سنوات كثيرة مرت منذ أن اختار هؤلاء الأصدقاء هذا المكان الساحر ليتقاسمون فى لياليه المتعاقبه احلامهم وتطلعاتهم كان كل منهم يجلس ويروى لاصدقائه ما مر به فى يومه الفائت وما ينشده كى يتحقق فى يومه القادم فكان ان تعاقبوا على سرد يومياتهم وما ان ينتهى احدهم حتى يتناوب الاخرون اسدال النصائح له والتعقيب بوجهة نظرهم فيما سرد لهم فهكذا دارت الايام فيما بينما ومازالوا على عهدهم وعلى اجتماعهم مواظبون فى نفس ذات الليله وفى يوم من الايام وحين اعلنت الساعه انتصاف الليل توالى وصول الاصدقاء الواحد تلو الاخر الى المكان الساحر الذى يجمعهم حدث ان غاب احد الاصدقاء عن الحضور الى الاجتماع وبدا الحاضرون فيما بينهم فى السؤال عن الصديق الغائب ولماذا اغلق هاتفه المحمول عقب مبادرتهم بالاتصال به للسؤال عن سبب تخلفه عن الحضور فما كان من احدهم الذى يقطن بذات الناحيه التى يقطنها الصديق الغائب ان اجتذب اطراف الحديث واخبرهم انه التقاه عقب صلاه العصر فى المسجد وكان وجهه شاحبا وحين ساله عن السبب قال انه سيروى ما السبب امام الجميع حين يلتقون فى نفس الليله وها هو لم ياتى متخلفا عن الاجتماع على غير عادته فهو الذى كان يسبق الجميع فى الحضور الى هذا المكان لابد وان هناك عذرا قهريا منع حضوره الى ملتقانا لعل المانع خيرا اننى لا استطيع الجلوس لانى قلق للغايه على صديقنا العزيز فربما مرضا مفاجأ قد اصابه او ان هناك امرا ما ولابد ان يكون قهريا منع حضوره هيا ايها الاصدقاء لنذهب الى منزل صديقنا العزيز فربما كان يحتاجنا فى هذه الساعه وبادر جميع الحضور بالموافقه دون ادنى تردد للذهاب للاطمئنان على صديقهم الغائب وما كانوا يقتربون من منزله الا وكان قد راهم من شرفه منزله فنزل اليهم واعتذر لهم عن عدم حضوره معللا ان السبب قوي وانه يفضل ان يجلس وحده هذه الليله فما كان من الاصدقاء التى تجمعهم اسرارهم منذ طفولتهم الى حيث هذه اللحظة الا وقد الحوا على صديقهم بالحديث لعلهم يستطيعوا مساعدته ومد قارب النجاه الى رفيق دربهم فلعله كان غريقا وينتظره دون طلب لانه لا يقوى على هذا الطلب فالمعاناه التى اصابته جعلته فى حاله حالكة مظلمة وكان الليل اسدل الستار هذا المساء فلم يرى غير اللون الحالك الظلام وكان ان خاطبهم فى صوت يكاد يسمعه الاصدقاء رغم خلو الشارع الا منهم اننى حزين فقد اصابتنى مفاجاه زلزت كيانى وفجرت احزانى لقد ضاعت فتاه احلامى ايها الاصدقاء فنظر الاصدقاء فيما بينهم فى دهشه عميقه وكيف ضاعت فتاه احلامك رغم كل الروايات السعيدة التى طالما سردتها لنا خلال لقاءاتنا ورغم كونها احد المقربون منك وما كان منهم ان تعالت صيحاتهم فى نفس اللحظة احكى لنا اقصص لنا ما الذى حدث فما كان ان بدا فى السرد والدموع جاثمه فى ابواب عيناه منتظره لحظة تستريح فيه من عناء المشقه وكبت الهموم فى نفس صاحبها فكان ان بادر وقال اننى بلا اسرار اننى كنت اهوى واعشق كائنة لا تستحق حتى الشفقه نعم نحن نخطى نعم هناك زله لافواهنا ولكن ان تاتى هذه المقربه لقلبى وسهرى ودنياى وان تحكى لصديقاتها ما ارويه لها من اسرار وهموم نعم هو حق لها مثلما احكى لكم ونحكى لبعضنا البعض حين نلتقى ولكن هى لم تفعل ذلك من باب انها تحكى لكاتمة اسرارها ولاخلص اصدقائها بل انها كانت تحكى وتستهزأ بى وليتها تستهزا بى فقط بل انها تستهزا باشياء لا يصح قولها انها اشياء تشعر وتحس بها فقط ومن يشعر بها وحدى انا فهل قلبى ايها الاصدقاء قد اصيب برصاصه حين اختارها وليت ان الاختيار كان منذ ايام او شهور بل انه منذ سنوات وكنت ارى فيها احلامى وتطلعاتى وخيالاتى انننى لم ارها غيرها كى تشاركنى فى ديوان حياتى بكل ما فيه من اشعار وقصص وروايات هل هى التى كنت القى على مسامعها ابيات الشعر فكانت تقول ما اجمل الكلام ما احلى الغرام ام انها تغيرت ام انها لم تكن على ما يرام منذ ان اختارها قلبى والبسها تاجا لتجلس على عرش قلبى اننى لا ادرى من اكون وانا احادثكم فى هذه الدقائق التى مرت على كالدهر اننى اشعر الان بالرغبه فى الابتعاد عن الدنيا ولهذا اغلقت هاتفى المحمول اريد ان انسى كل ما يتعلق بها منذ دقائق مزقت صورها ومسحت رقم هاتفها من هاتفى للابد اريد ان اعود للدنيا من جديد قويا فتيا شجاعا استطيع ان اتغلب على من يريد النيل منى ومن كيانى اننى لن انحنى من الان فصاعدا وداعا للانحناء لقد قررت العودة الى طريق النور وترك طريق الظلمات اننى اشعر الان وها هو شهر رمضان المبارك على الابواب بالحاجة للتقرب الى الله كما ينبغى والشهر الكريم اروع الفرص والعبر كى اعود الى طريق النور الذى احتاج السير فى دروبه لسنوات كى امحو ما اصابنى من عثرات فى ماضى فائت مر على وكانه سنين عديدة اتركونى ايها الاصدقاء فى شانى هذه الليله وساعود اليكم من جديد فى الاسبوع القادم وحينها ستكون الاقنعه كلها قد انكشفت وسيكون لحديثنا محاور عديدة الان استاذنكم ايها الاصدقاء الاعزاء الان ادركت حقا قدركم ومكانتكم فى قلبى وعقلى دونا عن اى وقت مضى وفات فانتم تنصحون بالخير وفى اتجاه اخر هناك من يسدى نصيحة بغضاء هدفها القضاء على مكنون وجوهر الانسانيه التى جسدتها فى فيلم ففشل الفيلم فى جميع دور العرض دون استثناء ولكن جوهر الانسانيه لا يزال يحيا فقد مرض ولكنه لم ولن يموت