشعب ورب دعوة تكون مستجابة ويخف العذاب عن هذا الشعبتمر اليوم الذكرى الـ26 على واحدة من أبشع الإبداعات في القتل والهمجية... على لوحة لم يستطع غبار الزمن إخفاءها ولم يستطع التاريخ طمس معالمها. رغم القهر... رغم المعاناة... رغم الألم ما زالت صبرا وشاتيلا على قيد الحياة. مجزرة صبرا وشاتيلا... الجرح النازف ... جرح شعب ما زال يجمع أشلاءه... جرح أرض ما زالت تأن وتصرخ رفائيل ايتان- قائد هيئة الأركان العامة في حينه
وتبدأ قصة المجزرة بعد ساعات قليلة من دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق بيروت الغربية وضاحيتها الجنوبية إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان برفقة الحليف الذي كان هذه المرة ليس كغيرها من المرات عربيا لبنانيا يتمثل بحزب الكتائب. وبعد إعلان الحليفين ضرورة تطهير المخيمات من الإرهابيين (الفدائيين- المقاتلين الفلسطينيين) وفق خطة وضعت مسبقاُ، بدأت عملية الإبادة يوم الخميس 16 أيلول 1982 لتنتهي يوم السبت 18 أيلول 1982.
ومن الجدير بالذكر أن تسمية المجزرة بمجزرة صبرا وشاتيلا هو خاطئ ورغم أنها التسمية الوحيدة ولكنها لم تدع هكذا عبثا. مخيم صبرا لم يوجد يوما بل هي منطقة مجاورة خارج حدود المخيم ومتاخمة لمنطقة الطريق الجديدة، وهي ذات غالبية سكان لبنانية عكس مخيم شاتيلا الذي تغلب فيه أكثرية اللاجئين الفلسطينيين. والأرجح أنها سميت كذلك لامتزاج الدم اللبناني بالدم الفلسطيني الذي أبيح في هذه المجزرة ونظرا أيضا لفقر المنطقتين الشديد سميت كذلك. وقد شملت المجزرة منطقة بئر حسن ومنطقة صبرا ومخيم شاتيلا وما يحيطه.
ايلي حبيقة- قائد قوات الكتائب التي ارتكبت المجزرة
أريئيل شارون- وزير الأمن في حينه
وبعد الاتفاق بين الحليفين على مجريات الخطة أبقي على حصار المخيم من قبل الجيش الإسرائيلي ومنع الدخول أو الخروج منه أي قام فعليا بعزله عن الجوار ومن ثم توقف القصف المدفعي على المخيم وتوقفت أيضا رصاصات القناصة الإسرائيليين مفسحة المجال لرجال الكتائب بتنفيذ مهامهم. وكان شعارهم كما صرح أحد ضباطهم "بدون عواطف، الله يرحمه" وكانت كلمة السر- أخضر- وتعني أن طريق الدم مفتوح. هذه الأقوال تلخص مهام هؤلاء الرجال. لم يدخلوا المخيم بحثا عن إرهابيين (كما زعموا) وإن وجدوا فلماذا لم نسمع عن أيّة محاولة لردع هذا الهجوم ولم تطلق حتى رصاصة واحدة؟ دخلوا المخيم واستخدموا جميع أنواع الأسلحة: الرشاشات والبنادق والسلاح الأبيض مفترسين كل ما في طريقهم. فلم ينج لا الفلسطينيون ولا اللبنانيون من سخط وجنون العدو، الذي لم يفرق بين رجل وامرأة أو شيخ وطفل... كل كان له نصيب من هذه المجزرة حتى الحوامل بقرت بطونهم وهدمت البيوت فوق رؤوس ساكنيها.
ثلاثة أيام والمجزرة مستمرة على مدى ساعات اليوم الأربع والعشرين، ولم تعلم وسائل الإعلام بخبر المجزرة إلا بعد انتهائها فرغم ما تسرب من أخبار عن مجزرة تدور في المنطقة لم يستطع أحد استيعاب الأحداث وما يجري إلا بعد انهائها. ليدخل الصحافيون من بعدها إلى المخيم أو كومة الرماد كما صار ليتفاجأوا بأحد ضباط الجيش الكتائبي يصرح أن "سيوف وبنادق المسيحيين ستلاحق الفلسطينيين في كل مكان وسنقضي عليهم نهائيا"!! وتناقلت الصحافة صور أشلاء وأجزاء بشرية في الطرقات والزواريب.. شلالات الدماء تغطي المخيم فاضت فوق القبور الجماعية التي ضمت آلاف الفلسطينيين واللبنانيين. وحاول الجيش الإسرائيلي إخفاء آثار المذبحة ومعالم الحريمة مستخدما الجرافات والآليات لكنه فشل.
وفي غمرة الأحداث وتسارعها دخل الصليب الأحمر إلى المخيم بعد صعوبات فرضها الجيش الإسرائيلي. لكن في النهاية تبيّن أنّ الحصيلة كانت 3297 شهيدا من سكان مخيم شاتيلا الـ20000 ومنهم 136 شهيدا لبنانيا موزعين على شوارع وزواريب مخيم شاتيلا (1800 شهيد)، مستشفى عكا في بئر حسن (400 شهيد) ومستشفى غزة في أرض جلول (1097 شهيد).
وكما هي الحال في الماضي والحاضر سارع حكام العرب إلى التعبير عن أسفهم عما حدث واصفين ما حصل بجريمة حرب وهنا يقف خطابهم. ودعا المجتمع الدولي إلى تأليف لجان للتحقيق في الجريمة لكن هذه اللجان لم تصل لأية نتيجة أو حتى لم تدخل حيز الوجود أصلا لاصطدامها بحائط الردع الأميركي. وتشكلت لجنة تحقيق إسرائيلية بقيادة القاضي كاهان التي سميت لاحقا بإسمه. وتوصلت هذه اللجنة إلى عدة أمور منها أنّ الجيش الإسرائيلي لا يتحمل المسؤولية المباشرة عن المجزرة وألقت المسؤولية كاملة على ضباط حزب الكتائب (إيلي حبيقة وفادي أفرام). وأيضا عزل شارون من منصبه وزيرا للأمن، وأوصي بعدم تولّيه هذا المنصب مرّة أخرى.
هذه كانت ردة فعل المجتمع الدولي، فجريمة حرب تهز شعوب العالم أجمع لا تهز حكومات الغرب والشرق قيد أنملة. مع أن اتفاقية جنيف عام 1949 والبروتوكول المتعلق بها عام 1977 ينصّان على أن تقوم الدول بمحاكمة الأشخاص المرتكبين لهذه الجرائم بغض النظر عن جنسيتهم.
بعدما غابت الحقيقة خلف الأفق كالشمس ولكن بلا عودة وبعدما كان كل مخيم وكل ساحة ملعبًا لتركيع وسفك دماء الشعب الفلسطيني أصبح من العار التخفي في تقاليد الجبن والرجعية. فها هي المجزرة تدخل عامها الـ27 بلا إسم ... بلا عنوان... بلا قضية ...محت أمواج الصمت الألوان ومات صدى الدماء في جوف الأرض.