مجزرة مروعة يرتكبها الاحتلال بحق أسرة بحي الزيتون ثلاثة أطفال من بين شهداء مجزرة حي الزيتون (رويترز)
|
حين ترابط الآليات العسكرية الإسرائيلية قبالة أحد الأحياء السكنية المكتظة بغزة, يدرك السكان بحدسهم أن مجزرة ستحدث, وهذا بالتحديد ما خبره الفلسطينيون في القطاع على مدى عقود من الاحتلال خاصة في السنوات القليلة الماضية التي شهدت عدة اجتياحات و
مجازر إسرائيليةكثيرة خلفت آلاف الشهداء والجرحى.
وقد حصل هذا السيناريو يوم الأحد في حي الزيتون الواقع جنوب شرق مدينة
غزة والذي شهد واحدة من المجازر المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في إطار الاجتياح البري الذي بدأ مساء السبت الماضي, والتي أسفرت عن استشهاد عائلة من سبعة أفراد تنتمي إلى عائلة أوسع بالإضافة إلى عشرات الجرحى من النساء والأطفال والرجال.
المجزرة الجديدة التي استهدفت عائلة السموني وسقط فيها ما لا يقل عن سبعة شهداء هم الوالدان وخمسة أطفال, كانت -وفقا لشهود عيان- عملية إبادة حقيقية, أراد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن توقع أكبر عدد ممكن من الضحايا.
وقال نائب السموني (25 عاما) إن قوات الاحتلال التي توغت شرق حي الزيتون "قامت بتجميع عشرات الأسر من عائلاتنا السموني في بيت واحد مساحته 180 مترا مربعا، ومن ثم قامت بدكنا بالقذائف لمدة عشر دقائق حتى سقطنا جميعا بين جريح وشهيد".
إعدام جماعي
|
مستشفى الشفاء يستقبل يوميا جثت أطفال استشهدوا في القصف الإسرائيلي (الفرنسية)
|
وأضاف المواطن الفلسطيني, الذي نكبته القوات الإسرائيلية بإبادة عائلته، أنه "بعدما قامت قوات الاحتلال بإمطارنا بهذا العدد من القذائف، تحوّل البيت إلى بركة من الدماء، فمنّا من مات على الفور، ومنّا من ظل جريحا يصارع الموت حتى فارق الحياة بعد ساعات".
وأكد السموني أن قوات الاحتلال منعت الإسعاف من الوصول إلى أفراد العائلة المستهدفة رغم المناشدات العديدة التي وجّهوها للصليب الأحمر حيث ظلوا ينزفون لمدة أربع وعشرين ساعة قبل أن تتمكن سيارات الإسعاف صباح اليوم الاثنين من الوصول إليهم وإجلائهم.
وقال نائب السموني كاشفا النقاب عن بعض تفاصيل المجزرة المروعة الجديدة "استشهدت زوجتي حنان وطفلتي هدى ووالدتي رزقة البالغة من العمر ستين عاما كما استشهد معظم إخواني وأبناء عمي وأبناؤهم".
وروى الطبيب هيثم دبابش الذي يعمل ضمن الطواقم الطبية بمستشفى الشفاء بغزة أنه منذ أن تمّ قصف عائلة السموني يوم الأحد جرت اتصالات عاجلة مع الصليب الأحمر في محاولة لتمكين الإسعاف من الوصول إلى المنطقة بهدف إنقاذ هذه العائلة، "ولكنهم لم يتمكنوا من دخول المنطقة إلاّ صباح الاثنين".
واتضح حجم المجزرة والفاجعة لحظة وصول الطواقم الطبية إلى تلك المنطقة التي قصفها جيش الاحتلال حيث كان الشهداء والجرحى على الأرض وسط الركام.
وأضاف الطبيب الفلسطيني أن ما حدث بحي الزيتون "كان إعداما جماعيا بدم بارد", مضيفا أن قسم الاستقبال في مستشفى الشفاء لم يتسع لهؤلاء المواطنين المنكوبين وعددهم سبعون حينما وصلوا بين شهيد وجريح.