هل قراءة القرآن بصورة مغلوطة في شهر رمضان مبطل للصوم؟
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
ينبغي للمسلم أن يتعلم القرآن الكريم حتى يتمكن من تلاوته بصورة صحيحة خالية من الأخطاء ، و لا يجوز تعمُّد قراءة القرآن بصورة مغلوطة لمن يقدر على تلاوته صحيحاً سواءً في شهر رمضان أو غيره من الأشهر الأخرى ، لكن لمَّا كان الكَذب على الله و على الرسول ( صلى الله عليه و آله ) من مبطلات الصوم فمن تعمَّد الغلط في قراءته للقرآن معتبراً ما قرأه قرآناً بطل صومه لأنه كَذِب على الله عمداً ، و الكذب على الله عمداً مبطل للصوم ، لكن من يلحن في قراءته لعدم معرفته من غير تعمد و قصد ، و من لا يقدر على القراءة الصحية ليس من هذا القبيل ، بل يؤجر على قراءته لمحاولته التعلُّم ، أو لمحاولته القراءة بصورة صحيحة ، و قد رُويَ عن النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : " إِنَّ الرَّجُلَ الْأَعْجَمِيَّ مِنْ أُمَّتِي لَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِعَجَمِيَّةٍ فَتَرْفَعُهُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى عَرَبِيَّةٍ " [1] .
ثم أنه ورد التأكيد في الأحاديث الشريفة على ضرورة تعلُّم القرآن و المداومة على تلاوته خاصة في شهر رمضان لأنه ربيع القرآن و لا يُعقل تعلُّم القرآن ـ للمبتدئين ـ من غير صدور الاخطاء عن المتعلم ـ كما هو واضح ـ مضافاً إلى أن تعمُّد الغلط في قراءة القرآن حرام دائماً باعتباره كذب على الله و على رسوله ( صلى الله عليه و آله ) ، و عليه فإنني أخشى أن تكون وراء بث هذه الشبهات جهات مشبوهة تحاول صد المؤمنين عن تعلُّم و تعليم القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل بحجة الدفاع عن القرآن.
[1] الكافي : 2/619 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .