بعد مقتل متظاهر وجرح العشرات في "دوّار الداخلية"لجنة الحوار الوطني الأردنية تدخل "الموت السريري".. والمعارضة تهدد بالتصعيدالسبت 21 ربيع الثاني 1432هـ - 26 مارس 2011م
تنذر ردة الفعل الغاضبة لاوساط المعارضة الاردنية على المواجهات التي وقعت في عمّان بين معتصمين مطالبين بالاصلاح وآخرين موالين للحكومة واوقعت قتيلا و130 جريحا، بتطورات خطيرة في الداخل الاردني الذي يعيش حالة ترقب حذر بسبب الاحداث الدامية التي عكرت صفو العلاقة بين النظام السياسي والمطالبين بالاصلاح.
فقد اعلنت اسرة خيري سعيد الذي لقي حتفه خلال احداث الجمعة على دوار الداخلية، انها لن تدفن فقيدها حتى يتم محاسبة المسؤولين عن مقتله واقالتهم من مناصبهم.
وقال جمال، شقيق المتوفي في مؤتمر صحفي عقد في النقابات المهنية ظهر السبت 26-3-2011 إن تقرير الطب الشرعي اظهر ان وفاة خيري كانت ناجمة عن تعرضه للضرب المبرح على ايدي قوات الدرك وليست ناجمة عن ذبحة صدرية وفق ما اعلنت الحكومة.
ونفى جمال أن يكون شقيقه من المشاركين في مسيرة "نداء الوطن" المؤيدة للنظام، واكد انه كان من بين المشاركين في الاعتصام السلمي على دوار الداخلية.
وكان مدير الامن العام حسين المجالي قد اكد في مؤتمر صحفي عقده امس ان المتوفي كان من بين المشاركين في مسيرة نداء وطن المؤيدة للنظام، وان وفاته نجمت عن ذبحة صدرية.
وطالب شقيق المتوفي باقالة رئيس الوزراء ومدير الامن العام ومدير المخابرات العامة ورئيس قوات الدرك كشرط لدفن فقيدهم.
ومن المقرر ان يتم عقد اعتصام مفتوح امام مستشفى الامير حمزة وسط عمان حيث تتواجد جثة فقيد احداث الجمعة حتى تتحقق مطالب المعتصمين.
الاستقالة من لجنة الحوارواستبق اعضاء في "لجنة الحوار الوطني حول الاصلاح" التوضيحات التي اعلنتها الحكومة لما حدث باعلان استقالتهم من اللجنة فيما تم تنظيم اعتصام للقوى الوطنية المشاركة بتجمع 24 آذار في مقر النقابات المهنية في عمان وذلك ردا على قمع الاعتصام المفتوح.
واكد المعتصمون على رفض العقلية العرفية والقمعية التي انتهجها "البلطجية" والجهات الامنية، على حد وصف البيان الصادر على صفحة "مقاطعون من اجل التغيير" على الموقع الاجتماعي "فيس بوك".
واعتبرت تلك الشخصيات "الاعتداءات جاءت بتواطؤ أمني وتحريض رسمي واضح, مما نسف أي إمكانية لأي حوار وطني حقيقي من جذوره".
ورأى بيان صدر عن المستقيلين من لجنة الحوار إن ما جرى" يندى له جبين الوطن, ودليل صارخ وواضح بأن أي حديث رسمي عن الإصلاح السياسي هو إدعاءات لا أساس لها من الصحة, ما يعني أن بقاءنا في اللجنة هو مجرد شراء للوقت وتضليل للرأي العام الأردني".
وأهاب المستقيلون برئيس اللجنة طاهر المصري الاستقالة "تحملاً لمسؤوليته الوطنية والتاريخية, وإكراماً لدماء المواطنين الذين اعتصموا سلمياً في ميدان جمال عبد الناصر".
وبحسب مصادر مطلعة، فإن رئيس طاهرالمصري رئيس مجلس الاعيان ورئيس لجنة الحوار الوطني التي تضم 52 شخصية، طلب تأجيل عمل اللجان المنبثقة عن
لجنة الحوار الوطني بعد قرار 16 عضواً الإستقالة الجماعية إحتجاجاً على إعتداء قوات الدرك على المحتجين في دوار الداخلية. ويعتبر القرار الذي اتخذه المصري بمثابة تعليق لإجتماعات اللجان شعوراً منه بصعوبة مهمة الحوار بعدما حدث عند دوار الداخلية.
وكان المصري نجح بفرض المطالبات بالإصلاحات الدستورية عند تهديد مجموعة من أعضاء لجنة الحوار الوطني بالإنسحاب إذا لم تقرّ، بالإضافة إلى أنه كان يأمل في القدرة على احتواء الإسلاميين و إعادتهم إلى عضوية اللجنة.
وتوفي محتج بعدما فضت قوات الامن اشتباكات الجمعة بين موالين للحكومة ومحتجين مطالبين بالاصلاح وحذرتهم الحكومة من انها لن تتسامح مع "الفتنة".
وكان رئيس الوزراء معروف البخيت قد حمل الاسلاميين المعارضيين مسؤولية الاشتباكات متهما اياهم بتلقي تعليمات من جهات اجنبية واضاف مخاطبا الاسلاميين "كفاكم لعبا بالنار. الى اين تريدون ان تأخذوا الاردن؟".
من جهتها اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الحكومة وأجهزتها الأمنية بالوقوف وراء ما جرى من مهاجمة الشباب المعتصمين في دوار جمال عبد الناصر في عمان الجمعة.
وأدانت الجماعة في بيان قيام " قوى الأمن "الدرك" ومجموعات أخرى من الأشخاص بلباس مدني، وبتنسيق تام بين الطرفين بمهاجمة الشباب المعتصمين" في دوار جمال عبد الناصر في عمان.
وقال الشيخ حمزة منصور، أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمون" ان الحزب يتشاور مع بقية احزاب المعارضة والنقابات
المهنية "لوضع آلية للتحرك القادم لمواجهة حكومة تدير ظهرها لبرنامج الاصلاح الذي وضعه الملك".