استشهاد سعيد صيام وتصعيد خطير للعدوان الإسرائيلي بغزة
|
القصف الإسرائيلي استهدف مبان للأونروا والهلال الأحمر ومؤسسات إعلامية (الفرنسية)
|
استشهد وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة والقيادي بحركة المقاومة الإسلامية
(حماس) سعيد صيام وابنه وشقيقه ورئيس جهاز الأمن الداخلي صلاح أبو شرخ إثر قصف طائرات حربية إسرائيلية مساء اليوم منزل شقيق صيام شمال مدينة غزة.
وقال مراسل الجزيرة وليد العمري إن إسرائيل أعلنت عن اغتيال صيام بصفته ثاني أكبر قيادي بحماس استطاعت قتله بعد القيادي نزار ريان، وتحدثوا عن ذلك بأنه إنجاز لأنه من بين القيادات الخمسة الأولى لحماس.
وقد صعد الاحتلال الإسرائيلي من
اعتداءاته على قطاع غزة التي دخلت يومها العشرين حيث تعرضت مناطق عديدة من القطاع للقصف كان من بينها مستشفيات ومقر تابع للأونروا ومبان تضم مكاتب لوسائل إعلام عالمية، بينما جرت محاولات توغل بري تصدت لها المقاومة الفلسطينية.
وقال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح إن الاشتباكات ما تزال دائرة بين قوات المقاومة وقوات الاحتلال في منطقة تل الهوى. وأضاف أن جنود الاحتلال حولوا بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية واحتجزوا أهلها داخلها.
ومع الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس انضمت طائرة إف 16 إلى المروحيات والدبابات والمدفعية في قصف عنيف لم يستثن حتى المساجد، محاوِلة فيما يبدو إرباك المقاومة التي احتفظت بتماسكها رغم كثافة الاعتداءات.
وقصفت إسرائيل في وقت سابق من اليوم الخميس برج الشروق الذي يضم العديد من مكاتب وسائل الإعلام والذي يبعد عن مقر مكتب قناة الجزيرة نحو ثلاثمائة متر وذلك بعد قليل من قصف برج فلسطين القريب، فضلا عن مناطق بمحيط حي التفاح وحي الزيتون.
وقال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح إن قصف برج الشروق أدى إلى إصابة شخصين يعملان في مكتب قناة أبو ظبي مشيرا إلى أنه تم على الفور إخلاء البناية من سكانها والعاملين بها.
كما تحدث مراسل الجزيرة عن غزارة نيرانية ترافقت مع تقديم الطائرات المروحية دعما للقوات البرية التي تسعى لتنفيذ عملية كبيرة في
غزة، حيث تصدت المقاومة لمحاولات توغل بري في منطقة تل الهوى والشجاعية جنوب غربي غزة ومناطق سكنية على أطراف القطاع.
وأضاف المراسل أن مقاتلاتٍ حربية إسرائيلية استهدفت بغاراتها مسجد الأبرار في مدينة رفح، وكذلك منزلا في حي السلام بالقرب من المنطقة الحدودية جنوب شرق رفح.
وسبقت هذه التطورات سلسلةٌ من الغارات الجوية على عدة مناطق ألقى فيها الجيش الإسرائيلي قنابل فوسفورية.
واعتبر المحلل ياسر الزعاترة في حديث للجزيرة أن ما تقوم به إسرائيل اليوم هو محاولة للضغط على حماس عبر التهديد باحتمالات اقتحام بري كامل لقطاع غزة للتأثير على الجهود التي تجري بهدف التوصل لوقف إطلاق النار.
من جانبه أكد الأمين العام لحركة
الجهاد الإسلامي رمضان شلح للجزيرة، أن الاحتلال الإسرائيلي واجه مقاومة بطولية منعته من التقدم إلا لأمتار قليلة نحو عمق غزة ما جعله يركز على محاولة خلق صورة إعلامية توحي بتفوقه وهو ما يفسر استهدافه لمكاتب وسائل الإعلام.
|
عائلات فلسطينية اضطرت للفرار من منازلها تحت وطأة الغارات الإسرائيلية (الفرنسية)
|
شهداء جدد
من جانبه أكد معاوية حسنين المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة بالحكومة المقالة أن 37 فلسطينيا استشهدوا اليوم ما يرفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى 1070 شهيدا بينهم 335 طفلا ونحو ثمانين امرأة، إضافة إلى ما يقرب من خمسة آلاف جريح بينهم 450 بحالة الخطر.
وقد وصل ستة أطفال من جرحى الحرب الإسرائيلية على غزة إلى بلجيكا لتلقي العلاج برفقة طاقم طبي بلجيكي نقل الجرحى من مطار العريش المصري, في حين قالت وزيرة الصحة البلجيكية إنها تأمل أن تحذو بقية الدول الأوروبية حذو بلادها وتبادر إلى علاج جرحى الحرب في غزة.
قصف مقر أونرواوبعدما سبق لإسرائيل استهداف مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عادت قذائفها لتستهدف هذه المرة المقر الرئيسي للوكالة في غزة ما أدى إلى إصابة ثلاثة من الموظفين وفقا لما أكده عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للوكالة.
وأوضح أبو حسنة أن الوكالة أوقفت عملياتها بشكل تام بسبب هذه الاعتداءات مشيرا إلى أن المقر المستهدف هو مقر الوكالة في الشرق الأوسط وليس فقط في غزة.
وبينما نددت كل من ألمانيا وفرنسا بقصف مقر أونروا ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنه جاء ردا على نيران أطلقها مسلحون فلسطينيون في المجمع على القوات الإسرائيلية.
وأثناء زيارة يقوم بها اليوم لإسرائيل احتج الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على القصف الإسرائيلي لمقر الأونروا كما قال إن عدد القتلى في غزة وصل إلى "نقطة لا تحتمل".
وكان الطيران الإسرائيلي استهدف سيارة تابعة للأونروا الليلة الماضية مما أدى على إصابة سائقها الذي كان في طريقه إلى منزله في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة.
كما استهدف القصف الإسرائيلي أيضا مقرا للهلال الأحمر الفلسطيني وسط مدينة غزة، وكذلك المستشفى التابع للهلال الأحمر في تل الهوى ما أدى إلى محاصرة نحو خمسمائة شخص بينهم جرحى وطواقم طبية.
|
جندي إسرائيلي مصاب في طريقه للمستشفى في بئر السبع (الفرنسية)
|
خسائر الاحتلال
في المقابل ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 15 إسرائيليا أصيبوا ثلاثة منهم جراحهم خطيرة جراء سقوط صاروخي غراد على كل من مدينتي بئر السبع وعسقلان.
واعترفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بجرح 11 من جنودها في اشتباكات الليلة الماضية كما تحدثت عن سقوط عشرين صاروخا منذ صباح اليوم على أشكول وأوفاكيم بالنقب لكنها قالت إنها لم تؤد إلى إصابات.
لكن فصائل المقاومة قالت إنها أطلقت أكثر من 25 صاروخا إضافة إلى العشرات من قذائف الهاون على مواقع القوات الإسرائيلية في القطاع، كما فجرت عبوات ناسفة وقنصت العديد من الجنود, وأدى كل ذلك إلى قتل جنود إسرائيليين.
وفي وقت لاحق، أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت ست آليات إسرائيلية في تل الهوى بالعبوات وقذائف آر بي حي.
وكانت إسرائيل قد اعترفت في وقت سابق بإصابة 17 من جنودها بينهم قائد الكتيبة 101 التابعة لوحدة المظليين في معارك متفرقة جرت الأربعاء بالقطاع، في حين أكدت أن عدد قتلاها منذ بداية العدوان بلغ عشرة, وعدد الجرحى تجاوز 130.
كما أكد جهاز الشاباك (الأمن الداخلي) أن عدد القتلى من المدنيين أربعة والجرحى نحو 1300، وقدر عدد الصواريخ التي سقطت على جنوب إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة بنحو 560 إضافة إلى نحو مائتي قذيفة هاون.
|
هذا الصغير الفلسطيني انضم إلى قائمة الشهداء (الفرنسية)
|
تعتيم إسرائيليويبدو أن إسرائيل التي تواصل منع دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة تسعى للتعتيم على حجم خسائرها حيث يقل ما أعلنته كثيرا عن ما تؤكده كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي قالت إنها قتلت منذ بدء الحرب 32 جنديا وضابطا إسرائيليا وجرحت نحو 320 آخرين، ولم تعلن فصائل المقاومة الأخرى عن حصيلة عملياتها.
وشهد الأربعاء تطورا لافتا تمثل في توزيع كتائب القسام شريطا مصورا حصلت الجزيرة على نسخة منه يظهر ما قالت الكتائب إنه عملية اقتحام لمنزل تحصنت بداخله قوات خاصة إسرائيلية غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وتظهر الصور أن المنزل استهدف بقذائف آر بي جي ونيران الرشاشات المتوسطة من مسافة قريبة.
وأصيب 15 شخصا على الأقل بجروح في حريق شب في مبنى بمدينة عسقلان جنوب إسرائيل، كما أصيب شخصان آخران نتيجة حريق مماثل وقع أمس في مصنع للكيمياويات بمدينة أُسدود الساحلية، وقال شهود عيان إن هناك أصوات انفجارات تصدر من داخل المصنع.
وقد عزت السلطات الإسرائيلية ذلك إلى مواد كيمياوية سامة، نافية أن يكون لذلك علاقة بسقوط صواريخ فلسطينية. لكن فصائل المقاومة الفلسطينية قالت إن قصفها الصاروخي هو الذي تسبب في هذا الحريق.
على صعيد آخر، قالت وزارة الداخلية السعودية إنها لا تملك معلومات حول هوية المواطن الذي ترددت أنباء حول مقتله في غزة، علما بأن كتائب القسام كانت أعلنت على موقعها الإلكتروني أنه استشهد بينما كان يشارك في المقاومة إلى جانبها.