منتدى حسب الله المدير
عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 69300 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: حفصة بنت عمر الخميس يونيو 04, 2009 6:12 pm | |
| حفصة بنت عمر كانت حفصة بنت عمر متزوجة من خنيس بن حذاقة السهمي الذي كان محبا للرسول عليه الصلاة والسلام، وجهاد معه في غزوة بدر حيثانتصر المسلمون على قلتهم على جيش مكة الجرار ولكنه ذهب شهيدا.
كانت حفصة ليستبذات جمال، ولكنها كانت في ربيع عمرها فهي لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها.
وعندها رآها والدها تفقد زوجها في هذه السن الصغيرة قرر أن يزوجها أحد أصدقائهمن صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وكان يعرف أن عثمان رضي الله عنه لم يذهبمع المسلمين في معركة بدر لأن زوجته رقية كانت تعاني من المرض فكان يسهر علىرعايتها .. وعندما انتهت المعركة وعاد المسلمون إلى المدينة كانت "رقية" قد اختارهاربها الكريم إلى جواره.
خطر على بال عمر أن يذهب إلى عثمان حتى يزوجه ابنتهحفصة وعندما أخبره برغبته تلك بعد أن عزاه في فقد زوجته لاذ عثمان بن عفان بالصمت. فخرج عمر متجها نحو صديقه أبي بكر وعرض عليه الزواج من ابنته .. ولكن الصديق هوالآخر لاذ بالصمت!
حزن لأن أصدقاءه أعرضوا عن طلبه بأن يتزوج أحدهما ابنته .. وحزن على حزن ابنته التي فقدت زوجها.
وذهب إلى الرسول يشكو إليه ما فعل منالصديقان فقال له الرسول الكريم:
ـ "لعل الله يزوج حفصة ممن هو خير من عثمان،ولعله يزوج عثمان من هي خير من حفصة".
نزلت كلمات الرسول عليه الصلاة والسلامعلى قلبه بردا وسلاما فمن هو خير من عثمان وأبي بكر إلا الرسول نفسه، ومن هي خير منابنته إلا أنه يريد أن يزوج ابنته الأخرى إلى عثمان بن عفان (أم كلثوم) ليصبح ذوالنورين .. أيقن عمر قصد الرسول.
ويحكي عمر رضي الله عنه هذه القصة بقوله:
ـ "أتيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة قلت له: أن شئت أنكحتك حفصة ..
فقال عثمان: سأنظر في أمري .. فمكث ليالي ثم لقيني فقال: ـ قد بدا لي أن لاأتزوج يومي هذا.
ثم قال: فلقيت أبا بكر الصديق فقلت له: أن شئت زوجتك حفصة،فصمت أبو بكر فلم يرجع إلى شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان.
فمكثت ليالي،ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلكوجدت علي (غضبت) حتى عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا بشأن حفصة حين ذكرتها لي،إلا أني قد كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سررسول الله، ولو تركتها رسول الله لقبلتها.
وهكذا تزوجت حفصة من خاتم النبيينعليه الصلاة والسلام، وعندما انتقلت إلى بيت الرسول .. عرفت أن عائشة أثيرة إلىقلبه صلى الله عليه وسلم ..
وأنها كثيرا ما كانت تراجعه، فحاولت تقلدها فيسلوكها مع الرسول عليه الصلاة والسلام .. وعندما علم أبوها (عمر بن الخطاب) بذلكهاله هذا الأمر .. كيف تراجع ابنته الرسول .. وكيف تجرؤ على ذلك؟
لقد قرر عمرمعاقبة ابنته لجرأتها على الرسول، ولم يشفع لها ما قالته عن عائشة التي تراجعالرسول .. وكيف كان الرسول يتقبل منها ذلك!
ولكن عمر بذكائه المفرط، وفهمهللأمور، وحزمه وشدته، ما كان يقبل نم ابنته أن تغضب الرسول .. وليس من حقها تقليدعائشة .. وقال لها:
ـ يا "بنية سمعت أنك تراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلمفيظل يومه غضبان .. تعلمين والله أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله.
يا بنية، لايغرنك هذه التي أعجبها حسنها، وحب رسول الله لها .. والله لقد علمت أن رسول اللهيغير عليك ولولا أبوك لطلقك!".
وقد وعت حفصة الدرس جيدا. وكان عمر الرسول حينتزوجها (55 سنة) وكانت هي في الثامنة عشرة من عمرها في قوله، وفي الواحد والعشرين في قول آخر.
وقد انتقلت إلى جوار ربها في خلافة معاوية ودفنت بالبقيع.
| |
|