طرق خفض درجة الحرارة من أجل تخفيف الحرارة إلى حدّها الأدنى يجب نزع ملابس الطفل تماماً وإعطاؤه حمّاماً دافئاً ( 35 درجة ) ثم لفّه بمنشفة رطبة ، بعد ذلك يصار إلى إيقاف كل وسائل التدفئة في غرفته وتهوئتها مع فتح النوافذ وإعطائه تحميلة خاصة لإسقاط الحرارة .
نلفت هنا إلى بعض سيّئات الأدوية المستعملة ضد الحرارة وهي : الأسبيرين ومادة البراسيتامول الموجودة في عدة تركيبات تجارية منها البنادول مثلاً .
الأسبيرين : أثبت فوائده بشكل قاطع ، لكنه أيضاً مادة سامة ، علينا أن نحذّر الإكثار منها . المبالغة في تناول كميات الأسبيرين قد تسبّب :
ـ نزيفاً دموياً من الأنف
ـ وتقرّحاً في المعدة
ـ وتسمّماً يتمركز تدريجاً ، من عوارضه تنفّس بطيء وحالة من الارتخاء تشبه اللاوعي ، وترتفع الحرارة من جديد .
والبراسيتامول فيه أيضاً ما قد يسمّم إذا استعمل بكميات كبيرة . نوصي أيضاً بعدم مزج الأدوية وإعطاء الطفل عدة أصناف منها في وقت واحد .
صراخ واضطراب عند الرضيع
هذه دلائل غير واضحة المعاني لأن الرضيع ليس قادرياً على التعبير ، بغير البكاء .
حياة الرضيع تتّسم بالإضطرابات . فهو يحبّ أن يمازحه المحيطون به ، وأن يهتموا به كأنه نجم الحلقة . وقد يكون سبب غضبه شعوره بأنه مهمل . وفي أحوال أخرى قد تكون أسباب البكاء أكثر جديّة ويجب الإجتهاد لمعرفتها :
ـ إنتبهي سيّدتي حين تستعملين الدبابيس لربط ثيابه فقد توخزيه بها دون أن تدري . يحدث هذا قبل عمر الثلاثة أشهر وقد يكون السبب الوحيد لهذا البكاء ، إذا استثنينا الجوع والبلل .
ـ بعد الأشهر الثلاثة تتكثّف نوبات البكاء ويعود السبب في الغالب إلى آلام في المعدة ناتجة عن انتفاخها بالغازات .
بعض الأطباء يجد في ذلك دليلاً على أن الطفل بدأ يعي شخصيته . وهذا الإضطراب نفسي لا علاج له سوى مصّ الرضّاعة . إنها الحالة الوحيدة التي ينصح فيها الطبيب باستعمال الرضّاعة الفارغة التي قد تكون مؤذية وتكسب الطفل عادة سيّئة يصعب عليه التخلّص منها .
ينصح الأطباء إجمالاً بعدم اللجوء إلى هذه الرضّاعة ، إلاّ في حالات استثنائية . . .
كانت الأمهات التقليديات يرددن سبب هذا النوع من الألم في المعدة إلى تغيّر نوعية طعام الطفل أو إدخال أنواع جديدة على طعامه بعد عمر الثلاثة أشهر . لكن هذا الإعتقاد خاطئ خصوصاً إذا كانت تغيّر الطعام وإضافة بعض أصنافه قد جرى تحت إشراف الطبيب .
بعد ذلك تبدأ أسنان الطفل بالظهور يرافقها ألم بسيط وعوارض بارزة أهمها سيلان اللعاب بشكل مستمر واحمرار واحتقان اللثة ورغبة الطفل في وضع كل ما يجده أمامه في فمه وعضّه ، ويصير برازه رخواً وترتفع حرارته قليلاً . تدخلك غير مفيد في هذا الوضع . أعطيه فقط قليلاً من الأسبيرين فيخفّ الإحتقان والألم .
أخيراً ، يجب الإنتباه إلى أن بكاء الطفل وصراخه يجب ألاّ يستدرجا رضوخاً من قبل الأم والأب ، وإلاّ استعملهما كوسيلة لنيل مبتغاه . يجب مواجهة هذه الأزمات ببرودة ظاهرة ، واهتمام نفسي جدّي .
حالة واحدة تستدعي القلق عندما يصفّر وجه الطفل بدلاً من أن يحمّر . إذا لم يهدأ الطفل وبقي وجهه أصفر فالأفضل اللجوء إلى استشارة الطبيب .
الإعتناء بالجلد
بشرة الطفل ناعمة جداً وقابلة للإلتهاب لأقل سبب لذلك يجب العناية بها جيداً لمنع كل التهاب عابر وغير ناتج عن مرض . قواعد الوقاية من الإلتهابات هي :
ـ إعطاء الطفل حمّاماً يومياً ابتداءً من تاريخ سقوط المصران .
غطّسي الطفل كلّه تقريباً في مغطس دافئ ( 38 درجة ) . إستعملي ميزان الحرارة الخاص بالمغاطس للتأكّد من أن الحرارة مناسبة ، افركي جسم الطفل كلّه بالصابون بواسطة أسفنجة ناعمة وافركي الشعر أيضاً مع الإنتباه إلى الثنيات ، ثم أزيلي الصابون جيداً بواسطة الماء ونشّفيه تماماً .
ـ تذكّري أن تقصّي أظافر طفلك .
ـ ألبسيه ثيابه دون استعمال أي مستحضر .
ـ من المفضّل استعمال الصابون الطبيعي المصنوع بزيت الزيتون .
كل مستلزمات تنظيف الطفل يجب أن تكون خاصة به وألاّ يشاركه بها أحد .
أخيراً راقبي سيّدتي جسم طفلك جيداً أثناء الحمّام ولدى ملاحظة أي احمرار لا يزوال خلال 48 ساعة ، بلّغي الطبيب .
أمراض الجهاز التنفسي
إنّها الأكثر انتشاراً بين الأمراض التي تصيب الأطفال ... حتى لو عزل الطفل في حجرة مقفلة ومعقّمة لا بدّ أن يصاب ذات يوم بالتهاب في جهازه التنفسي .
الزكام: الأنف هو ممرّ الهواء والذي يحمل ميكروبات عديدة يلتقطها الأنف ويلفظها إلى الخارج بواسطة الإفرازات الموضعية ( المخاط ) . هذه الإفرازات تشكّل وسائل الدفاع والمناعة للجسم . تتوجّه الإفرازات إلى الخارج بواسطة حركة الشعيرات الموجودة داخل الأنف . هذه الشعيرات لا يكتمل نموّها طبيعياً عند الطفل لذلك تبقى الإفرازات داخل الأنف وتتجمّد فتمنع الهواء من المرور وتعيق التنفس . وبما أن الطفل الصغير لا يعرف أن بإمكانه التنفس من فمه ، يقوم بمجهود كبير فيدفع بالميكروب إلى داخل القصبة الهوائية والرئتين ممّا قد يسبب التهابات مختلفة ، منها التهاب القصبة الهوائية أو اللوزتين أو التهاب الرئتين وإلخ . . . وقد تنتقل هذه الميكروبات داخل القناة التي تربط الأذن الداخلية بالجهاز التنفسي فيصاب الطفل عندها بالتهاب الأذن .
عوارض هذه الإلتهابات تتميّز دائماً بارتفاع حرارة الجسم . ويظهر هذا الإرتفاع في الصباح أكثر منه في المساء .
السعال دليل على أن الإفرازات قد تحوّلت إلى داخل مجرى التنفس .
يتميّز التهاب طبلة الأذن بألم شديد في محيط الأذن وبصعوبة المحافظة على توازن الرأس .
الألم عند ابتلاع الأطعمة ، هو الدليل القاطع على التهاب اللوزتين ، في جميع هذه الأحوال مراجعة الطبيب ضرورية جداً ويجب إعطاء الطفل أي دواء قبل استشارة الطبيب . ذلك لتنوّع الإصابات التي تتميّز بالعوارض نفسها . ومن ناحية أخرى يخشى أن يخفي الدواء بعض العوارض التي تساعد الطبيب على تشخيص المرض بدقّة .
يصف الطبيب المضادات الحيوية لمحاربة ومكافحة الجراثيم ومساعدة الجسم على التخلّص منها . كما أنه يستعمل أدوية أخرى تساعد على تخفيف الألام والسعال والزكام وإسقاط الحرارة .
الإسهال
الجهاز الهضمي يحتوي على الكثير من الجراثيم المتوازنة . كل اختلال في هذا التوازن أيّاً يكن سببه ، نتيجته الإسهال . والرضيع حسّاس جداً بالنسبة إلى هذا الموضوع . يختل توازن الجراثيم بسبب استعمال المضادات الحيوية أو دخول جسم آخر غريب إلى المعدة . أو لأسباب أخرى قد تكون ناتجة عن تغيّر الحرارة إلخ . . . .
الإسهال مسؤول عن الألم الحادّ الذي يصيب الطفل في معدته . وهو مسؤول أيضاً عن النفخة التي تصيب معدة الطفل بسبب الغازات المعوية . كما أن الإسهال يؤدي إلى فقدان الجسم مائه وحصول حالة النشاف ، خاصة عند الأطفال الرضّع . هذه حالة لا تخلو من الخطورة ، لذلك يجب الإنتباه واتّخاذ التدابير اللازمة فور الشكّ في حصولها . تنصّ هذه التدابير على إعطاء الطفل كميّات كبيرة من الماء ليشرب ولو غصباً عنه . ويجب استبدال طعام الطفل الطبيعي بدقيق الرزّ أو بحساء الجزر . وإذا كان الإسهال مرفقاً باستفراغ فهذا يعني أن هناك جراثيم معيّنة سبّبت هذا الإختلال المعوي ومراجعة الطبيب ضرورية جداً في هذه الحالة .