نظم الاستزراع السمكي:
لا يوجد نظام محدد وثابت لتقسيم نظم الاستزراع السمكي، بعض منها يتم تقسيمه على أساس كثافة الأسماك في المياه، وبعض منها على أساس التعرض للعوامل البيئية.
التقسيم على أساس كثافة الأسماك في وحدة المساحة، يتم تقسيم نظام الاستزراع السمكي إلي:
1- الاستزراع النمطي Extensive culture system:
وهو النوع السائد في البلدان النامية حيث يعتمد فيه على الطبيعة من حيث مصدر الغذاء ولا يستخدم فيه أي أغذية إضافية، وتكون كثافة الأسماك في الأحواض منخفضة جدا. وفي هذا النوع يكون المحصول السمكي منخفض ولكن يلاحظ أن تكلفة الإنتاج منخفضة جدا. تكلفة الإنشاء منخفضة جدا وكذلك قلة عدد العمالة المطلوبة وكذلك لا يتطلب نوعية متخصصة من العمالة. وهذا النوع لا يمكن استخدامه في حالة قلة الموارد المتاحة مثل الأرض والمياه. وهذا النظام من الاستزراع السمكي يتم في الأحواض الترابية فقط. في هذا النظام تزداد الحاجة إلي استخدام المخصبات (الأسمدة) سواء العضوية (مخلفات الحيوانات والدواجن) أو المعدنية لزيادة نمو وتكاثر الغذاء الطبيعي في الأحواض.
2- الاستزراع شبه المكثف Semi-intensive culture system:
وهذا النوع يتميز بزيادة القدرة الإنتاجية وكذلك الاستفادة من الموارد المتاحة بدرجة مناسبة، وهنا يتم إتباع بعض الأساليب الفنية حيث يتطلب عمارة مدربة وكذلك زيادة رأس المال. وهنا يمكن تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة بدرجة جيدة أفضل من النظام السابق مما يزيد من المحصول السمكي وذلك بزيادة كثافة الأسماك في الأحواض مما يتطلب توفر الغذاء الجيد لمواجهة احتياجات الأسماك حتى تصل إلى وزن التسويق المناسب في أقل وقت ممكن. وفي هذا النظام يتم الاعتماد على الغذاء الطبيعي بجانب الغذاء الصناعي (التكميلي) لسد النقص في العناصر الغذائية التي لم تتوفر من الغذاء الطبيعي نظرا لزيادة الكثافة في وحدة المساحة.
3- الاستزراع المكثف Intensive culture system:
وفي هذا النوع يتم الاستفادة من الموارد الرئيسية المتاحة بدرجة كبيرة جدا حيث يتم الحصول على معدل مرتفع من الإنتاج (توسع رأسي). وهذا النظام يتطلب تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة بدرجة عالية وكذلك ارتفاع مستوى التحكم البشرى ممثل في إدارة المزرعة وكذلك العمالة الفنية المتخصصة. وهذا النوع يتطلب رأس مال مرتفع جدا، مع توفر الغذاء الجيد الذي يتناسب مع معدل نمو الأسماك في كل مرحلة على حدة مع توفر وسائل تهوية مناسبة، حيث يتطلب هذا النوع زيادة عدد الأسماك في وحدة المساحة حتى نحصل على معدل إنتاج مرتفع جدا وكذلك الحصول على أسماك جيدة (كبيرة الحجم) حيث تباع بأسعار مرتفعة مما يزيد من العائد الاقتصادي. وفي هذا النظام يكون المصدر الأساسي وقد يكون الوحيد للتغذية هو الغذاء الصناعي. وهنا يجب ملاحظة أن زيادة كثافة الأسماك وزيادة عمليات التغذية يزيد من عمليات التمثيل الغذائي مع زيادة عمليات الإخراج مما يقلل من جودة المياه مما يتطلب معه زيادة معدل تغيير المياه مع استخدام طرق التهوية لزيادة كميات الأكسجين الذائب في الماء.
4- الاستزراع عالي التكثيف Hyper-intensive culture system:
وهذا النوع ينتشر في مناطق قليلة من العالم، في هذا النوع يتم تعظيم الاستفادة من الموارد الرئيسية لأعلى درجة ممكنة، وفيه يتم التحكم في كل عناصر المنظومة الإنتاجية بدرجة عالية الدقة، وهو يتطلب نوعية خاصة من الإدارة وكذلك العمالة الفنية الجيدة مع زيادة رأس المال. وهنا يتم زيادة المحصول السمكي لوحدة المساحة. وغالب يتم استخدام هذا النوع مع انخفاض الموارد الرئيسية مثل الأرض والماء. وهو يتطلب الجودة عالية للماء مع نظام تهوية وتدفئة جيد جدا مع تغيير مستمر للماء في الحوض للمحافظة على جودة الماء.
التقسيم على أساس تعرض الأسماك للعوامل البيئية، يتم تقسيم نظام الاستزراع السمكي إلي:
1- النظام المفتوح Open system:
وهو من أقدم نظم الاستزراع السمكي في العالم، وهو لا يحتاج لدفع غزير للمياه في الأحواض حيث يتم الاحتفاظ بالأسماك في مياه البحر مباشرة أو في الأنهار أو في البحيرات. ويلاحظ في هذا النظام أن تكلفة الإنشاء تكون منخفضة جدا أو معدومة، مع قلة الاحتياجات الرعاية في هذا النظام. وهناك بعض العيوب لهذا النظام منها عدم السيطرة على الأمراض وكذلك عدم التحكم في المفترسات (الطيور والحيوانات التي تتغذي على الأسماك)، ويلاحظ أن معدل النمو منخفض جدا عند المقارنة مع النظم الأخرى. ومن أمثلة هذا النظام الأقفاص العائمة.
2- النظام شبه المغلق Semi-closed system:
وهو النظام الأكثر شيوعا في مجال الاستزراع السمكي. وفيه يتم الاعتماد على المياه من المصادر الطبيعية مثل البحار والأنهار والبحيرات. وهذا النظام يتميز عن النظام المفتوح بالتحكم في الظروف المحيطة بالأسماك مما يزيد من معدل الإنتاج لوحدة المساحة مع تناسق معدل النمو مما ينتج عنه أسماك متجانسة في الحجم مع زياد معدل النمو وذلك للأسباب الآتية:
- يمكن استخدام الغذاء المصنع بطريقة أفضل.
- يمكن التحكم في درجات الحرارة نوعا.
- يمكن التحكم في حجم وسرعة الماء في التصميم.
- يمكن زيادة معدل التهوية في الماء بسهولة.
- يمكن التحكم في المفترسات وتقليل ضررها.
- يمكن ملاحظة الحالة الصحية للأسماك والتحكم في مسببات الأمراض.
ولكن من عيوب هذا النظام عن النظام الفتوح هو زيادة تكلفة الإنشاء مع زيادة معدل تكلفة إجراء العمليات الأساسية في المزرعة. ونظرا لزيادة كثافة الأسماك في هذا النظام يمكن أن يؤثر ذلك علي جودة الماء مع زيادة فرصة ظهور الأمراض في الحوض. ومن أمثلة هذا النظام الأحواض الترابية والأسمنتية والقنوات المائية المدرجة (Raceway).
3- النظام المغلق Closed system:
في النظام المغلق يتم التحكم في كميات المياه المستخدمة ولا يتم تغيرها ولكن يتم إعادة ترشيح المياه لاستخدامها مرة أخرى. ويتم زيادة كثافة الأسماك إلى أعلى معدل وذلك لزيادة معدل الاستفادة من الموارد المتاحة من مياه وأرض. من مميزات النظام المغلق عن باقي الأنظمة ما يلي:
- يمكن تنظيم درجات الحرارة بدقة عالية مع انخفاض تكلفة ذلك على العكس ما هو في النظام شبه المغلق.
- لا توجد أي طفيليات أو مفترسات.
- الظروف البيئية لا تشكل أي عقبة.
- جمع الأسماك في موسم الحصاد يتم بسهوله مطلقة.
- يمكن إضافة الغذاء وكذلك العقاقير بدقة وسهولة مطلقة.
من أمثلة هذا النظام الخزانات (Tanks).