نتنياهو: على عباس أن يختار بين إسرائيل وحماس"فتح" و"حماس" تتفقان على تشكيل حكومة مؤقتة وانتخابات عامةالأربعاء 23 جمادى الأولى 1432هـ - 27 أبريل 2011م
قالت المخابرات المصرية إن حركة فتح الفلسطينية التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبرمت اتفاقاً مع حركة حماس، اليوم الأربعاء 27-4-2011، لتشكيل حكومة مؤقتة وتحديد موعد للانتخابات العامة.
وقالت المخابرات في بيان إن المشاورات أسفرت عن تفاهم تام على نقاط للمناقشة بما في ذلك وضع اتفاق مؤقت بمهام محددة لتحديد موعد للانتخابات.
وذكر مصدر لـ"العربية" أن التوقيع على ورقة المصالحة سيتم في مصر، وسيقضي بتشكيل حكومة من المستقلين.
وكان وفدا الحركتين الفلسطينيتين وصلا إلى القاهرة، اليوم الأربعاء 27-4-2011، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول المصالحة الفلسطينية.
وضم وفد حركة فتح القياديين عزام الأحمد وصخر بسيسو، بينما تألف وفد حماس من قياديين من الداخل هما محمود الزهار وخليل الحية وأربعة من الخارج هم موسى أبو مرزوق وعزت الرشق ومحمد نصر وأسامة حمدان.
وقال مصدر في حماس لرويترز بعد الجلسة إن الجانبين توصلا إلى صيغ توافقية على الملفات المعلقة من المفاوضات التي أجريت في السابق في القاهرة.
وأضاف هذه الملفات هي ملف تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وملف الانتخابات الرئاسية والتشريعية وملف تشكيل أجهزة أمنية. وقال إن من المتوقع توقيع الاتفاق الجديد في القاهرة خلال أيام بحضور عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الذي يقيم في العاصمة السورية دمشق.
رد الفعل الإسرائيليوفور الإعلان عنه، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التعقيب على اتفاق المصالحة المتبلور بين فتح وحماس, ليخيّر الرئيس الفلسطيني بين السلام مع إسرائيل والسلام مع حماس, والتي قال إنها تهدف الى النيل من إسرائيل وتواصل إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية وقذائف مضادة للدروع على الأطفال الإسرائيليين.
ورأى نتنياهو أن المصالحة تعكس ضعف السلطة وتطرح أكثر من تساؤل حول نية حماس السيطرة على الضفة الغربية كما سبق وسيطرت على غزة.
وأقر وزراء في الحكومة الإسرائيلية الآنية المصغرة أن "اتفاق المصالحة"شكل مفاجأة بالنسبة لإسرائيل: "لم يطرح ملف المصالحة الفلسطينية في الأطر الأمنية الإسرائيلية والسياسية لأسابيع طويلة ماضية ولم يفحص إمكان تبلور اتفاق", قال بعض الوزراء.
واعتبرت مصادر إسرائيلية سياسية أن توقيع اتفاق مصالحة الأسبوع المقبل قد يحسن وضع أبو مازن عشية المواجهة حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر, "من الواضح أن حماس سترسي تهدئة نسبية في غزة, وأن ذلك سيصور عباس قادرا على توحيد الصف الفلسطيني وضبط الوضع الأمني.
كما رأى مراقبون إسرائيليون أن الرئيس الفلسطيني يحاول تمرير رسالة واضحة لإسرائيل مفادها أن هناك خيارات أخرى أكثر راديكالية في مواجهة الرفض الإسرائيلي للتوصل الى حل نهائي.
يشار إلى أن هذا التطور يأتي فيما يلقى نتنياهو نفسه أمام مهمة شاقة لإجهاض الاعتراف المحتمل بدولة فلسطينية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث تجري اتصالات حثيثة بالإدارة الأمريكية. وسيزور الأسبوع المقبل كلا من لندن وباريس لإقناعهما بعدم تأييد الاعتراف, لأن ذلك بحسب نتياهو سيبعد إمكان الحل عبر المفاوضات وقد يؤجج الأوضاع الميدانية على الأرض.