فرحـة شعبية واسعة بقـرار حبـس مبـارك ونجـليه
نظيف ووزراؤه التفوا حول جمال وعلاء وسألوا عن صحة الوالد
في خطوة لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر, أصدر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود, صباح أمس, قرارا بحبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال لمدة 15يوما علي ذمة التحقيقات في الاتهامات الموجهة إليهم بقتل المتظاهرين
بجانب استغلال السلطة والنفوذ, والاعتداء علي المال العام, والحصول علي عمولات ومنافع من صفقات مختلفة. وقد سادت حالة من الفرحة والارتياح الشعبي الواسع علي كل المستويات والطوائف والتيارات السياسية داخل الشعب المصري وخارجها, بعد الإعلان عن حبس الرئيس السابق ونجليه, واعتبرت كل القوي والتيارات السياسية أن هذا القرار سيصب في مصلحة واستقرار البلاد, وسينعكس بصورة إيجابية علي الاقتصاد المصري.
وأوضح مصدر أمني مسئول أنه فور صدور قرار النائب العام بحبس الرئيس السابق15 يوما علي ذمة التحقيق تم تعيين حراسة مشددة عليه في محبسه داخل الغرفة التي كان يخضع للعلاج فيها بمستشفي شرم الشيخ الدولي, في حين تم ترحيل نجليه, علاء وجمال وسط إجراءات أمنية مشددة إلي سجن مزرعة طرة الذي وصلا إليه في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وعلم مندوب الأهرام بجنوب سيناء أن التحقيقات ومواجهة الرئيس السابق بالاتهامات المنسوبة إليه, بدأت معه في السابعة من مساء أمس الأول, بعد ساعتين تقريبا من وصوله إلي المستشفي, حيث كان يعاني هبوطا في الدورة الدموية, وبعد مناظرة فريق طبي لحالته الصحية, وأخذه العلاج اللازم حتي عاد إلي طبيعته, بدأت التحقيقات معه علي الفور بغرفة ملحقة بغرفته, وكان بجواره في بداية التحقيقات نجلاه علاء وجمال, وذلك قبل نقلهما وسط حراسة مشددة في منتصف الليل تقريبا إلي المجمع القضائي بحي النور بشرم الشيخ والذي يقع خلف المستشفي, وهو مبني لم يتم افتتاحه رسميا بعد, إلا أنه تم تأمينه وتجهيز غرفتين به علي وجه السرعة لفريق النيابة المكلف بالتحقيق مع جمال وعلاء. وبعد نحو أربع ساعات من التحقيقات, صدر قرار حبس علاء وجمال51 يوما علي ذمة التحقيقات, وهو القرار الذي خرج مدير أمن جنوب سيناء ليعلنه بنفسه علي جموع المواطنين الذين احتشدوا خارج المجمع وهم يرددون الهتافات المنددة بالفساد.
بينما تعالت التكبيرات والتهليلات فرحة بقرار النائب العام مرددين هتافات: يا جمال يا مبارك سجن طرة في انتظارك.
في حين خيم الحزن علي وجوه الأسرة ومرافقي الرئيس السابق, وانهمرت في البكاء هايدي زوجة علاء.
وأشارت مصادر الأهرام إلي أن الصدمة سيطرت علي الرئيس السابق فور صدور قرار النيابة بحبسه, بينما بدا الذهول علي وجهي علاء وجمال إثر صدور القرار نفسه بحبسهما لمدة15 يوما في سجن طرة.
وقد وافق أعضاء النيابة علي تلبية رغبة علاء وجمال في زيارة والدهما داخل العناية المركزة قبل ترحيلهما للقاهرة.
ووسط أكثر من نظام تأميني وتمويهي لتشتيت انتباه آلاف المواطنين خارج المجمع القضائي, تم نقل نجلي الرئيس السابق إلي سيارة ميكروباص سوداء اللون, تابعة للشرطة من داخل المجمع, وسط قافلة شملت أربع سيارات تابعة للقوات المسلحة والداخلية. ولدي خروج السيارة الميكروباص قام المواطنون برشقها بالحجارة, بينما أسرعت السيارة متجهة إلي مطار شرم الشيخ, حيث وصلت طائرة خاصة إلي المطار في وقت سابق لنقلهما إلي القاهرة وترحيلهما إلي محبسهما بليمان طرة, حيث انتظرتهما ثلاث سيارات تابعة لأمن القاهرة, وسيارة شرطة عسكرية في مطار القاهرة الذي وصلا إليه في الرابعة والنصف فجرا,.
وبسرعة كبيرة تحرك موكب الترحيلات من أمام المطار في الخامسة تماما, حيث توجها إلي سجن طرة, والذي قامت إدارته بمراجعة أوراق حجزهما وتلاوة تعليمات السجن عليهما وتسليم هواتفهما المحمولة وحافظة نقودهما للأمانات وبعض الملابس المدنية قبل إيداعهما داخل عنبر مشترك. وفي تمام السابعة صباحا, خرج كل من أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق, وزكريا عزمي رئيس الديوان السابق, وأحمد عز, وحبيب العادلي, وصفوت الشريف, وبقية الوزراء المحبوسين, وإبراهيم كامل, وباقي رجال الأعمال المحبوسين إلي ساحة التريض, حيث التفوا حول جمال وعلاء وسألوهما عن الحالة الصحية لمبارك, في الوقت الذي نبهت فيه إدارة السجن علي جميع الوزراء المساجين, ورئيس مجلس الوزراء السابق, بعدم التجمع إلا في ساعة التريض, ورفض جمال وعلاء تناول طعام الإفطار أمس ملتزمين الصمت وطلبا مياها معدنية. وقامت إدارة السجن بتسليمهما مهمات السجن الاحتياطي, التي شملت أربع بطانيات ومرتبتين وأربع بدل بيضاء اللون.
وأكد أحمد السباعي, كبير الأطباء الشرعيين, أن الأزمة التي داهمت الرئيس السابق خلال التحقيق معه هي أزمة قلبية بسيطة ومؤقتة بسبب سرعة نبضات قلبه, وانخفاض محدود بدورته الدموية.