حدائق انطونيادس والنزهة والورد بالاسكندرية
حديقة انطونيادس
تقع حديقة انطونيادس متاخمة لحدائق النزهة بمنطقة سموحه شرق الاسكندرية الى جوار ترعة المحمودية وتبلغ مساحتها حوالى 45 فدان .
وانشئت الحدائق فى منتصف القرن التاسع عشر 1860 حول قصر انطونيادس حيث كلف سير جون انطونيادس اليونانى الاصل الفنان الفرنسى بول ريتشارد بانشائها على غرار حديقة قصر فرساى والتى شيدت فى منتصف القرن السادس عشر بباريس.
وعندما توفى جون انطونيادس عام 1895 الت ملكية الحدائق الى ولده انطونى الذى قام باهدائها لبلدية الاسكندرية عام 1918 شريطة ان يخلد اسم والده. وقد خصصت الحديقة لعظمة السلطان فؤاد ثم فتحت للجمهور بعد قيام الثورةوكان يقام بها معارض زهور الربيع السنوية حتى عام 1967 حيث صارت موقعا عسكريا للقوات البحرية ثم اعيد فتحها عام 1974 للجمهوروفى مارس 1986 وبصدور القرار الجمهورى رقم 112 والذى يقضى بنقل تبعية الحدائق ومايتبعها من مشاتل وخلافه من محافظة الاسكندرية الى وزارة الزراعة – معهد بحوث البساتين والتى قامت بتطويرها تطويرا كبيرا.
وجدير بالذكر ان حديقة انطونيادس تجمع طرزا حدائقية عديدة تتمثل فى :
الطراز العربى الاندلسى
الطراز الهندسى المتناظر
الطراز الرومانى والاغريقى
الطراز الايطالى
الطراز الفرنسى
الطراز الطبيعى
ويوجد بها عدد 17 تمثال من المرمر الخالص ، ولهذا تعد حدائق انطونيادس من معالم مدينة الاسكندرية وتمثل مرجعا هاما للدارسين والباحثين فى فن تنسيق الحدائق وتخطيطها كما تلهم حس الفنانين والرسامين من الهواة وطلاب كليات الفنون الجملية اليذين لا ينقطعون عن الحديقة طوال العام الدراسى فيستوحون منها اجمل لوحاتهم يحاكون فيها الطبيعة الغناء بمناظرها الجذابة.كما ان معهد بحوث البساتين اقام مبنى بحثى متخصص يضم ثلاثة اقسام بحثية هم:
قسم بحوث الحدائق النباتية
قسم بحوث الزينة
قسم بحوث الاشجار الخشبية
لكى يقوم الباحثين المختصين بهذه الاقسام بالدراسات البحثية مستعنين بهذه الحديقة النباتية الفريدة وما تحتوية من مجاميع نباتية والعمل بالتالى على تطوير الحديقة .
ومن الاهمية التاريخية ايضا لحدائق انطونيادس معاصرة الحدائق لاحداث تاريخية ووطنية منها:
· توقيع اتفاقية الجلاء سنه 1936 بين النحاس باشا والانجليز بقصر انطونيادس وزراعة شجرة سميت بشجرة المعاهدة مازالت موجودة حتى الان.
· عقد اول اجتماع للجنة غوث اللاجئين.
· عقد اول لجنة للاولمبياد.
· قضى شاه ايران عند زواجه بالاميرة فوزية شهر العسل بقصر انطونيادس.
· اقتم بالقصر العدييد من الملوك – ملك ايطاليا امبرتو وملك بلجيكا واخرون- .
وتضم حدائق انطونيادس مجموعة كبيرة من التحف الاثرية النادرة التى تحتاج الى توصيف وتعريف وتصنيف وتوثيق ومن هذه التحف مايلى:
§ قصر انطونيادس:
يسبق القصر تاريخ انشاء الحدائق وكان وقتها عبارة عن فيلا الى ان زاره الخديوة توفيق فرقيت بمرسوم عال الى قصر ، ويتكون القصر من طابقين به العديد من الغرف ، ويزين اركان الواجهه الامامية بسطح القصر اربعة تماثيل من الرخام تمثل الفصول الاربعة ، ويطل القصر من الجهه الشمالية على الحديقة الامامية كما يطل من الجهة الجنوبية على الحديقة الخلفية "حديقة الشاى" ، وللقصر مدخل من الجهة الجنوبية يزينه اسدان من المرمر الخالص. ويحتوى القصر على مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية الفخمة الملونة الزيتية ومنها ما يعبر عن حفل افتتاح قناة السويس ويحتوى على قطع خشبية من الاثاث النادر الجديرة بالاهتمام وقاعات فسيحة غطيت حوائطها باجود انواع الاخشاب وزينت سقوفها بابدع الزخارف.
كما تحتوى حديقة انطونيادس النباتية على :
§ مجموعة التماثيل المرمرية
وتصل الى عدد 17 تمثال تمثل الهه الاغريق.
§ حديقة المشاهير
وتضم تماثيل لشخصيات تاريخية عالمية منها فاسكو دى جاما وماجلان وكرستوفر كولمبس ونلسون وغيرهم مما يجعل الحديقة فى مصاف الحدائق التاريخية العالمية.
§ المجموعات النباتية النادرة
تضم الحديقة مجموعة كبيرة وقيمة من انواع النخيل واشباه النخيل كالسيكاس بجانب الاشجار والشجيرات
§ الصوبة الملكية
وتقع بالطرف الغربى من حدائق انطونيادس وه كبيرة الحجم مبنية بجمالون من الحديد المشغول من 3 اجزاء بعدة مستويات ومكسوة بالزجاج.
§ الصوبتان الغاطستان
من ضمن منشات حدائق انطونيادس صوبتان دون مستوى الارض من نوع الصوب المائلة على الجدار leant-to وهى من الصوب الهامة والمهيئة بهذا الطراز لاتمام عمليات الاكثار وتربية النباتات الاستوائية.
§ مبنى الابحاث
يضم المبنى ثلاثة اقسام بحثية لمجال النشاط البحثى والعلمى وللربط بين البحث والانتاج حيث تمثل البحوث التطبيقية دورا هاما فى رقى الحديقة كحديقة نباتية علمية لتضارع فى مثيلاتها الحدائق العالمية ولوضع استراتيجية النهوض بالحدائق وتشجيع التبادل لجلب نباتات جديدة لاثراء المجموعة النباتية.
حديقة النزهه
تم انشائها فى عهد البطالمة سنه 300 ق.م اى ان عمرها الان2308 سنه وقد وصفها المؤرخ الجغرافى استرابون عام 24 ق.م حيث قال عنها اليوزيس ومعناها جنات النعيم وسميت ايضا بدائرة بابليوساحد اباطرة الرومان وقصته الشهيرة بالحديقة. وقسمت الى قطاعات تملك قياصرة العالم بعض اجزائها مثل قيصر النمسا و روسيا. ومنذ عهد محمد على بدأ الاهتمام بالحديقة حيث قام الخديوى اسماعيل بنشاط ملحوظ وتوسيع رقعتها حيث وصلت الى اطراف بحيرة الملاحة وكان يطمح ان تصل الى شاطئ البحر ليجعلها متنزها يحاكى غابة بولونيا .كما اشتهرت باشجار الصنوبر التى انشاها الخديوى توفيق. وكانت حدائق النزهة منذ ذلك التاريخ وحتى الان من اشهر مزارات الاسكندرية حيث قال عنها الاديب الالمانى اميل لودفيج "الاسكندرية ملكة البحر المتوسط وحديقة النزهة تاج من الزمرد يزين هامتها" .
وللحديقة مدخلان رئيسيان احدهما من الجهة الشمالية وهو مدخل سموحة والاخر من الجهة الجنوبية وهو مدخل المحمودية ويتميز المدخل الجنوبى بوجود بوابة اثرية شيدت من الرخام ويعلو كل كتف منها اسد متقن الصنع من المرمر الخالص والبوابة من الحديد المتقن المشغول يزينها التاج الملكى والبيادق وهذه البوابة مهداه من معالى محمد محمود مختار باشا الذى كان يشغل مدير عام بلدية الاسكندرية وتم انشاء البوابة عام 1929.
واقتطع جزء من حدائق النزهة لانشاء حديقة الحيوان عام 1921 لتصبح مساحة الحديقة حاليا 70 فدان. وبالحديقة مبنى البافيون المستغل كمطعم وصالة افراح، ومسجدا ، وحديقة اطفال ن ومنطقة البحر الاعظم " البحيرة" وتتميز بطرز التنسيق الحدائقى المختلط بين الهندسى والطبيعى وتحتوى على العديد من المجموعات النباتية والاشجار المعمرة كشجرة الفيكس البنغالى " شجرة طرزان" والتى تتجاوز فى العمر 500 عام.
حديقة الورد
انشا هذه الحديقة المهندس الفرنسى ديشون عام 1928 . كما اشرف على ادارتها المهندس الفرنسى ديشار. والحديقة على مساحة خمسة افدنة وهى من نوع الحدائق الغاطسة والتى تنتهى عند اقل مستوى للحديقة بنافورة يتوسطها تمثال بديع يعد مركزا للتصميم كله.
وحديقة الورد مصممة على هيئة مدرجات على اربعة مستويات وتحيط بها من الخارج برجولات وهذا التصميم يجعل من حديقة الورد تحفة فنية معمارية فريدة بمصر يصعب تكرارها.
وبالحديقة عدد كبير من اصناف الورد لاكثر من 30 صنفا. وبمدخل الحديقة شرفة تعد اعلى مستوى يمكن من خلالها رؤية التصميم الكامل للحديقة كبانوراما ولوحة فنية خالدة.
ان حدائق انطونيادس والنزهة والورد بمساحة 145 فدان تعتبر اكبر حدائق مصر النباتية ولها اهمية كبرى علمية ونباتية وتاريخية لايمكن اهمالها فلن يجود الزمان بمثلها.