تاريخ القرآن الكريم
--------------------------------------------------------------------------------
أخفض منطقة في العالم
حدثت معركة بين الروم والفرس فانتصر الفرس على الروم وكان الفرس عباد النار والروم أهل كتاب ففرح المشركون لأنهم أهل أوثان بانتصار أهل الأوثان على أهل الكتاب من النصارى وحزن المسلمون ..
فأنزل الله قرآنا يواسى به المؤمنين ويرد فرحة الكافرين قال تعالى : { الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين } [ سورة الروم - الآيات من 1 إلى 4 ] .. وبضع أي في أقل من عشر سنوات.
فلما جاء هذا الخبر .. قال الله تعالى : { لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم * وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون } [ سورة الروم - الآيات 4 و 5 ].
فنعم هؤلاء الكفار يعلمون ظاهرا من الحياة .. كما يعلم كريستوفر حكمة لبس الحذاء .. لكنه لا يدري الحكمة مِـن خلقه هو !
فلما نزلت الآيات : { ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله } ثم يعقب بعد ذلك : { وعد الله لا يخلف الله وعده } .. تحدّ ! فالروم التي انهزمت يخبر الله سبحانه وتعالى أنها ستنتصر في أقل من عشر سنين ! بل وسيأتي النصر ويفرح المؤمنون بعده .. وها هو الله سبحانه وتعالى يستثير الكفار بهذه الآيات ..
فقد جاء رجل منهم إلى أبي بكر وقال : انظر ما يقول محمد !
قال له أبي بكر : ما يقول ؟
قال : يقول إن الروم تهزم الفرس !
قال له : صدق .. !
ثم كسب أبو بكر في النهاية .. فما مرت سبع سنوات حتى تحقق وعد الله -جل وعلا- وانتصر الروم على الفرس وفرح المسلمون وكان ذلك في عام الحديبية .. وقد كانت معجزة للأوّلين في هذا الأمر الغيبي الذي رأوه بعد سبع سنين من إخبار القرآن به .. فقال بعض الكفار الذين أسلموا : محمد عاقل وما هو مجنون ، لقد جعل دينه كله ومستقبله كله والإسلام كله مرهون بانتصار دولة مهزومة إنه حدد زمنا قريبا يكون في حياته فلو أنه مرت عشر سنوات ولم تنتصر الروم راح الإسلام وراح القرآن وراح محمد !!
وقد رأى الكفار النبي صلى الله عليه وسلم يرمي بثقله كله ، ويحدد هذا التحديد ويجزم هذا الجزم ولا تمر سبع سنوات إلا وقد تحقق لا يمكن أن يكون هذا من عند بشر ! هذا صنع الذي يحكم البشر فأسلم الكثير منهم!
وقد كنت قد التقيت مع واحد من أساتذة علوم الجيولوجيا في أمريكا اسمه البروفيسور - بالما - وهو من كبار علماء الجيولوجيا في أمريكا جاء في زيارة وجاء ومعه نموذج للكرة الأرضية بها تفاصيل الارتفاعات والانخفاضات وأعماق البحار وكم طول الارتفاع وكم عمقه كله مبين في التضاريس بالمتر محسوب ...
فلما جلس قلت له : عندنا عبارة في القرآن .. آية في القرآن تقول بأن منطقة بيت المقدس حيث دارت المعركة هي أخفض منطقة في العالم .. في آدنى الأرض .. لأن لفظ أدنى لفظ مشتق يأتي بمعنى أقرب أقول : أدنى إلى من الأخ .. أدنى بمعنى أقرب فأدنى تأتي بمعنيين بمعنى الأقرب ومعنى الأخفض .
فقلت له : الله قال في ( أَدْنَى الْأَرْضِ ) المفسرون السابقون أخذوا المعنى الأول من أدنى : أقرب فقالوا منطقة إلى بلاد العرب منظقة الأغوار في البحر الميت فهي أدنى الأرض بالنسبة لجزيرة العرب ، فقالوا : أقرب لكن الآية تشتمل على المعنى الثاني بمعنى الأخفض .
وقلت له : هي أخفض وأنا أعلم بأنها أخفض.
لكن أريده هو أن يقول فقال ذلك . لكن لما عرف أنها من القرآن قال : ليست أخفض الأرض فهناك منخفضات موجودة في هولندا ، وتحت مستوى البحر ومنخفضات كذا وأخذ يتذكر أخفض المناطق في العالم .
قلت له : أنا متأكد مما أقول .. استغرب الرجل وأنا أقول : أنا متأكد مما أقول .. هذه الكرة الأرضية التي فيها الارتفاعات والانخفاضات أدارها بسرعة فلما أدارها على منطقة بيت المقدس والمنطقة حولها وجد سهما طويلا خارجا من المنطقة ومكتوب بخط واضح أخفض منطقة في العالم !
فلما رآها قال : صحيح ! صحيح ! الأمر كما قلت .. إنها أخفض منطقة في الأرض ..
فهذا القرآن الكريم نزل بعلم الذي أحاط بكل شيء -سبحانه وتعالى