بغداد تتهيأ لـ (جمعة الشهداء) في ميدان التحرير
الجمعة 4 مارس 2011 3:46 ص بتوقيت القاهرة
في إطار الإعداد لاحتجاجات الجمعة الثانية الغاضبة ازدحمت شوارع بغداد ذات الملايين الستة قبل يوم من موعد المظاهرات بالسيارات خاصة عند نقاط التفتيش التي تزداد كلما اقتربت من ساحتي التحرير والفردوس وسط المدينة واللتين ستنطلق منهما المظاهرات.
وبدت بغداد عصر الخميس وكأنها ثكنة عسكرية لكثرة العربات العسكرية التي تجوبها تأهبا لاحتواء المظاهرات التي أعلنت جميع الكتل السياسية والدينية تأييدها لها عبر تصريحات إعلامية.
وكانت بغداد وغيرها من محافظات العراق شهدت الجمعة الماضية احتجاجات حاشدة وصفت بأنها الأكبر منذ غزو العراق في 2003، طالبت بإصلاحات سياسية وتحسين ظروف المعيشة.
وبينما انشغل الصدريون -وهم فصيل سياسي مهم- باستفتائهم الخاص بتوجيه ستة أسئلة لأتباعهم بشأن خطوات مواجهة الحكومة بعد ستة أشهر من الآن أعلنت ناشطة تدعى ينار محمد أن شعار إصلاح النظام الذي رفع الجمعة الماضية سيتحول إلى إسقاط النظام في الجمعة القادمة.
واختلف الصحفي عباس الأزرقي -وهو من منظمي المظاهرات- عن توجهات ينار، حيث اعتبر أن الاحتجاجات ستبقى في إطار المطالبة بتوفير الخدمات وتحسين الظروف المعيشية، مشيرا إلى أنه ليس هناك قيادة واحدة للمظاهرات في بغداد.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس محافظة بغداد أعلن عن منح تراخيص لأربع مجاميع مختلفة للخروج بمظاهرات غدا، وحددها في مكانين، ساحة الفردوس في الرصافة -الجانب الشرقي من بغداد- ومتنزه الزوراء في الكرخ -الجانب الغربي من بغداد- القريب من المنطقة الخضراء المحصنة حيث المباني الحكومية وعدة سفارات من أبرزها سفارتا أميركا وبريطانيا.
وأضاف عباس أن هناك عدة تسميات أطلقت لمظاهرة الجمعة الثانية منها جمعة الشهداء وذلك وفاء للشهداء الـ12 الذين سقطوا في مظاهرات الجمعة الماضية إلى جانب أكثر من ستين أصيبوا بجراح.
كما أطلق عليها جمعة الندم، في إشارة للندم على الأصوات التي منحها الشعب في الانتخابات البرلمانية والبلدية الماضية "لمن لا يستحقون".
وقال مصدر حكومي رفض الكشف عن هويته للجزيرة نت إن السلطات الأمنية ستعلن منع التجوال في العاصمة بغداد اعتبارا من منتصف ليل الخميس وحتى مساء الجمعة، في خطوة وصفت بأنها تهدف لمنع سكان الأحياء البعيدة عن مركز بغداد من المشاركة في المظاهرات كما حصل في مظاهرات الجمعة الماضية.
ويشكك المحامي سامي عبد الرسول بقدرة المظاهرات بإحداث تغييرات سياسية كبرى وذلك لأن" العراق مقسم على أساس طائفي وديني وعرقي، معتبرا أن ليس هناك اتفاق على مفهوم مشترك للوطنية.