|
<TABLE id=Table6 border=0 cellSpacing=1 cellPadding=2 width=420>
<TR> <td id=tdMainHeader class=tdHeadline width="96%">مئات القتلى والجرحى في بنغازي</TD></TR></TABLE> |
قالت مصادر طبية وشهود عيان من مدينة بنغازي شرق ليبيا للجزيرة نت إن قوات الأمن الليبية قتلت وجرحت السبت مئات الأشخاص بعد أن أطلقت الرصاص الحي على متظاهرين ينادون بإسقاط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، ووصفت هذه المصادر ما وقع في المدينة بأنه "مجزرة رهيبة".
وأكد مصدر طبي من مستشفى الجلاء للحوادث، وهو أكبر مستشفيات بنغازي، إن المستشفى استقبل بعد عصر السبت 20 قتيلا وأكثر من 100 جريح، 70 منهم على الأقل حالاتهم خطيرة جدا.
وأضاف المصدر -الذي طلب عدم كشف اسمه- أن أكثر الحالات تصل إلى المستشفى شبه متوفاة، وأغلبها مصاب بالرصاص في الرأس والرقبة والصدر.
وأشار المصدر إلى أن المستشفى يستقبل بمعدل حالة واحدة في كل عشر دقائق، وأن الكشف عن المصابين والقتلى بين أن قوات الأمن استخدمت رصاصا ينشطر في الجسم، ونوعا آخر من القذائف المضادة للطيران تعرف محليا باسم "ميم طاء".
وأكد أن ما استقبله مستشفى الجلاء من حالات فاق طاقته الاستيعابية، وأنه مكتظ بالقتلى والجرحى، ويعاني من نقص في الأدوية والدم، وناشد المواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى وكذا التبرع بالأغطية والأفرشة للمصابين.
رصاص حي
من جهتها قالت مصادر حقوقية إن قوات الأمن الليبية أطلقت الرصاص الحي من أسلحة رشاشة على موكب جنائزي كان يشيع قتلى مواجهات الخميس والجمعة، فأسفرت هذه العملية عن عشرات القتلى والجرحى.
مصدر آخر من مستشفى مركز بنغازي أكد في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن العاملين في المستشفى طردوا مديره ونائبه بعد أن ثبت أنهما قدما مساعدات لنقل من سماهم "مرتزقة أفارقة" أحضرهم النظام الليبي لقتل المتظاهرين.
وقال إن المدير ونائبه كان يسهلان نقل هؤلاء "المرتزقة" عبر سيارات إسعاف قبل أن ينكشف أمرهما ويتم طردهما.
وأضاف أن المواطنين يبعثون مساعدات غذائية ودوائية للمصابين في المستشفى، الذي استقبل يوم الجمعة نحو 60 حالة، إضافة إلى عشرات الحالات الأخرى التي وفدت إليه يوم السبت.
وأكد ناشط حقوق فضل عدم ذكر اسمه أن الجثث والجرحى لا يزالون في الشوارع وأن نحو عشر سيارات إسعاف تنقلهم إلى المستشفيات، لكن ظروف عملها صعبة.
وناشد المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية و"كل أحرار العالم" للتدخل من أجل وقف القمع والقتل الذي يتعرض له المتظاهرون، وقال "سنستمر في احتجاجنا إلى أن يسقط هذا النظام، وإذا أراد فليقتلنا جميعا وسنترك له الجدران والبنايات ليحكمها".
وأشار إلى أن شوارع المدينة مليئة بالمتظاهرين الذين يطالبون برحيل القذافي، الذي حكم البلاد منذ أكثر من أربعين عاما، وتوقع أن "تحدث مجزرة أخرى يوم غد في بنغازي".
وبدورها نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن قوات الأمن بعد إطلاق النار على المتظاهرين انسحبت إلى مجمع محصن، وبدأ القناصة يطلقون منه نيرانهم على المحتجين.
بلطجية أفارقة
وكان ناشط حقوقي آخر قد أكد للجزيرة نت أن أكثر من مائة ألف شخص يعتصمون في ساحة أمام محكمة شمال بنغازي، وأضاف أن الأرقام المتداولة عن عدد القتلى في مواجهات الأيام الماضية، التي قالت بعض المنظمات الحقوقية إنها بلغت 84 شخصا في عموم ليبيا هي أرقام غير صحيحة. وقال إن هذا العدد سقط أكثر منه في مدينة بنغازي وحدها.
وأكد المصدر نفسه أن من سماهم "بلطجية" من أصل أفريقي جيء بهم من أوغندا وتشاد ودول أفريقية أخرى لمواجهة المتظاهرين، واستنكر ما سماه الصمت الدولي عن "المجازر التي يرتكبها نظام القذافي ضد الليبيين".
وكشف الناشط الحقوقي أن مدير فرع الجهاز الأمني (وزارة الداخلية) في بنغازي أرسل إلى المتظاهرين يطلب منهم أن يتسلموا إدارة الجهاز، فبعثوا إليه لجنة من ثلاثة أشخاص للتفاوض حول الموضوع.
مدينة مصراتة، وهي ثالثة كبريات المدن الليبية، وتقع شرق العاصمة طرابلس على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، شهدت بدورها احتجاجات ضد نظام القذافي.
وقال الأستاذ الجامعي بهذه المدينة عبد الرحمن السويحلي لقناة الجزيرة إن ثمانية من الشباب المتظاهرين أصيبوا برصاص قوات الأمن، وأضاف "لا أستطيع أن أؤكد أهم قتلى أم جرحى" وتوقع أن تنتشر الاحتجاجات في كل ربوع ليبيا.
واعتبر أن ما يحدث الآن في ليبيا "هو ثورة شعبية عارمة ولن تنتهي إلا بتغيير جذري وحقيقي في البلاد"، مشيرا إلى أن "قطاعات عريضة من الشعب الليبي الرافضة لنظام القذافي تتعرض لإبادة".