بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده فقال على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي" ياعبادي ،اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالمو ا) ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين القائل في الحديث الشريف "المسلم اخو المسلم لا يظلمه " وبعد ان الظلم (العنف ) الذي يظهر في شكل خدش الكرامة بالقول او الفعل او النظر والذي بدأت تظهر بعض مظاهره في المجتمع السعودي طارئ غريب وجديد على مجتمعنا ، ومؤشراته طرقت ابوابنا في الآونة الأخيرة بشدة ، وذلك ناتج لما اعترى وظيفة التنشئة الاجتماعية في النظام الأسري من تغيرات ، وقد نشأت كظواهر سلبية للحضارة الحديثة ، ويكمن مصدر الخطر في هذه الظاهرة الطارئه انها مؤشر لفشل عملية التنشئة الاجتماعية التى تعد من بين العمليات التى تحافظ على بناء المجتمع وأمنه .
هل ضعف المرأة وخوفها من الرجل يجعلها سببا تسليط العنف عليها؟
لا شك أن ضعف المرأة وخوفها من الرجل أومن غيره ممن يصدر منهم العنف ضدها هم سبب التسلط عليها ولذلك نهانا الله سبحانه وتعالى أن تضيع حقوقنا وليس مطالبة الإنسان بحقه ينقص من شأنه بل هو يزيد من شأنه لكن المسألة هي كيفية طلب الحق .
هل التمييز بين الذكر والأنثى نوعا من أنواع العنف؟
ميز الله سبحانه وتعالى الذكر عن الأنثى في الخلق للمهام كل منهما ولكن هذا التمييز لا يكون سببا لتعدي على كرامة أي منهما بل أن هذا التمييز والتميز يجعلهما سببا في استمرار هذه الحياة وعندما نزلت الآية في يوم فتح مكة " ولقد خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكركم عند الله أتقاكم ) هذه الآية نزلت في يوم الحق لتبين الحق وهو اشتراك كل من الذكر و الأنثى في خلق المولود رغم تميزهم وأدارك هذا التميز يؤدي إلى حفظ الكرامة " أكرمكم عند الله أتقاكم فالتميز شأن الخلق ولكل منهم أسلوب في التربية يؤدي دوره على أن يعلم ويربى الذكر والأنثى حق آخر عليه في الكرامة التي كفلها الله سبحانه وتعالى كفلها في دينه وفي علقه وفي ماله وفي جسده ونسله .
هل قضايا الشرف التي كثرت مؤخرا تعتبر حقا مشروعا للرجل أم أنها تصنف ضمن العنف الذي يمارس ضد المرأة العربية؟
ما يسمى قضايا الشرف لا يخرج عن المفهوم الزنا وهو مرادف يقصد به الزنا والزنا عند الله سبحانه وتعالى محرم على الذكر والأنثى والرسول صلى الله عليه وسلم شدد في النهي عنه والزجر وأن ما يزني يزنا لو بجدار بيته أنما يسود بين الناس اليوم في التفرقة في هذه القضايا في جانب الرجل والمرأة هي عرف وعادة غير مقبولة ولكن نستطيع لمسها وفي الحقيقة أنه عمل باطل سواء قام به الذكر أو الأنثى ولشدة حرص المجتمعات على الأنثى فأنهم يشددون العقوبات في هذه القضايا ولو أطلعنا على المجموعات البشرية في مختلف مناطق سطح الكرة الأرضية لوجدنا أنها تشدد على المرأة في هذه القضية وفي أشكال العقوبة التي توقع على المرأة’ بسببها لأنها نابعة من الطبيعة البشرية وليس من أمر الله سبحانه وتعالى ثم أن قضايا الشرف " الزنا " من القضايا الصعبة الشهادة فيها أو أثباتها وأحياناً تمارس العقوبة فيها عن طريق الشك أو النميمة وهذا ما يزيد من سوء ما يقوم به الناس بدون الرجوع إلى الشرع لكن الحكم الشرعي فيها يختلف اختلافا كثيرا عما يطبقه الناس فيما بينهم حيث يفرق بين المرأة المتزوجة والغير متزوجة و الذكر المحصن وغير المحصن في العقاب ولذلك نرى ما يطبقه الناس فيه شيء من الإجحاف .
متى يمكننا نقول أن المرأة تتعرض للعنف؟
تعريف العنف : ليس هو أي عمل يخل بالكرامة الطارئ غير المتكرر والذي يحدث بسبب كأن يضرب أحدهم الآخر بسبب حالة الغضب التي لا تتكرر لكن العنف هو خدش الكرامة أو مس الكرامة المتكرر بالقول أو الفعل أو النظر مما يشعر الإنسان بجرح أو خدش كرامته ولذلك المرأة عندما يتكرر من أي شخص قول أو فعل أو نظرة أو لفظة تجرح أو تخدش كرامتها حتى لوكانت كلمة غزل وهي ليست في موضوعها وتخدش كرامة المرأة فهي تعتبر نوعا من العنف ضدها وتعدي على حقها .
هل التأديب الحاصل والمذكور في القرآن الكريم يعتبر نوع من انواع العنف سيما أن الرجل لايطبقه كما ذكر تأديبا ؟
يخلط كثير من الناس بين العنف والتأديب التأديب يختلف اختلافا جذريا عن العنف والتأديب مطلوب وهو حق للأبناء على الآباء وحق بين المسلمين من رأى منكم منكرا فلغيره. فالتغيير هنا نوع من نشر الآداب السليمة ولكن التأديب له حدود إذا تجاوزها أصبح يمس كرامة الإنسان ويجرحها وهذا غير مطلوب في الشريعة فالرسول صلى الله عليه وسلم ماضرب أحد قط. ولما يتجاوز التأديب عنده السواك أو قرصة أذن طفل وقوله وغدراه عندما آكل الطفل بعض شي من الخبز عندما طلب توصيله للرسول صلى الله عليه وسلم. والتأديب مطلوب وهو حق كما ذكرنا ولكن التعنيف و المبالغة في العقوبة تخرج من التأديب إلى الفجور لأن الفاجر هو الذي يعاقب بأشد بما جاءه وهو أمر مرفوض في الإسلام ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الفجور وهي كلمة منبوذة ويسيء بعض الناس لما شرع له استخدامه كتأديب المرأة ولابد للإنسان من مراجعة نفسه والعودة عما يصدر منه من أخطاء لأنها اليوم مآخذ تؤخذ على الإسلام فلإنسان الذي يسيء استخدام ما شرع له يجعل الإسلام في محل نقض وكل إنسان منا اليوم على ثغر من ثغور الإسلام فلا يؤتى الإسلام من جانبه .
هناك حلول للعنف وهو اكتساب مهارات الحياة في حفظ الحقوق وعدم السماح لأي شخص كان للتعدي فالإنسان بهذه الطريقة يستطيع أن يحمي نفسه من العنف ولذلك لابد من تدريب الأبناء على كيفية حماية أنفسهم من العنف عن طريق دورات تدريبية واكتساب مهارات حياتية وإذا لم تنفع هذه الطرق فهناك جهات رسمية تقوم بدور المطلوب منها في حماية الأشخاص لأن التنازل عن الحقوق هو مدعاة لاستمرار في الظلم .
الزوج كثير الضرب واللوم والعتب يعتبرا عنيفا لكن أين المنصفون ؟ سؤالي الثاني / بعض الرجال يعتدى عليه من قبل النساء فهل يوجد نساء عنيفات ومالذي يسبب هذا العنف ؟
في مثل هذه المشاكل لابد من الاستشارة وعرض الإنسان نفسه على جهات مختصة كالمراكز المتخصصة لمساعدته في اكتشاف حقيقة ما يتعرض له وكيفية حل هذه المشكلة على أنه هناك أزواج يصدر منهم بعض أو كل الأخطاء وهذا يتطلب من المرأة حسن التصرف في المرة الأولى بحيث لا يتكرر ولا تصبح عادة والحياة الزوجية متى افتقدت إلى المودة والرحمة فالاستمرار فيها شيء من الضياع للمرأة والأسرة وعلى المرأة أن تتلمس قدر هذه المودة والرحمة وبينها وبين زوجها وأن تحدد القرار السليم في الاستمرار من عدمه مع هذا الزوج .لأن الله سبحانه وتعالى ما وضع الطلاق إلا حل للمشاكل التي ليس لها حل . أما بالنسبة للسؤال الثاني فالتعرض للعنف سواء الرجل أو المرأة يكون للطرف الأضعف فإذا كانت المرأة هي الأقوى فقد يأتي العنف من جانبها وإذا كان الرجل هو الأقوى فقد يأتي العنف منه لأن العنف لا يأتي إلا من القوي للضعيف ولذلك عندما اخترنا عنوان الحوار أكدت أنه المرأة والعنف الأسري لأن المرأة قد تكون هي مصدر العنف أو أحد أسبابه عندما تعين أخاها أو أبنها أو قريبها على ظلم النساء اللاتي حولها .