عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 69300 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
موضوع: لماذا كنا فى المقدمه واصبحنا ............. الأحد سبتمبر 21, 2008 1:06 am
لماذا كنا فى المقدمه واصبحنا .............
سوال هام يخطر على بال وعلى عقولنا جميعا لماذا كنا فى المقدمة واصبحنا فى خبر كان كما نقول
هل لاننا افتقدنا علماءنا ولم يصبح عندنا علماء
ام
لان الظروف الاقتصادية الان ردئية ام
لظروف السياسية وتقلباتها وعدم الانضباط
ام
ظروف مادية
ام هذة الظروف كلها اجتمعت كلها وجعلتنا نرجع للخلف
امس فى ماضينا كنا اكثر تقدما وكنا منارة للعلم ومصدرا هاما من مصادر الرقى والتقدم
وكانوا فى ظل ظروف اقتصادية متقلبة وفى ظل ظروف سياسية متقلبة مضطربة وكانوا اقل مادية من العصر الحالى
اذا ماهى الاسباب وراء تقدمهم وتراجعنا بحثت فى الحياة الذاتية لعلماءنا العرب وحاولت الوقوف على شخصياتهم فوجدت التالى
لقد كان العلماء العرب متحلين فى اغلب الامر بحميد الصفات وجميل الاخلاق من صبر ومصابرة ومثابرة الى عزوف عن الصغائر وترفع عن الدنايا واكباب منقطع النظير على العمل وفى جد صارم مع زهد فى الترف والمال والسلطان وهذا هو التفسير الوحيد لهذا الانتاج الرائع الضخم الذى تفردوا به بين علماء العالم الذى يجعلهم اقرانا اكفاء لاعاظم العلماء المعدودين فى العالم كله على مر العصور والدهور
******
يقول ابن الهيثم : انه مادامت له الحياة سيبذل جهدة ويستفرغ قوته فى التاليف متوخيا امورا ثلاثة اولهما : ان يجد الناس فى كتبه بعد موته الفائدة والعلم اللذين يقدمهما لهم فى حياته وثانيهما ان يجعل من التاليف وتدبيج الرسائل رضاءا لنفسة بهذة الامور وثالثهما ان يدخر من تللك التاليف عدة للشيخوخةواوان الهرم
***************** عندما اراد احد الامراء ان يعطيه اموالا كثيرة قال ابن الهيثم يكفينى قوت يومى ومازاد على ذلك ان امسكته كنت خازنك وان انفقته كنت قهرا مانك ووكيلك واذا اشتغلت بهذين الامرين فمن الذى يشتغل بامرى وعلمى فما قبل بعد ذلك الا نفقه احتاج اليها ولباسا متوسطا وقد رد ابن الهيثم لاحد الامراء ماقد دفعه اجر تعليمه قائلا : خذ اموالك باسرها فلاحاجة بى اليها وانت احوج اليها منى عند عودتك الى ملك ومسقط راسك واعلم ان لا اجرة ولا رشوة ولاهدية فى اقامه الخير
يقول سارتون عن ابن الهيثم انه اكبر عالم طبيعى مسلم ومن اكبر المشتغلين بعلم المناظر الضوء فى جميع الازمان لقد كان اساس الاخلاق عند ابن الهيثم العربى المصرى ايثار الحق لا الميل مع الهوى انه خلق العالم الفاضل السنا نرى انه مثل يحتذى به بعد عصرة بنحو الف من الاعوام
******************** ********* ***** ***
تميز البيرونى بعقليه نادرة المثال نستطيع ان نضعها فى مصاف ارقى العقليات العلمية فى الوقت ومن العجيب ان يتميز البيرونى فى عد علوم مختلفه كل الاختلاف فهو فى الفلك فلكى ممتاز وفى الجيولوجيا جيولوجى ممتاز ومورخ محقق مدقق واسع الاطلاع يروى ان البيرونى عندما اتم تاليف كتابه (القانون المسعودى ) حمله الى السلطان الذى اراد ان يجزية على هذا العمل العظيم مايستحقة فوجة الية ثلاثة جمال تنوء باحمالها من نقود الفضة فردها البيرونى قائلا :انه انما يخدم العلم للعلم لا للمال ********* ******** ***** * اما البغدادىفقد وجه للمشتغلين بالعلم نصيحة خالصة اجدر بها ان تكون دستور لهم فيقول اوصيك الا تاخذ العلوم من الكتب وحدها وان وثقت بنفسك من قوة الفهم وينبغى ان تكثر اهتمامك لنفسك ولاتحسن الظن بها وتعرض خواطرك على العلماء وتتثبت ولا تتعجل ولا تتعجب فمع العجب الثار ومع الاستبداد الذلل ومن لم يعرق جبينه الى ابواب العلماء لم يعرق فى الفضيله ومن لم يخجلوه لم يبجله الناس ومن لم يحتمل الم التعلم لم يذق لذة العلم ثم يقول اذا تمكن الرجل فى العلم واشتهر به خطب من كل جهة وعرضت علية المناصب وجاءته المناصب وجاءته الدنيا صاغرة واخذها وماء وجهه موفور وعرضه ودينه مصون
سيطرت على العلماء العرب روح علمية صحيحة تتحرى الصدق فى الكتابة والامانه فى النقل وعرف العلماء العرب فى اسلوبهم وتفكيرهم العلمى مايسمى بالطريقة العلميه التى يظن انها من ابتكارات لعصر الحديث
مقدمات كتب العرب زاخره بالارشاد والحكم والتوجيهات التى تتضمن مناهجهم فى البحث وطريقتهم فى التفكير يقول الجاحظ فى مقدمة كتاب الحيوان (جنبك الله الشبه وعصمك من الحيرة وجعل بينك وبين المعرفة نسبا وبين الصدق سببا وحبب اليك التثبيت وزين فى عينك الانصاف واذاقك حلاوة التقوى واشعر قلبك عز الحق واودع صدرك البر واليقين وطرد عنك ذل الناس وعرفك مافى الباطل من الذله ومافى الجهل من القلة
يقول ابن الهيثم فى مقدمة كتابه المناظر ( ان غرضة فى جميع مايستقرية ويتصفحةاستعمال العدل لا اتباع الهوى وانه يتحرى مايميزة وينتقده طلب الحق لا الميل مع الاراء حتى يظفر بالحقيقه ويصل الى اليقين ) ويقول (اذا وجدت كلاما حسنا لغيرك فلاتنسبه لنفسك واكتفى باستفادتك منه فان الولد يلحق بابيه والكتاب لصاحبه وان نسبت الكلام الحسن الذى لغيرك لنفسك فينسب غيرك نقصانه ورذائله اليك )