سهير الأتاسي: هذه حرب إبادة وحشية للسوريين المطالبين بالديمقراطيةنشطاء من داخل سوريا: النظام اختار الحل الدموي العنيف لإنهاء الاحتجاجاتالإثنين 21 جمادى الأولى 1432هـ - 25 أبريل 2011م
أكد نشطاء حقوقيون وسياسيون داخل سوريا أن النظام قرر التصعيد العسكري واختيار الحل الأمني للقضاء على الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بالإصلاح وإطلاق الحريات في البلاد، وتأتي هذه التصريحات بعد عدة أيام دموية شهدتها البلاد اعتبارا من يوم الجمعة حيث سقط أكثر 100 قتيل، وتفاقم الأمر بدخول الجيش إلى مدينة درعا التي كانت مهد الانتفاضة السورية مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقالت الناشطة الحقوقية رزان زيتونة "إن النظام السوري اختار أسوأ الاحتمالات والحلول في تعاطيه مع الاحتجاجات والتظاهرات في الشارع السوري وإنه قرر إنهاء الثورة السورية مهما كلف الأمر، بغض النظر عن الخسائر البشرية بين المواطنين".
وبحسب موقع "كلنا شركاء" أكدت زيتونة أن كل ما يقوم به النظام بالقوة العسكرية لن يحول بينهم وبين معاودة الحراك في سوريا.
وأوضحت في تصريحاتها لقد بدأ واضحاً أن "النظام اتخذ قراره بإنهاء الثورة السورية من أجل الحرية مهما كلف الثمن ومهما تطلبه ذلك من وقوع شهداء أو جرحى أو اعتقال أو تنكيل بالسوريين".
زيتونة: لسنا في الثمانينياتوعن تقديراتها لما يجري والنتائج المتوقعة للحراك قالت زيتونة "بالتأكيد كلنا يعلم أن هذه الوسائل حتى لو نجحت وأتمنى ألا تنجح، في تعطيل مسار السوريين نحو الحرية، فإنها لن تحول بينهم وبين معاودة الحراك لفترة طويلة".
وأكدت في تصريحها بما يشبه تحذيرا للنظام قائلة إنه "على النظام أن يعي ذلك، لسنا في الثمانينيات بعد الآن، لا يمكن تكرار الماضي، والشعب السوري يعرف طريقه جيداً للحرية".
من جهتها، أكدت الناشطة الحقوقية سهير الاتاسي أن السلطات السورية بدأت حربا على الحركة السلمية المطالبة بالديمقراطية بمهاجمة ثلاث مدن.
وتابعت في بيان أرسل لوكالة "رويترز" أن هذه حرب وحشية تهدف الى إبادة السوريين المطالبين بالديمقراطية، وذكرت أن نوايا الرئيس السوري بشار الأسد كانت واضحة منذ أن أعلن استعداده للحرب في الكلمة التي ألقاها في 30 مارس/ آذار، مضيفة لمن يريد أن يعتقلها أنها في منزلها في ضاحية دمر بدمشق.
وفي نفس السياق طالب المحامي هيثم المالح بتدخل المنظمات الحقوقية الدولية لحماية السوري، قائلا: "يجب أن تتخذ هذه الإجراءات، هناك مطالب من الخارج بمحاكمة هؤلاء باعتبارهم مجرمين ضد الإنسانية. والجرائم التي ترتكب في سوريا هي جرائم ضد الإنسانية، لأنه قتل جماعي ومقصود. وهي ليست عملية إطلاق نار في الهواء، بل مقصود وجماعي وليس ضد شخص واحد أو اثنين. فقد خسرنا هنا في سوريا أكثر من 300 شخص وقد يصل إلى 400 شهيد، فضلا عن الجرحى".
أما رئيسة جمعية "سواسية" وابنة سلطان باشا -قائد الثورة السورية الكبرى- منتهى الأطرش، فقالت لصحيفة "الرأي" الكويتية: "الشعب السوري لن يسكت بعد اليوم، وسقف المطالب ارتفع. الشعب يريد الحرية والديمقراطية والإصلاح الحقيقي، في حين أن النظام يتعامل معه بالقمع، وتحويل الحركة الاحتجاجية عن مسارها، عبر اتهامها بالتواطؤ مع الخارج. نحن في منظمة "سواسية" الحقوقية طالبنا بالإصلاح، ولم تتم الاستجابة لدعوتنا".
وتابعت: "ما حدث نهار الجمعة الماضي يدمي القلب. وقد أبلغني شاهد أن القوى الأمنية أطلقت الرصاص الحيّ على أطفال وشباب رفعوا شعارات حضارية تطالب بالحرية والديمقراطية. أجيال من عمر الورد تتعرض للقتل، ولا أعلم ما هو عدد الشهداء لكن عددهم كبير. أما الجرحى فحالتهم صعبة، والأهالي يخافون من إيصالهم الى المستشفيات، لأن بعضهم تم خطفه من مجهولين. وهذه الحوادث أكد عليها العديد من الأطباء في سوريا. المتظاهرون الشباب رفعوا غصن الزيتون، فردّت القوى الأمنية بإطلاق الرصاص بدم بارد. لا بد من محاسبة قانونية على المستوى الدولي لكل شخص تورط في قتل أولادنا وشبابنا".