عنق الرحم :
إنه الجزء الضيق والسفلي من الرحم . وهو أحد أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي , وهو عبارة عن تجويف كمثري الشكل ويقع بمنطقة الحوض (وهي منطقة أسفل البطن ومابين الوركين ), وينفتح الرحم عند المهبل (قناة الولادة) الذي يؤدي إلى خارج الجسم
سرطان عنق الرحم:
يحدث سرطان عنق الرحم عندما تبدأ خلاياه في التغيير من طبيعتها و وظيفتها نتيجة تدمير الخلايا و هذه الحالة تؤدي إلي تعثر نمو هذه الخلايا بصورة طبيعية و حدوث السرطان الذى يمتد تأثيره إلي الأنسجة المجاورة.
وعندما تبدأ هذه التغيرات السرطانية فى الحدوث تكون محدوده في الطبقة الخارجية من عنق الرحم لمدة تتراوح من 2 - 10 سنوات قبل أن تبدأ في مهاجمة الطبقة العميقة من عنق الرحم و بعد ذلك تبدأ فى مهاجمة الأنسجة و الأعضاء المجاورة للرحم و المثانة و المستقيم .
تحتل أورام الرحم و بخاصة سرطان عنق الرحم المرتبة الثانية من بين الأورام السرطانية التي تصيب النساء في العالم بعد اورام و سرطان الثدي, وعلى الرغم من الخطورة العالية لهذا المرض و ارتفاع نسبة الوفيات الناجمة عنه, إلا ان الوقاية منه سهلة و غير مكلفة اذا ما اتبعت السيدة النصائح الطبية المناسبة.
يعد هذا السرطان واحدا من أكثر الأمراض الخبيثة الأكثر شيوعا بين النساء وهو الثاني على مستوى العالم ويزداد ظهور سرطان الرحم لدى النساء الناشطات جنسيا .
يسمى الشكل المبدئي لسرطان عنق الرحم بسرطان لابد أي موضعي، وهو يحتل الطبقة السطحية من خلايا عنق الرحم، ولا يمتد إلى الطبقة العميقة. تصاب النساء بهذا الشكل المبدئي من السرطان فيما بين الثلاثين إلى الأربعين من العمر، وإذا لم يلق علاجاً مناسباً يمكن أن يغزو الأنسجة الداخلية من عنق الرحم وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وفي هذه المرحلة، نطلق عليه سرطان عنق الرحم التوسعي، ويصيب غالباً النساء فيما بين 35 عاماً إلى 60 من العمر
العوامل التي تتزامن مع ارتفاع معدل حدوث المرض:
بدء الحياة الجنسية في سن مبكرة: فقد لوحظ ان معدل حدوث المرض يتضاعف من 2 الى 3 مرات في حال بدأت الأنثى الحياة الجنسية قبل سن 15 سنة.
تعدد الشركاء الجنسيين تعدد الممارسات الجنسية غير الشرعية
الزواج المبكر و الاستعمال المبكر لأقراص منع الحمل.
الإصابة بالالتهابات الفيروسية و الإصابة بالهربس او السفلس
العرق و الدين حيث لوحظ أن معدل حدوث المرض يزداد بين السود كما ينقص بين اليهود و المسلمين.
تدني المستوى الاقتصادي يلعب دورا في ظهور المرض.
التدخين لدى السيدات يزيد من فرص حدوث المرض
من المحتمل أن تمر خلايا الرحم بسلسلة من التغيرات , (وهو ما يعرف بخلل التنسج). ويمكن لهذاااتغير أن يحدث في أي عمر ولكنه شائع أكثر بين مجموعة العمر مابين 25 إلى 35 سنة . جدير بالذكر أن خلل التنسج لا يعتبر سرطانا , ولكنه قد يتحول إلى سرطان.
الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم:
1- سيدات تتراوح أعمارهم بين 60-25 عاما.
2- سيدات بمستوى اقتصادي منخفض.
3- بائعات الهوى.
4- تكرار الإصابة بأمراض جنسية.
5- تكرار الاجهاض المحرض.
6- سيدات بدأن حياتهن الجنسية مبكرا.
الإكتشاف المبكر لأورام و سرطان الرحم و عنق الرحم يوفر فرصة للعلاج و الشفاء
أعراض أورام و سرطان الرحم و عنق الرحم:
في المراحل المبكرة من المرض, لا تشكو المصابة من أية أعراض, أما في المراحل المتأخرة فتظهر الأعراض على صور متعددة:
1- نزيف مهبلي مصدرة الرحم و بشكل غير طبيعي و غير مرتبط بالدورة الشهرية.
2- نزيف بعد الجماع أحيانا.
3- افرازات دموية متكررة.
4- ألم عميق في الحوض.
5- أعراض أخرى مرتبطة بانتشار المرض في مواقع أخرى كالعظم و الكبد و الغدد الليمفاوية مما يخلق أعراضا متنوعة تعتمد على موقع و حجم انتشار المرض.
يحتمل عدم ظهور أعراض معينة عند الإصابة بخلل التنسج أو سرطان عنق الرحم في مراحل الأولية
ولكن بتم الكشف عن هذه الحالات عادة بواسطة لطاخة باب في الوقت الذي يجري فيه الفحص الحوضي (النسائي ).
وربما تبداء الأعراض في الظهور عندما يصبح السرطان مستفحلا , وفي سرطان عنق الرحم يكون النزف الشديد هو العلامة الأكثر شيوعا من بين العلامات الدالة على الإصابة بالسرطان , وقد يأتي على شكل نزف بعد الجماع أو نزف فيما بين الدورات الشهرية, أو على شكل زيادة في الطمث, أو مهبلي لدى المرأة التي انقطعت عنها الدورة الشهرية .ربما لا تجد بعض النساء أي مشكلة في النزف ولكن الإفرازات المهبلية قد تسبب إزعاجا برائحتها الكريهة . إضافة غلى الإحساس بالألم و وبأعراض في المثانة أو المستقيم عندما يصل الداء إلى مرحلة متقدمة .
كيف يتم اكتشاف أورام الرحم و سرطان عنق الرحم؟
في معظم الأحيان يتم اكتشاف الحالات بعد شكوى المرضية من أحد الأعراض المذكورة و التي عادة ما تعني وجود المرض لبعض الوقت و أحيانا يتم اكتشافه من خلال الفحص لأسباب أخرى (أي بطرق الصدفة), و في قليل من الأحيان يتم اكتشافه مبكرا إذا كانت السيدة تعي احتمالات حدوث المرض و تقوم بالفحص الدوري لدى الطبيب المختص.
في حالة الشك بوجود سرطان عنق الرحم يتم عمل مسحة من الخلايا المشكوك في أمرها و هذا الفحص سهل و لا يسبب أي ألم.
التشخيص:
لإيجاد السبب وراء الإصابة بأي عرض من الأعراض السابقة الذكر سوف يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي الشخصي للمريضة والأسرة , وعن الزواج وممارسة الجماع , وعن أي إصابة سابقة بالتهابات في الحوض و وعن التدخين .. الخ . يلي ذلك الفحص البدني وفحص لطاخة "باب " إذا لم يكن قد أجرى من قبل . وفي حالة الشك بوجود التهاب مهبلي , يتم أخذ مسحة وزراعتها لإثبات الإصابة بالالتهاب . فإذا اكتشف الطبيب لسؤ الحظ تناميا على شريحة صغيرة من أنسجة الرحم (خزعة) فانه يطلب من المريضة اجراءالمزيد من الفحوص , علما بأن هذا الإجراء سهل جدا ولا يسبب أي ألم.
وإذا ماخلص الطبيب إلى أن نتيجة الفحص طبيعية بينما جاءت نتيجة لطاخة باب غير طبيعية فأنه قد يوصي بإعادة فحص لطاخة باب خلال ثلاثة إلى ستة اشهر , وذلك حسب درجة شذوذ الفحص الأول , أو إعادة فحص الرحم بأداة خاصة تشبه المجهر إلى حد كبير , وتسمى منظار المهبل . ويسمى هذا الفحص بتنظير المهبل . يتم حقن الرحم بمحلول اليود أثناء الفحص , فتتحول الخلايا السليمة إلى اللون الأبيض أو الأصفر , مما يعطي الطبيب فرصة أخذ عينات من الأنسجة الواقعة في المناطق السليمة .عندما يجد الطبيب نموا واضحا على الرحم مع إثبات نتائج الخزعة بوجود السرطان , فإن الطبيب سيحتاج لطلب المزيد من الفحوص الخاصة بهدف الوقوف على ما إذا كان السرطان قد أنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم , وهذا الإجراء يسمى بإجراء المراحل . تشمل هذه االفحوصات فحوصا للدم . وتصوير بالأشعة الصينية وتصويرا خاصا بالأشعة يسمى التصوير الطبقي على البطن والحوض ثم الفحص البدني للحوض والذي يتم تحت التخدير .
بعد الانتهاء من جميع الفحوصات , يتم تصنيف الدم ضمن مرحلة معينة حتى يتمكن الطبيب تبعا لذلك من اختيار العلاج المناسب.
طرق اخرى لتشخيص المرض
تشخيص سرطان الرحم بواسطة الخل
يقول باحثون إن الخل يمكن أن يساعد في تشخيص سرطان عنق الرحم، فقد توصلوا في بحث أجروه في جنوب أفريقيا إلى أن غسل عنق الرحم بواسطة محلول حامض الخليك يظهر الخلايا القابلة للتحول إلى خلايا سرطانية.
وبينت تجربة مبكرة أن التقنية الجديدة فعالة بنفس مستوى طريقة أخذ المسحة من جدار الرحم، وهي الطريقة الاعتيادية التي تستخدم لرصد هذا النوع من السرطان عند النساء.
ويعتقد الأطباء أن البحث الذي أجروه سيمهد الطريق أمام البلدان النامية لإدخال برامج مسح واسعة لسرطان الرحم بتقنية غير مكلفة.
نسيج سرطاني والمحلول المستخدم للغسيل عبارة عن محلول خمسة بالمئة من حامض الخليك و95 بالمئة ماء. وعندما يصل السائل إلى عنق الرحم يحول الخلية التي تملك خصائص سرطانية إلى اللون الأبيض.
وتمكن هذه الطريقة من إجراء فحوص سريعة ومباشرة .
ووصفت الدكتورة لين ديني، المختصة بالأمراض النسائية في مستشفى غروت شور في كيب تاون وأحد المساهمين في الدراسة، نتائج البحث بأنها واعدة.
وقالت إن استخدام هذه التقنية شبيه بالمسحة التي تؤخد من غشاء الرحم "لكننا وجدنا أن الفحص المباشر لخلايا الرحم أفضل أحيانا من طريقة أخذ مسحة من الرحم".
يذكر أن الكثير من الدول النامية غير قادرة على تطبيق برنامج مسح شامل لسرطان عنق الرحم.
وتعتقد الدكتورة ديني إن هذه التقنية "ستوفر لهذه البلدان بديلا مهما فبالإضافة إلى رخص التكاليف، تمتاز الطريقة الجديدة بأنها سهلة ولا تتطلب أجهزة وأدوات متطورة بل يمكن استخدام أدوات بدائية".
ويمكن الحصول على الخل من محلات التسوق المحلية.
لكن الصفة السلبية الوحيدة لاختبار الخل هي أنه يعطي أحيانا ما يسمى بـ "النتائج الإيجابية الكاذبة"، غير أن الأمر نفسه يحدث مع اختبار المسحة.
وتجري الدكتورة ديني حاليا دراسات أخرى إضافية يمولها مركز "الوقاية من سرطان عنق الرحم" لمعرفة ما إذا كان الاستخدام الزائد يؤدي إلى نتائج عكسية.
ويتطلب الأمر المزيد من التجارب قبل اعتماد اختبار الخل كطريقة لتشخيص سرطان الرحم في المؤسسات الصحية.
ويقول الدكتور رنجاسوامي سانكارانا رايانان من الوكالة الدولية لبحوث السرطان "إن المشكلة تتلخص في أننا بحاجة إلى مزيد من المعلومات على الفعالية بعيدة الأمد لمثل هذه الاختبارات".
برنامج التقصي للكشف المبكر عن سرطان الرحم :
كما ذكرنا سابقا, فإن سرطان عنق الرحم يبدا في مرحلة محددة وهي مرحلة ما قبل الانتشار , وهو الطور الذي يسهل فيه اكتشاف الداء بواسطة إجراء فحص "لطاخة باب " وهو فحص بسيط وغير مؤلم للكشف عن الخلايا غير الطبيعية بداخل الرحم وحوله . هذا ويفضل إجراء فحص "لطاخة باب " بعد أسبوعين من أول أيام الدورة الشهرية . يقوم الطبيب بهذا الفحص عند إجراء الفحص النسائي( وهي فحوص بدنية للرحم وعنق الرحم والمهبل والمبيضين بواسطة كاشطة خشبية أو فرشاة و ثم يقوم بوضعها على شريحة زجاجية مجهرية .وترسل بعد ذلك إلى المختبر لتقيميها . ويوصي بإجراء "لطاخة باب" والفحص الحوضي على نحو سنوي طبيعي كما ينصح أيضا بضرورة قيام الطبيب بفحص المراءة الحامل منذ بداية حملها و على أن يشمل هذا الفحص إجراء الفحص الحوضي .
الوقاية من سرطان عنق الرحم
طرق الوقاية:
1. التوقف عن التدخين .
2. تجنب إستعمال حبوب منع الحمل لفترة طويلة.
3. عدم ممارسة الإتصال الجنسي غير الشرعي لتجنب الإصابة بالفيروسات التي قد تدمر خلايا عنق الرحم.
4. القيام بعمل فحص مهبلي دوري لتشخيص أية تغيرات قد تحدث في عنق الرحم مبكراً.
يجب إجراء فحص دوري لعنق الرحم من قبل الطبيب الأخصائي لاكتشاف أي تغيير غير طبيعي ومعالجته حسب قرار الطبيب المعالج . وسندرج لك نبذة مختصرة عن فحص عنق الرحم الدوري وكيفية إمكانية اكتشاف وجود سرطان عنق الرحم مبكرا من خلال هذا الفحص ومعالجته بأسرع ما يمكن . من حسن الطالع أن هذا النوع من الأورام الخبيثة يمكن اكتشافه مبكرا جدا وعلاجه . كما يمكن منعه لأن بإمكان الطبيب اكتشاف تغيرات معينة في عنق الرحم قبل تحولها إلى خلايا سرطانية . هذه التغيرات تسمى (CIN- Cervical Intraepithetial Neoplasia ) وهي على ثلاث مراحل ( CIN1- CIN2- CIN3 ) .
وتدل الاحصائياتأن احتمالات الإصابة بهذه التغيرات CIN أكثر من الإصابة بالسرطان وهناك ثلاث احتمالات عند اكتشاف هذه التغيرات CIN
1- أن تختفي ويعود عنق الرحم إلى حالته الاعتيادية .
2- أن يبقى ولكن لا تسبب للسيدة أي مشاكل .+
3- في بعض الحالات قد تسوء الحالة وتتحول تدريجيا إلى سرطان .
ولأننا لا نعرف بالضبط عند اكتشاف هذه التغيرات CIN أي من الاحتمالات الثلاثة السابقة الذكر سيكون تطور المرض، فمن الواجب القيام بفحوصات دورية منتظمة لتجنب حدوث المشاكل .
وهذا الفحص يتم بأخذ مسحة خاصة ( Cervical PAP smear ) من عنق الرحم لأن هذه التغيرات غالبا ما لا تعطي أي أعراض إطلاقا .
متى تحتاج السيدة إلى هذا الفحص ( PAP Smear ) ؟
من المهم لكل سيدة عمرها بين 20- 64 متزوجة أن تجري هذا الفحص بشكل دوري مستمر. أما في حالة سيدة عمرها 65 سنة فما فوق ولم تجر هذا الفحص إطلاقا طوال حياتها فيجب إجراؤه مرة واحدة على الأقل . أما السيدة التي أجريت لها عملية استئصال الرحم فلا تحتاج إلى هذا الفحص شرط أن الفحص النسيجي للرحم وعنق الرحم عند استئصاله لم يثبت وجود شيء غير طبيعي
كيف يجري هذا الفحص ؟
توضع السيدة وهي مستلقية فيوضع معين ويتم أخذ عينة من عنق الرحم عن طريق آلة بسيطة جدا تدعى ( Plastic Spatula ) وتوضع على السلايد ( Slide ) وترسل للمختبر .
ما هي نتائج الفحص ؟
أثبتت الدراسة أنه بمعدل 6 من 7 فحوصات تكون النتيجة سلبية ( أي لا شيء غير طبيعي ) . أما الواحدة المتبقية فهناك عدة أسباب لظهور نتيجة غير طبيعية للفحص .
أ- قد تكون كمية الخلايا الظاهرة في السلايد غير كافية .
ب- ظهور دم مع الخلايا إذا أجري الفحص وقت الدورة الشهرية أو قريبا من موعدها .
ج- إذا كانت السيدة مصابة بالتهابات داخلية .
د- أما في حالة النتيجة غير الطبيعية لوجود CIN ففي هذه الحالة تقسم الى ثلاثة أقسام
مسحة غير طبيعية مسحة طبيعية
* CIN بسيط
* CIN متوسط
* CIN شديد
ه- هناك حالات لا يستطيع المختبر فيها بالضبط تحديد التغيرات ، هل هي CIN أم التهابات ؟ وهذه الحالات يطلق عليها اسم حالة ما بين الطبيعي وغير الطبيعي ( Border Line ) .
ملاحظة : تشكل حالات ال ( Border Line ) وال ( CIN ) البسيط حوالي 4-5 % أما حالات CIN المتوسط و الشديد فتشكل حوالي 5و1 - 2% .
ما هي الالتهابات التي يمكن رؤيتها في الفحص Smear ؟
يجب أن نذكر هنا أن هذا الفحص أعد خصيصا لتشخيص سرطان الرحم المبكر ، أو المتغيرات التي قد تؤدي إلى حدوثه . ولكن هذا لا يمنع أن نتيجة التحليل أحيانا تمكن من رؤية البكتيريا والفيروسات مع كريات دموية بيضاء التهابية . ووجود هذه الجراثيم لا يتعارض مع التحليل المطلوب ( مسحة عنق الرحم ) .
ظهور فطريات Thrush ) candidiasis )مع مسحة عنق الرحم