الواقع ان مرحلة المراهقة مرحلة تغير مشهود يراه الجميع ويدركه الجميع، لكن ليس كل مراهق يمر باعصار كما يقال حيث ان التقارير القديمة عن صعوبة المراهقة وانها مرحلة تقلب، بل وصل الامر ببعض الباحثين الى القول انها مرحلة مرض نفسي الخ.. هذا كلها نقضتها التقارير الحديثة والابحاث طويلة الامد، ولعل الظروف الثقافية التي مرت بها الولايات المتحدة في الستينيات الميلادية سبب مباشر في اضطرابات المراهقين في تلك الفترة، اذ انفتحت الحريات واضطرب الناس واصبح الجنس امراً لازماً ورخيصاً واهتزت قناعات وقيم ذلك المجتمع واصبح يعاني واستمرت هذه المعاناة الى يومنا هذا، اما الابحاث المعاصرة فتقول ان حوالي 50% من المراهقين يتعب ويتعب (بضم الياء) والمراهقون الذين يتعبون هم من لديهم طباع اندفاعية اصلاً مع اضطرابات في الجو الاسري مثل بعدالوالدين او الاهمال الوالدي او العنف والقسوة، وكلما زادت ظروف المنزل سوءاً اضطرب المراهق اكثر، وكلما استقرت الاوضاع الاسرية تجاوز المراهق هذه المرحلة بسلام.والتدين الصحيح عامل استقرار للاسرة والشخصية المراهقة، بالذات اذا كانت ممارسته متزنة وصحيحة والاسرة من خلال الدين قادرة على اعطاء المراهق فرصة لاثبات الذات وتطوير المهارات، اذاً نعم صحيح ان للتدين الصحيح اثراً جيداً في تقليل معاناة المراهق ومن حوله ولكن هناك معايير اخري ومؤثرات اخرى اقوى او اضعف من التدين من ناحية تأثيرها على مشوار المراهق