أخي الكريم احرس رحمك الله على تتمة الموضوع .
قراءة متأنية و سترى ثمرات هذه قراءة.
الحمد لله ولي المتقين، وخاذل أعداء الدين
وأطيب الصلاة وأتم التسليم على نبينا وأسوتنا القائل: ( إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلا ) .
نحمد الله تعالى أن حبانا بنور الهداية و الإيمان, و جعلنا خير أمة أخرجت للناس ,مصداقا لقوله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر" اصطفانا الله ومن علينا بنعمة الإسلام اللهم لك الحمد , لكن وجب علينا تحقيق شرط هذا الاصطفاء, و التفضيل عن سائر الأمم, و هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» فإذا انتفى هذا الشرط فلا فرق بيننا و بين الأمم السابقة.
انطلاقا من هذا الشرط المميز أحببت أن أنصح إخواني و أخواتي نصيحة كان لزاما علينا التناصح بها مدى الدهر ,لأنه موضوع خالد حتى يرث الله الأرض و من عليها, و هذا الموضوع قل من يتكلم فيه رغم أنه لب هذا الدين, لكننا صببنا كل اهتمامنا على القشور و تركنا اللب و الجوهر, إلا العلماء الربانيون المخلصون و قليل ما هم معدودون على رؤوس الأصابع لكن يشار إليهم بملايين الأصابع, و يتهمون بأنهم "خوارج" تكفيريون" و هلم جرا.
هذا ليس غريب أو حديث العهد, فهذه سنة الله جارية وفق إرادته عز و جل لا تتغير رغم تغير الأزمان " ولا تجد لسنتنا تبديلا"
فكل إنسان يعمل في هذا الحقل الإسلامي بإخلاص و صدق كبيرين يتعرض لما تعرض إليه خير الخلق حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلام ,كانوا يتهمونه بالجنون, و هو أعقل الخلق, و تارة بالسحر, و أخرى بأنه شاعر, وهكذا أعداء الله اللذين اتبعوا ملة أبي جهل يرفضون دعوة الله ويصدون عنها صدودا ,بأساليب شتى و ألوان متنوعة ,حتى يصوروا للأخ المسلم الحق باطلا و الباطل حقا و يدلسون ويلبسون على المسلمين بزبالة أفكارهم ونجاسة أدهانهم و يصفون كل عالم مخلص بأنه مارق و يصفون كل مارق بأنه صادق بأس الوصف و الله المستعان على ما يصفون
فأنظر أيها القارئ الحبيب إلى أعداء الله كيف يتلاعبون بالمسلمين و المسلمون في غفلة ساهون لاهون مستجيبون لأبواق الكفر و حلقات الضلال حتى أصبحنا راضيين على هذا الواقع المرير منصاعين مهطعين مدعنين لأراجيف المضلين.
حتى أصبح كل متمسك بدينه متبع لسنة نبيه إرهابيا متطرفا متخلفا "مالكم كيف تحكمون" فيحارب و يضطهد حتى يذعن هو الأخر إلى الواقع المرير إلا من ثبته الله عز و جل " و قال اللذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لا تعودون في ملتنا "
أخي القارئ الغريب في الأمر و الذي يندى له الجبين و تقشعر منه الجلود هو سكوت العلماء اللذين يدعون أنهم ورثة الأنبياء و أنهم حفظوا الأمانة و ياليتهم سكتوا فحسب بل دافعوا و نافحوا و تحالفوا و تواطؤا وتملقوا و تزلفوا لأعداء الله فأرضعوهم حتى أشبعوهم وأسكتوهم و علفوهم حتى حرفوهم و جعلوهم كالخاتم في أصابعهم يستعملونهم في تزيين الباطل و الكفر للمسلمين باسم الإسلام. أما العلماء الربانيون المخلصون اللذين لم يذعنوا و لم يرضخوا ولم يستسلموا و لم يستجيبوا لأعداء الله و رضوا بالله ربا واحدا أحدا و حاكما و مشرعا فمصيرهم القمع و السجن و هذه سنة فرعون حين قال لموسى "لأن اتخذت إلاها غيري لأجعلنك من المسجونين" و هكذا هي لغة الطواغيت في كل زمان و مكان فعلماؤنا الأجلاء في هذا الزمان أصبح السجن مأواهم و مثواهم و القهر و التعذيب مأكلهم و مشربهم فهذا شيخنا الفاضل "أبو محمد المقدسي" زاده الله طهرا و تقديسا و رحمه الله حيا و ميتا أثر السجن و التعذيب في سبيل الله تعالى على الحرية أولا و الرضوخ و الإذعان للطاغوت ثانيا "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا" فهذا شيخنا الجليل ثابت صامد حتى يفي بنذره و عهده الذي عاهد به الله رغم التعذيب و التنكيل لكن ما يزيده هذا هو و أمثاله إلا إيمانا وتسليما.
و لو أراد شيخنا و أمثاله الرضوخ للطاغوت كما فعل علماء البلاط لجعلوهم من المقربين كما قال الله تعالى " وان كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره و إذا لاتخذوك خليلا " فانظر أخي القارئ إلى مواقف الشيخ تراه صادقا
و مخلصا في دعوته إلى الله تعالى هذا من جهة و من جهة أخرى تراه ناصحا مبلغا و مرشدا و مريدا الخير للمسلمين
وناصرا للدين و مقيما الحجة على المخالفين و قامعا للمبتدعين و شوكة في حناجر الطغاة المشرعين المبدلين للدين لا طمعا في منصب أو شهرة و لا متملقا متزلفا لأعداء الله لكنه طامعا راغبا لمرضاة الله تعالى و إن سخط الساخطون و كره المجرمون نحسبه كذلك و الله حسيبه و لا نزكي على الله أحدا أسأل الله الكريم أن يزيده من فضله و أن يكثر من أمثاله و ما أحوجنا إليهم في هذا الزمان لكي يضئ الله بهم الأرض و يخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد كما نسأله تعالى أن يفك أسره و أن يثبته على الحق المبين حتى يقضي نحبه قال الله تعالى " فتوكل على الله انك على الحق المبين انك لا تسمع الموتى و لا تسمع الصم الدعاء اذا ولو مدبرين و ما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون" فلا يضر الشيخ من خالفه و عاداه
و طعن في نهجه و دعوته و أستسمح الشيخ على هذا المدح الذي هو في غنى عنه انما هو نصرة لمن نصر الله و دينه و رسوله صلى الله عليه و سلم و أيضا نصيحة للقارئ أن يكون منصفا قابلا للحق الذي أنزله الله غير مستمع لأعداء الدين
و لا للعلماء المارقين الذين يتهمون الشيخ بالتكفير و يصفونه و يصنفونه من الخوارج الذين خرجوا عن علي رضي الله عنه و هو من هذا الافك و البهتان بريء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام بل و الله ما نعرف عن الشيخ هو الخروج
عن الطواغيت ومناهجهم و قوانينهم ودساتيرهم ومبادئهم النتنة و حكوماتهم ومحاكمهم وشعاراتهم وأعلامهم
العفنة هذا ما نعرفه عن الشيخ الجليل فيجب على كل محب للحق أن يحب أهل الحق.
بالله عليك أخي الحبيب أخبرني ما سبب ذلنا و هواننا و تداعي الأمم علينا وتكالبها على خيراتنا و أوطاننا و مقدساتنا الجواب هو ابتعادنا عن شرع الله و اتباع قوانين وضيعة عاجزة على أن تسوس حتى الأنعام فما بالك بمن كرم الله لكننا للأسف رفضنا التكريم و استبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير و اتبعنا تماثيل لا تحرك ساكنا لقضايا المسلمين.
أخي القارئ أتريد أن تلقى ربك و هو راض عنك؟ فلا تقل أبدا ما علي من الطواغيت أو لم يكلفني الله بهم فقد كذبت على الله فالله سبحانه وتعالى فرض علينا الكفر بهم و البراءة منهم و إن كانوا إخواننا أو أولادنا أو حتى أبائنا.