عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 69300 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
موضوع: كيف يكون صيامنا صحياً؟ الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 6:39 pm
كيف يكون صيامنا صحياً؟
بينا بعض فوائد الصوم الصحية، ولا بد من البيان ان المسلم يصوم تعبداً لله سواء ادرك حكمة الصوم وفوائده الكثيرة، او لم يدرك وسواء وجدت فيه او لم توجد لأي سبب كان. ولكن لا بد من الاشارة انه حتى يكون صومنا صحياً وتتحق ثمراته سواء في النفس او القلب او التربية او الجسم لا بد من اتباع برنامج متصل بهدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في السحور والامساك والافطار .. وبناء على ما عرف من الهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك، نجد العلماء يوجهون الصائم ان يفطر اولاً على تمرات 3 او 5 او 7 مع قليل من الماء، او بعض السوائل الساخنة ولا يكثر من التمر ويفضل ان يكون رطباً فان لم يجد فتمراً وذلك ان فوائد التمر كثيرة ففيه نسبة مرتفعة من السكريات التي يكون الجسم بحاجة لها مع كونه سريع التمثيل في الجسم. ان الافطار على التمر لما فيه من خصائص مفيدة للعقل والذاكرة والتركيز وتهدئة الاعصاب، يعتبر مكملاً لفوائد الصوم من تنشيط للجسم والدهن والتنقية من السموم وان تناوله مع الماء حسب الهدي النبوي يؤدي الى الشعور بالشبع النسبي والارتواء مما يعين على الصلاة وقطع الرغبة الجامحة في الطعام. ان مكونات التمر الاساسية هي:. 1- العناصر المعدنية من الفسفور والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والصوديوم. 2- فيتامينات أ و ب و د. 3- السكريات السهلة البسيطة وسهلة الامتصاص. وهذه المكونات فوائدها:. 1- مقو للكبد وملين للأمعاء واكله على الريق يقتل الدود ويقلل من الاصابة بالامساك. 2- يقلل من الشعور الشديد بالجوع ويهيء المعدة لاستقبال الطعام ومدر للبول ويغسل الكلى. 3- يهدئ من التهيج العصبي. وان غرام من التمر يعادل غرام من اللحم، وهو مادة تعطي الحديد اللازم للجسم والفسفور فيه يساعد على التفكير، ومجموعة مكوناته تساعد على الهدوء وعدم التهيج وعلى الراحة والاسترخاء اضافة انه مادة سهلة الامتصاص كامل الغذاء. ومن هنا تدرك لماذا يجعل النبي الافطار على التمر ولماذا قال الله للسيدة مريم وهزي اليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً . ثم وحسب الهدي النبوي ينهض الى صلاة المغرب، والاصل ان تكون في جماعة وذلك انك بعد ان تتناول التمر وتتحرك هذه الحركة اليسيرة نحو الصلاة ترتفع نسبة السكر في الدم خلال خمس دقائق مما يشعر بالانتعاش والهدوء ويصرف عنك الشعور بالجوع او النهم او الرغبة في الأكل الزائد كما قلنا بينما لو باشرت الطعام فور الافطار، فانك ستقبل عليه بنهم شديد مما يفقدك حكمة الصوم اذ تأكل كثيراً. ويستحب ان لا يكثر المرء من الطعام وما سبق يعين على تخيف حدة الرغبة فيه مقتصراً على نوع واحد ما امكن (رئيسي على الأقل) ومحققاً حديث رسول الله ثلث لطعام وثلث لشرابه وثلث لنفسه وقد ثبت ان التزام ذلك مما يساعد على تخفيف الوزن ومنع السمنة وعدم الاكثار من الطعام يساعد بعد ذلك على القيام بواجب صلاة العشاء جماعة واداء صلاة التراويح. واذا ما قام المسلم بأداء العشاء وصلاة التراويح فانها تكون سبباً للهضم المريح للطعام، بحيث لا تتحول الى دهون في الجسم، كما ثبت ان صلاة التراويح تساعد على منع امراض العمود الفقري. وفي حال التزام المسلم بنشاطه اليومي المعتاد وعدم اخلاده الى الكسل في النهار، فان ذلك كله سيستدعي منه ان يسارع وبعد ان يكون قد ادى صلاة التراويح وبذل جهوداً مشكوراً فيها ان يستدعي ذلك سرعة الاخلاد الى النوم وهذا يساعده ليقوم نشيطاً الى السحور ليصلى ما تيسر له من قيام الليل (التهجد) ويتسحر فان في السحور بركة ويستغفر (بالاسحار هم يستغفرون). وينصح هنا، ان يكون السحور خفيفاً كالحليب والتمر او مشتقات الحليب، وهكذا كان سحور رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عرفت بعض فوائد التمر خاصة وهو مع الحليب ومشتقاته غذاء كامل، وان كنت ممن يعاني من الصداع اثناء الصيام، فينصح بالبيض او البقوليات التي تحتوي على مستوى عال من البروتين مثل الفول والحمص. ومن المهم جداً ان لا ينام الصائم بعد السحور مباشرة، فان ذلك يؤدي الى انتفاخ المعدة والمعاناة من سوء الهضم فلا بد ان يمضي على الأقل ساعة بعد السحور ومن هنا، جاءت سنة المصطفى بالصلاة جماعة في الفجر ثم المكوث في المسجد الى طلوع الشمس.. ومن المهم جداً.. ان يمارس المسلم نشاطه اليومي المعهود لئلا يتحول الى شهر كسل ونفقد ثمرات الصوم وان لا نكثر من الطعام.