ثانيًا: الصلاة في المسجد الحرام :
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليهوسلم قال: "الصلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام".
وفي مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه بإسناد صحيح عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة في مسجدي أفضل من صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه".
معنى ذلك أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في المساجد الأخرى.
وقد قال أبو بكر النقاش في تفسيره: حسبت الصلاة بالمسجد الحرام فبلغت صلاة واحدة بالمسجد الحرام عمر خمس وخمسين سنة وستة أشهر وعشرين ليلة. فتح الباري (82/3) مثال: هب أنك صليت في مسجد غير المساجد المذكورة بالفضل العظيم تُرى كم سنة تصليها حتى تصل إلى مائة ألف صلاة ؟ تحتاج إلى 56 عامًا تقريبًا.
فإذا صليت في المسجد الحرام يومًا واحدا (5صلوات).
خمس فروض × 56عامًا = 280 عامًا في مسجدك.
25 فرضًا × 56 عامًا = 1400 عام.
معنى ذلكأنك إذا صليت في المسجد الحرام 25 فرضًا أو 25 صلاة لك أجر من صلى لله 1400 عاموالله أعلم.
قس على ذلك الصلاة في المسجد النبوي الشريف والمسجد الأقصى أعاده الله إلينا سالما.
ثالثا: صلاة النافلة في البيوت :
في الصحيحين عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: "صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلاالمكتوبة".
اعلم: أن صلاة النافلة في البيوت أفضل من صلاتها في المسجدالحرام والمسجد النبوي وإليك أقوال بعض العلماء:
1- قال ابن حجر في الفتح (82/3): قوله صلى الله عليه وسلم أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ويمكن أن يقال لا مانع من إبقاء الحديث على عمومه فتكون صلاة النافلة في بيت بالمدينة أو مكة تضاعف على صلاتها في البيت بغيرهما وكذا في المسجدين وإن كانت في البيوت أفضل مطلقًا.
2- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم : صلوا أيها الناس في بيوتكم. فأمر أن يصلى في البيت فإن صلاة المرء في بيته أفضل إلا المكتوبة فدل ذلك على أن الإنسان ينبغي له أن تكون جميع رواتبه في بيته سواء لرواتب أو صلاة الضحى أو التهجد أو غير ذلك حتى في مكة والمدينة الأفضل أن تكون الرواتب في البيت أفضل من كونها في المسجد، في المسجد الحرام أوالمسجد النبوي لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا وهو في المدينة والصلاة في مسجده خير من ألف صلاةإلا المسجد الحرام وكثير من الناس الآن يفضل أن يصلي النافلة في المسجد الحرام دون البيت وهذا نوع من الجهل.
شرح رياض الصالحين (247/3 )
نوافل مستثناه :
قال الشيخ - صفوت نور الدين رحمه الله: من فقه الحديث الانتقال لصلاة النفل في البيت أفضل ولو كان بالمسجد الحرام وهذا في غيرالمعتكف والمبكر لصلاة الجمعة والخائف من فوات الوقت أو الخائف من دخول الكسل عليه أو من يجلس لتعليم أو تعلم أو مريد السفر والقادم من سفر وذلك في غير الصلوات التيتسن فيها الجماعة كالاستسقاء والعيدين والكسوفين وكركعتي الطواف وتحية المسجد.
مجلة التوحيد شوال ص15 - 1415
فوائدصلاة النافلة في البيوت :
1- فضل من صلاة النافلة في المسجد الحرام الذي فيه الصلاة بمائة ألف صلاة.
2- تعليم أهل البيت الصلاة من زوجة وأولاد الاقتداء به في ذلك.
3- طرد الشياطين من البيت وتقليل المشاكل.
4- غسل القلبقبل الفرض وصقل له وترويض له حتى يصلي الفرض بخشوع.
5- أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء أمام الناس.
6- سد العجز والخلل في صلاة الفريضة.
في سنن الترمذي وغيره وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب (541) عن أبي هريرة رضي الله عنهقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر وإن انتقص من فريضته قال الله تعالى انظروا هل لعبدي من تطوع يكمل به ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك".
هيا نتاجر مع الله الغني الكريم هذه فرص للتجارة مع الله عز وجل تجارة رابحة بالآلاف والملايين والبلايين من الحسنات قال تعالى في سورة فاطر إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا ممارزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور , ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور فاطر:29،30