من غرائب القذافي و أحمد إبراهيم !؟
للعقيد القذافي غرائب وعجائب كثيرة ليس أولها قسمه الغليظ بالله العظيم في أوائل الثمانينيات بأنه سيأخذ بندقيته من صباح الغد ويذهب لتحرير الجولان ثم لم يفعل (!!!؟؟؟) ولا آخرها (دولة إسراطين) ولن يكون آخرها الفوضى الخلاقه (؟؟؟) القادمة (!!!؟؟؟) ولكني أريد هنا أن أتحدث عن موقفين غريبيين شاهدتهما بنفسي :
الموقف الأول
كان في مدرجات جامعة قاريونس حيث إجتمع بنا القذافي هناك أيام كنا طلبة في الثانوية وأخذ يحدثنا عن الإسلاميين وكان يسميهم أيامها (الخوان المسلمين !!) حيث لم يستعمل مصطلح (الزنادقة) يومها بعد .. وأدعى أمامنا يومها كيف أن حزب التحرير الإسلامي إجتمعوا به وقالوا له نريدك أن تصبح يا أخ معمر خليفة لكل المسلمين !! .. فقال لهم القذافي - حسب ما قال لنا يومها وكما سمعته بنفسي - ( وماهو المطلوب مني كي أصبح الخليفة )؟ .. قال لنا بأنهم قالوا له : (سهلة جدا ً يا أخ معمر !!) (عباره عن تكسر سنك وتربي لحيتك وتصوم رمضان أربعين يوم بدل الثلاثين وبس) !!!؟؟؟ .. هكذا قال لنا القذافي يومها وهذا ما إدعى أن جماعة حزب التحرير أخبروه به وطالبوه به كي يصبح الخليفة !!!؟؟؟ .. وهو بالطبع (كذب أحمر) مكشوف حاول القذافي يومها أن يمرره على جماهير الطلبة ويستخف به عقولهم ثم أخذ يومها القذافي يستخف بالإسلاميين ويرسم لهم صورة كاريكاتيرية مضحكة ومقززة ويسفه عقولهم ويصمهم بالجهل والعمالة لجهات أجنبية وأخذ يتحدث عن (اللحية المقملة !؟) وكيف أنها تلم الوسخ وأنها حاجة غير حضارية …. إلخ ….. وكان العبد لله يومها في الصف الأمامي بل كنت في مواجهته تماما ً وكنت عندها أحتفظ بلحية صغيرة في ذقني في طور النمو (مشروع لحية!) وشعرت يومها بالحرج وخشيت أن تتحول هذه (اللحيَة الصغيرة) التي نبتت في ذقني تهمة تؤدي بي في ستين ألف داهية !! .. حيث كان من المعروف في تلك الأيام أنهم إذا قبضوا عليك (الزبانية) فلا ينفع يومها شئ حيال هذه المصيبة إلا أن يصلي عليك أهلوك صلاة الغائب !! .. لكن الله ستر فقد كان هناك بجوار القذافي (أحمد إبراهيم) يقف متكئا ً على الجدار وهو كان ملتحيا ً أيضا ً ولكن بالطبع على سنة باكونين وماركس ولينين وهلمجرا ً لا على سنة النبي خاتم المرسلين ! .. فتفطن القذافي لوجوده وضحك قائلا ً ( آآه أنت هنا ؟؟؟) ( لا مش أنت وأمثالك المقصودين !) .. ثم إستمر القذافي في تسفيه الإسلاميين وكيل كل تهمة وكل نقيصة إليهم وأقسم بالله العظيم بأنه لن يسمح أن تـُرفع راية في الوطن العربي سوى راية القومية العربية !!!؟؟؟ ( كفر القذافي طبعا ً مؤخرا ً بالأمة العربية والقومية العربية بالمرة كما هو معلوم وأصبح من دعاة إسراطين !) ….. وأذكر أن (العقيد حسن إشكال) وحارسة القذافي الشخصية (صباح) كانا يقفان عند الباب الرئيسي للقاعة في مواجهة بعضيهما البعض ! .. كما أذكر أن مشادة بالأيدي والكلام حصلت بين شخصين قبل دخولنا للقاعة إدعى كل منهما أنه (حكومة!؟) ثم إتضح أنهما يتبعان لجهتين أمنيتين مختلفتين !!؟؟ .. هذا هو الموقف العجيب والغريب الأول الذي حضرته للعقيد القذافي بنفسي حيث كان خادمه وإبن عمه (محمد المجدوب) بلباس مدني وشال آخضر يقف أمامه مباشرة حيث ظل طوال الوقت يسدد نظرات متفحصة ومستمرة على الحضور !!؟؟ .
الموقف الثاني
أما الموقف الغريب والعجيب الآخر فقد كنت شاهدته بنفسي ولكن من خلال شاشة التلفزيون حيث تم نقل شعائر صلاة الجمعة بشكل مباشر من جامع بسرت حيث كان (خطيب الجمعة) يومها أحمد إبراهيم بشحمه ولحمه !! وقد إرتدى عمامة بيضاء !!؟؟ .. حيث جلس القذافي من ضمن الناس الذين يستمعون لخطبة الجمعة ولكنه وبينما جلس الجميع يستمعون للخطيب دون الإلتفات لشئ آخر كما جرت العادة وكما هي السنة المتبعة بهذا الخصوص فإن القذافي - من دون الجميع - حمل (المصحف) وتظاهر بأنه مشغول بقراءته بينما ظل (أحمد إبراهيم) يخطب ويخطب ويخطب من فوق المنبر بطريقة ثورية عن صراع الإسلام مع الإمبريالية والرجعية ودور قيادة الثورة في قيادة الثورة الإسلامية …… إلخ إلخ لخ … ومن حين إلى حين كان المسكين ينظر إلى سيده في حرج وطمع راجيا ً أن ينتبه إليه أو يلتفت إليه ويستمع إلى خطبته الثورية العصماء ولكن القذافي لم يفعل! .. وظل متظاهرا ً بالإنهماك في قراءة القرآن طوال الخطبة حتى إنتهت فلما إنتهت ونزل (الخطيب) مبحوح الصوت منهك القوى يلهث من شدة الإعياء من على المنبر أفسح المجال لسيده ليصلي بالحضور الجمعة !! .. ولا أدرى ما هو مقصود القذافي بتظاهره بقراءة القرآن أثناء خطبة (أحمد إبراهيم ) (أيش يقوله عقله !؟) وماهو سر عدم إلتفاته للخطيب المسكين نهائيا ً هل هو الكبرياء والغرور أم الإحتقار للخطيب ؟ حيث ظل هذا الأخير المسكين يرفع صوته ويرعد ويزبد مهددا ً الصليبيين والإمبرياليين والعرب الخائنين بالويل والثبور وعظائم الأمور راجيا ً أن يلتفت نحوه سيده معجبا ً بقوة خطابته ولو لمرة واحدة ولكن سيده خيّب أمله بالمره ! وظل متظاهرا ً بقراءة القرآن طوال الخطبة حيث كان تارة بعد أخرى يرفع رأسه لا لينظر إلى هذا الخطيب المسكين بل ليُرسل ً بصره بطريقة مصطنعة كأنه لا يسمع ولا يرى أحدا ً إلى سقف المسجد متأملا ً في (الثريات) التي تتدلى من السقف (!!!؟؟) ثم يعود يتظاهر بقراءة القرآن دون أن يلقي ولو نظرة واحدة على هذا الخطيب المسكين الذي ظل يصيح من فوق المنبر ويصيح ويصيح وعيناه تستجديان نظرة إهتمام أو إعجاب واحدة من سيده المشغول بقراءة المصحف وتأمل (الثريات) ولكن (فيك يا وادي) !!؟؟ ولله في خلقه شؤون والحديث ذو شجون ولكن إلى لقاء آخر أحدثكم فيه عن بعض ذكرياتي من هنا وهناك والسلام عليكم