ايطاليا تعتذر رسمياً بعد 77 سنة لأبن عمر المختار !
كاتب الموضوع
رسالة
السيد خضر عضو ماسى
عدد الرسائل : 84 الأوسمة : نقاط : 60570 تاريخ التسجيل : 29/04/2008
موضوع: ايطاليا تعتذر رسمياً بعد 77 سنة لأبن عمر المختار ! السبت يناير 24, 2009 1:03 am
<table align=left><tr><td align=middle></TD></TR> <tr><td class=ImageCaptionStyle align=middle></TD></TR></TABLE>عندما تتطرق الى ذهنك قصة جميلة فلابد من وجود بطل عظيم يظل تاريخه حافلاً بالفخر والمجد لدى نفوس البشر مهما كانت النهاية فبطل مثل هذا القائد يستحق ان يلقب بشيخ المجاهدين رغم كبرسنه ظل العجوز المخضرم يحارب الايطاليين أكثر من عشرين عامامع مجموعة من الفرسان على الجياد أخذ يقهقرهم ويتصدى لهم فى أكثر من الف معركة رغم محاولة أغرائه بالمال إلا أنه رفض ذلك لأنه مؤمن بالقضيةوأن الوطن لا يقدر بمال،
مقاوم ليبى حارب قوات الغزو الايطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلى عام 1931. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً لأكثر من عشرين عاما فى أكثر من ألف معركة واستشهد باعدامه شنقاً و توفى عن عمر 73 عاما. و قد صرح القائد الايطالى "أن المعارك التى حصلت بين جيوشه و بين الشيخ 263 معركة ، فى مدة لا تتجاوز 20 شهرا فقط".
عاش عمر المختار حرب التحرير و الجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم، فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا فى 29 سبتمبر 1911م، وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبى، درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازى والخمس، كان عمر المختار فى تلك الأثناء مقيما فى جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل السيد أحمد الشريف، وعندما علم بالغزو الإيطالى فيما عرف بالحرب العثمانية الإيطالية سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم فى تأسيس وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التى أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م أعظم المعارك فى تاريخ الجهاد الليبى، منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة فى 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستون جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم،
بعد الانقلاب الفاشى فى إيطالى فى أكتوبر 1922، وبعد الانتصار الذى تحقق فى تلك الحرب إلى الجانب الذى انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسى، واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار فى الوقت الذى قام أخوه الرضا مقامه فى الإشراف على الشئون الدينية.
الحرب خدعة
وتوالت الانتصارات، الأمر الذى دفع إيطاليا إلى إعادة النظر فى خططها وإجراء تغييرات واسعة، فأمر موسولينى بتغيير القيادة العسكرية، حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا فى يناير 1929م، ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان والمجاهدين.
وقد دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسيانى وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل فى التاريخ فى وحشيتها وفظاعتها وعنفها.
المختار فى الأسر
فى معركة السانية فى شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته غرسيانى فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".
وفى 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة فى كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقتها تعزيزات، واشتبك الفريقان فى وادى بوطاقة ورجحت الكفة للعدو فأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلى بنغازى حيث أودع فى السجن الكبير بمنطقة سيدى اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم فى محاولة لتخليص قائدهم.
كان لاعتقاله فى صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غرسيانى لم يصدّق ذلك فى بادىء الأمر، وكان غرسيانى فى روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب فى طريقه إلى باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله فى القضاء على المجاهدين فى برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة فى إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة فى مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من بنغازى مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غرسيانى بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ? ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازى فى نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلى مكتبه لكى يراه بأم عينيه.
الأسد أسير
وصل غرسيانى إلى بنغازى يوم 14 سبتمبر ، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م، وفى صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسيانى فى الحديث مع عمر المختار، يذكر غرسيانى فى كتابه (برقة المهدأة):
"وعندما حضر أمامى رأيت فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامى بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل، رغم الكسور والجروح التى أصيب بها أثناء المعركة، وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه (بالَجَرِدْ) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر، وبالإجمال يخيل لى أن الذى يقف أمامى رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر،
فسأله لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة الفاشستية ?
أجاب الشيخ: من أجل دينى ووطني. فسأله: وما الذى كان فى اعتقادك الوصول إليه ?
فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم ... لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهى فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
وسأله: لما لك من نفوذ وجاه، فى كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ?.
فأجاب الشيخ: لا يمكننى أن أعمل أى شئ ... وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقى السلاح...
التهمه الدفاع عن الوطن..... الحكم وسام عار على أوجه الايطاليين
عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية فى مركز إدارة الحزب الفاشستى ببنغازى .
كانت اخر كلمات عمر المختار قبل اعدامه:
نحن لانستسلم ننتصر أونموت،وهذة ليست النهاية،بل سيكون عليكم، أن تحاربوالجيل القادم والاجيال التى تليه ..(أما أنا فإن عمرى سيكون أطول من عمر جلادى).</FONT>
ايطاليا تعتذر رسمياً بعد 77 سنة لأبن عمر المختار !