منتدى حسب الله المدير
عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 69300 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: كيف نستقبل رمضان ؟؟ الأربعاء أغسطس 19, 2009 5:53 pm | |
| كيف نستقبل رمضان ؟؟ بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد.. قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[البقرة:183]
وقال عز وجل{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [البقرة: 185]
فإن صيام شهر رمضان من الفرائض التي فرضها الله عز وجل وهو ركن من أركان الإسلام، في الحديث المتفق عليه من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ».
فهذه رسالة في كيف نستقبل رمضان وكيف نستثمر أوقاته في طاعة الله والقيام له عز وجل، نسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
أخي الحبيب.. أيام تمر وساعات تُقضى وفي النهاية يأتي الأجل المحتوم! فما لنا لا نقف مع أنفسنا وخاصة قبل دخول موسم الطاعة وفرصة العمر، أيام قلائل ويأتي شهر رمضان! وما أدراك ما رمضان؟ شهر أوله رحمة وإحسان، وأوسطه عفو من الله وغفران، وآخره فكاك وعتق من الجحيم والنيران...
شهر رمضان: يقول عنه النبي –صلى الله عليه وسلم- :« رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه" وفي رواية "خاب وخسر كل من أدرك رمضان ولم يُغفر له ذنبه »
فما هو استعدادنا لرمضان؟ لقد استعد أهل الفن بالفوازير والأفلام، واستعد أهل الترف بألوان الطعام، فما هو استعداد من يريد سُكنى الجنان مع خير الأنام؟!
يا باغي الخيـر أقبـل الوصية الأولى (التوبة) أول ما ينبغي علينا فعله: توبة نصوح وندم شديد على ما مضى من الذنوب والأوزار.
فيا أخي المسلم، ويا أختي المسلمة. * هل أحسست يوماً أن الأرض قد ضاقت عليك بما رحُبت وضاقت عليك نفسك .. وانتابك الهم والحزن والعجز والكسل، فلم تدر أين المفر؟
* هل ساءت علاقتك بمن حولك من أقاربك وأصحابك وأهلك وجيرانك؟
* هل تشعر بعدم البركة في حياتك أو في مالك أو في وقتك أو في تدبير معيشتك؟
* هل لاحظت ما يصيبنا هذه الأيام –أفراداً وجماعات- من مصائب وكوارث، وأمراض وطواعين، وزلازل وفيضانات، وكربات وابتلاءات؟
مهلاً يا صاحب الذنب الثقيل – هذه بعض آثار الذنوب والمعاصي. فالمعاصي ماتزال بصاحبها حتى تضيق صدره ويقسو قلبه، ويعظم همه، ويزداد حزنه وتتضاعف حيرته، ويتمنى أن يموت فراراً من عذاب الدنيا وضنكها، فكيف بعذاب الآخرة؟!
انتبه يا صاحب الذنب الثقيل فالمعاصي تزيل النعم وتجلب النقم وتسود الوجه وتظلم القلب وتوهن البدن وتنقص الرزق!
يا صاحب الذنب الثقيل.. أبشر فقد تاب قاتل النفس! وتاب شارب الخمر! وتاب فاعل كذا وكذا. أتيأس من رحمة ربك؟ فإن ربك واسع المغفرة.
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر: 53]
فما بينك وبين أن تتوب إلا أن تترك الذنوب.. فعلام تدخل النار؟ يا صاحب الذنب الثقيل .. أبشر وأقبل ...
ها هو رمضان يلوح ويقترب، وأعناق المذنبين تشرئب، وها هي التوبة معروضة ومواسم الطاعات مشهودة، فلئن كنت قد أتعبتك المعاصي وأثقلتك الذنوب فاعلم أن لك رباً يريدك أن تتوب { وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }[النساء:110]. وفي الحديث: « يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي ».
فيا أيها العاصي.. تب إلى الله توبة نصوحاً واندم ندماً شديداً على ما فعلت من المعاصي والذنوب! كيف عصيته وأنت فوق أرضه التي خلق؟! وتحت سمائه التي فتق! تتنفس من هوائه! وتأكل وتشرب من نعمه وآلائه! وتعصيه بأعضائك التي أعطاها لك وحرمها غيرك! أفٍ لك!! هل تستطيع أن تتحمل خيانة من ربيته وأنعمت عليه؟ وأنت لم تخلقه؟
يا لها من نعمة عليك عظيمة أن أمهلك الله حتى هذه اللحظة لتتوب ولم تختطفك ملائكة الموت وأنت على عصيانك فتُلقى في النار!.
اخلُ بنفسك! اعترف بذنبك! ناج ربك! اعصر القلب وتألم! واترك دموعك تسيل على خديك وأنت تذكر غدراتك وهفواتك،وعصيانك وآثامك التي ارتكبتها في حق ربك، الذي لم يزل لك ساتراً ومُنعماً ومُتفضلاً! طهّر قلبك من أوساخ الذنوب وأدران المعاصي وظلمات الشهوات حتى يكون جديراً بأن يكون محطاً لرحمة الله.
أما الوصية الثانية (شكر نعمة بلوغ رمضان) فعليك أن تشكر الله على نعمة عظيمة أسداها إليك، بأن مدّ في عمرك حتى تستفيد من هذا الشهر بأنواع الطاعات المختلفة والقربات المتنوعة، فكم من قلوب اشتاقت إلى لقاء رمضان لكن أصبحت تحت التراب، وكم من مرضى وأسرى على الأسرة البيضاء لا يستطيعون الصيام والقيام، فالحمد لله على نعمة الحياة والصحة والعافية، فإذا عرف العبد هذه النعمة وشكرها، حفظها الله. كما قال أحد السلف "قيدوا نعم الله بشكر الله" فإذا أنعم الله على العبد بنعمة فاستخدمها في طاعته وشكره عليها، حفظها له وزاد له فيها، وإذا لم يشكرها أو استخدمها في معصيته، سلبها منه وقلبها عليه نقمة وعذاباً.
أما الوصية الثالثة (تعلم أحكام رمضان) عند بداية الشهر تعلّم ما لابد منه من فقه الصيام، وأحكامه وآدابه، والعبادات المرتبطة برمضان من اعتكاف وعمرة وزكاة فطر وغيرها لقوله –صلى الله عليه وسلم- :« طلب العلم فريضة على كل مسلم ».
الوصية الرابعة (العزم والهمة العالية) عقد النية والعزم الصادق والهمة العالية على صلاح القول والعمل والاجتهاد في الطاعة والذكر وتعمير رمضان بالأعمال الصالحة، وإعطاء الصيام والقيام حقه، قال تعالى { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }[محمد:21]
وما عزم عبد على طاعة الله ونوى بقلبه أن يؤديها فحال بينه وبينها حائل إلا بلغه أجرها. وكم من أناس ماتوا في أوائل رمضان. هنيئاً لهم إن كانوا عقدوا النية الصالحة في أول الشهر على الطاعة والاجتهاد، فأخلص لله عز وجل في العبادة والنية فإنك لا تدري متى ستموت والله عز وجل يعطي العبد من الخير على قدر نيته وإخلاصه.
الوصية الخامسة (أيام معدودات) استحضار أن رمضان كما وصفه الله عز وجل أيام معدودات، سرعان ما يولّي، فهو موسم فاضل ولكنه سريع الرحيل، واستحضار أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة تذهب أيضاً، يبقى الأجر وانشراح الصدر، فإن فرّط الإنسان ذهبت ساعات لهوه وغفلته، وبقيت تباعها وأوزارها! وعن قريب وبعد غد نلتقي في العيد –إن شاء الله- وقد مرّ رمضان كالبرق، فاز من فاز وخسر من خسر!...
الوصية السادسة (استلهام المواعظ والعبر من ذلك الشهر المبارك) فتتذكر بصيامه الظمأ يوم القيامة، وما أشبه الدنيا بنهار رمضان والآخرة بساعة الإفطار، وما أجمل الفرحة عند الإفطار، وما أحلاها عند أخذ الكتاب باليمين وصدق –صلى الله عليه والسلم- القائل :« للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه ».
فهلا جعلنا حياتنا صوم عن المعاصي والشهوات، وإفطارنا عند الله يوم القيامة. وتتعود في نهار رمضان على الصبر والاجتهاد وتزهد في الحلال لتتعلم كيف تزهد في الحرام بعد رمضان، وتتعلم الإخلاص لأن الصيام سر بين العبد وربه، فلا نترك الإخلاص في كل حركاتنا وسكناتنا، فإذا خرجنا من بيوتنا لصلاة القيام ينبغي أن نخلص لله، وألا يكون في قلوبنا إلا الله، فبهذه النية فقط تُرفع الدرجات وتُمحى السيئات.
ونتذكر في رمضان بصومنا إخواننا المسلمين البائسين المحرومين الذين يصومون طوال حياتهم بفقرهم. فتنبعث من القلب بواعث الجود والكرم.
الوصية السابعة (للقائمين الذين يرجون رحمة رب العالمين) احرص على الاجتهاد في القيام وإياك أن تمل من طول القيام، ساعات قصيرة وينتهي رمضان، فاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر، وكم من إمام بحثت عنه لقصر صلاته باعد بينك وبين الجنة وأنت لا تدري، فلا تبخل على نفسك الخير، فهذا من علامات الحرمان، قال –صلى الله عليه وسلم- :« من قام رمضان إيمناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ». وقال أبو ذر –رضي الله عنه- :"قمنا مع النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح (أي الفجر)".
الوصية الثامنة (قراءة القرآن في شهر القرآن) وأما القرآن فلا تتركه من يدك إن استطعت فالصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة فقد كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليالٍ وبعضهم في كل سبع وبعضهم في كل عشر، وكان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومُجالسة أهل العلم ويُقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكذا سفيان الثوري وكان الأسود يقرأه كله في ليلتين وكان للشافعي ستون ختمة في رمضان...
الوصية التاسعة (الاعتكاف وليلة القدر) احرص على الاعتكاف والاجتهاد في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر. قال الإمام الزهري :"عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي –صلى الله عليه وسلم- ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله –عز وجل-".
الوصية العاشرة (الأذكار) الاجتهاد في حفظ الأذكار والأدعية المطلقة منها والمقيدة وخاصة المتعلقة برمضان، استدعاء للخشوع وحضور القلب، واغتناماً لأوقات إجابة الدعاء في رمضان، والاستعانة على ذلك بدعاء :"اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
وهذه بعض الأذكار الثابتة المتعلقة بوظائف رمضان: • كان –صلى الله عليه وسلم- يقول إذا رأى الهلال :« اللهم أهلّه علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله ».
• كان إذا رأى القمر قال وأمر السيدة عائشة أن تقول :« أعوذ بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب ».
• وكان إذا صام فأراد الفطر دعا وقال :"« ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ».
• وكان ابن عمر –رضي الله عنهما- يقول عند فطره :"اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شئ أن تغفر لي".
الوصية الحادية عشر (احذر الذنوب) احذر نفسي وإياك من صغائر الذنوب في رمضان، لأن العصيان في هذا ليس كسائر الشهور وذلك لحرمته ومكانته بين الشهور! وكيف تتقرب إلى الله بترك المباح ثم تنظر إلى الحرام، وتتكلم بالحرام، وتستمع إلى الحرام؟!
يا باغي الشر أقصر إن أول شر يرتكبه أهل الغفلة وبُغاة الشر هو أنهم يستثقلون هذا الشهر ويعدون أيامه ولياليه وساعاته، لأن رمضان يحجب عنهم الشهوات ويمنعهم من الملذات.
هذا لأهل الغفلة قديمًا وباقي فلولهم حديثًا، أما معظم أهل الغفلة في زماننا فإنهم يستقبلونه استقبالاً آخر وكأنهم لا يستقبلون ركنًا من أركان الإسلام! يستقبلونه إما بالفوازير والأفلام والسهر حتى الصباح وإما بألوان الطعام يأكلونه حتى التخمة، وإما أنه عادة موروثة ينامون نهاراً ويأكلون ليلاً!! فهذا نداء إلى كل الشاردين البعيدين عن الله في شهر رمضان، أن يكفوا عن هذه المعاصي توقيراً وتعظيماً لحرمة الله. ولا يغتروا بحلم الحليم فإنه إذا غضب لا يقم لغضبه شيء. { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }[هود:102]
* يا متعمد الإفطار في رمضان .. أقصر ففي الحديث الصحيح :« بينما أنا قائم أتاني رجلان، فأخذا بعضدي فأتيا بي جبلاً وعراً، فقالا: اصعد. فقلت: إني لا أطيقه. فقالا: سنسهله لك. فصعدت، حتى إذا كنت في سواد الجبل إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: "هذا عواء أهل النار، ثم انطلقا بي، فإذا أنا بقوم معلقون بعراقيبهم مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً، قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ».
فإذا كان هذا وعيد من يفطرون قبل غروب الشمس ولو بدقائق معدودات، فكيف بمن يفطر اليوم كله؟! قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- :"من أفطر متعمداً بغير عذر كان تفويته لها من الكبائر"
وقال الحافظ الذهبي –رحمه الله- :"وعند المؤمنين مقرراً أن من ترك صوم رمضان بلاعذر أنه أشر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشُكّون في إسلامه، ويظنون به الزندقة والإخلال".
* يا تارك الصلاة .. أقصر.. وأعظم بغاة الشر في رمضان تارك الصلاة الذي لا يتوب من جريمة كبرى، قال الله –سبحانه- في شأن تاركها: { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }[المدثر:42-43]
وفي الحديث الصحيح: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر » وأيضاً :« بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ».
وقال الإمام ابن حزم –رحمه الله- :« لا ذنب بعد الشرك أعظم من ترك الصلاة حتى يخرج وقتها، وقتل مؤمن بغير حق ».
وقال الإمام ابن القيم –رحمه الله- :"لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمداً من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وإن إثمه عند الله أعظم من قتل النفس وأخذ الأموال، ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر، وإنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة". يا تاركاً لصلاته إن الصلاة لتشتكــــي وتقول في أوقاتها الله يلعــن تــاركـي
| |
|
منتدى حسب الله المدير
عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 69300 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: رد: كيف نستقبل رمضان ؟؟ الأربعاء أغسطس 19, 2009 5:57 pm | |
| * يا أيتها المتبرجة .. أقصري.. ومن بغاة الشر في هذا الشهر الكريم المتبرجات بزينة اللائي لا ينوين التوبة من هذه الكبيرة، بل يبغون الفساد بالإصرار على إظهار الزينة للأجانب من الرجال والخروج إلى الأسواق والطرقات والمجامع متعطرات متطيبات، كاسيات عاريات... فاتق الله يا أمة الله في نفسك وفي عباد الله الصائمين، ولا تكوني رسول الشيطان إليهم لتفسدي قلوبهم، وتشوشي صيامهم، بل قري في بيتك، فإن خرجت ولابد فاستتري بالحجاب الكامل وتأدبي بآداب الإسلام.
أختي المسلمة: احذري من التبرج فإن التبرج كبيرة موبوقة.. يجلب اللعان والطرد من رحمة الله.. التبرج صفة من صفات أهل النار.. التبرج سواد وظلمة يوم القيامة... التبرج نفاق وفاحشة.. التبرج تهتك وفضيحة.
وهذا كله ثابت بالأحاديث الصحيحة ومنها: قوله –صلى الله عليه وسلم- :« سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات ».
ومنها قوله –صلى الله عليه وسلم- :« خير نسائكم الودود الولود، المواتية، المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المترجلات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهم إلا مثل الغراب الأعصم ». فاحذري من التبرج فإنه الطريق إلى النار.
* يا أهل الفن والإعلام .. أقصروا.. إن رمضان فرصة ثمينة للتوبة والإنابة إلى الله –عز وجل-، وأنتم تحولونه إلى فرصة لنشر الفساد وإشاعة الفواحش، فانضموا إلى صفوف أولياء الله المتقين، وسخّروا الإعلام في خدمة الدين، وإشاعة المعروف والنهي عن المنكر، ذكّروهم بالقرآن والسنة، ولا تشغلوهم بالأغاني والمسلسلات، والفوازير والراقصات، قبيح بكم أن تبارزوا ربكم في شهره الكريم وتُكثّفوا حربكم على الدين والأخلاق، كأنكم تشفقون من بور تجارتكم الشيطانية في هذا الشهر المبارك، فتضاعفوا من مجهودكم لتصدوا الناس عن سبيل الله –عز وجل- وتبغونها عوجاً.
إن المنادي يناديكم من أول ليلة في رمضان.. أقصروا يا بغاة الشر.. فإن أصررتم فإن ربكم لبالمرصاد، قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ }[النور:19]
ويا أيها المسلمون الصائمون: فروا من الفيديو والتلفاز والصحف الفاسدة فراركم من الأسد. إن الفنانين هم قطاع الطريق إلى الله إنهم ممن قال الله فيهم { أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ }[البقرة:221] وقال {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً}[الكهف:28]
وقال { إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى }[طه:15-16]
وقال عنهم { وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }[النساء:27].
فتذكر يا عبد الله الصائم قوله –تبارك وتعالى- { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }[الإسراء:36].
وأهل الفن يدعونك إلى زنا العين، وزنا الأذن، فكيف تطاوعهم وأنت مسلم؟! الأولى بك أن تبغضهم في الله، لأن عدو حبيبي عدوي!
وكيف تشاركهم وأنت صائم؟! وكيف لا تقول إذا دعتك الشياطين لهذه المعاصي "إني صائم ، إني صائم"؟!
كيف تحرم نفسك من الحلال ثم تستبيح ما هو حرام قطعاً؟! ألا ما أصدق قول الصادق المصدوق :« رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ».
فيا عاكفين أمام الممثلات والراقصات { إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ }[الأنبياء:53]
وأين أنتم من عباد الرحمن { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً }[الفرقان:72]، { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }[المؤمنون:3].
لقد بيّن الله –سبحانه وتعالى- الحكمة من تشريع الصيام في قوله –جل وعلا- { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[البقرة:183]. هل أنتم تحصّلون التقوى من وراء هذا الإعلام؟!
* يا أصحاب المقاهي ومحلات الفيديو وأشرطته.. أقصروا.. اتقوا الله يا أصحاب المقاهي، ولا تفتحوا المجال أمام المسلمين للبعد عن المساجد، بل احملوهم على الطاعة والله –عز وجل- هو الذي يرزقكم... يا أصحاب المقاهي .. هل تعطون الطريق حقها؟! ففي الحديث :« إياكم والجلوس على الطرقات، فإن أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها، غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ».
فأين هذه الحقوق؟! أم إنكم تأمرون بالمنكر وتنهون عن المعروف؟! • اتقوا الله يا أصحاب محلات الفيديو وأقصروا! كم تملأون بيوت المسلمين بالفحش والخلا؟ فتطردون ملائكة الرحمن وتأتون بأفواج الشياطين؟ كم أوقدتم من نيران الشهوات في قلوب الشباب والفتيات بسبب أشرطتكم وما فيها من مناظر؟! بل كم من جرائم الزنا والاغتصاب اُتُكبت وكنتم أنتم السبب فيها! أكُل هذه الأوزار من أجل دراهم معدودة تأتي من الحرام؟!
فلا بارك الله فيها، وتتركون أسباب الرزق الحلال الواسعة. أخشى والله عليكم أن تكونوا من أهل هذه الآية { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }[النحل:25]
جدول يومي في رمضان أخي الحبيب: احرص على هذا الجدول اليومي لتحصل على أكبر قدر من الحسنات والله يوفقني وإياك...
1- الإقلال من الكلام مع الناس إلا في الذكر وتلاوة القرآن.
2- احرص على الجلوس أكبر وقت ممكن في المسجد.
3- أكثر من الصدقة في رمضان؛ فأفضل الصدقة في رمضان ومن أفطر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئًا.
4- لا تكثر من الأكل عند الإفطار حتى تستطيع القيام واجعل وجبتك الرئيسية بعد صلاة التراويح لتنام بعدها قليلاً، واحرص على ساعة القيلولة ولا تجهد نفسك نهارًا بما لا يفيد لتستطيع قيام الليل.
5- لا تكثر من النوم في رمضان؛ فإن كثرة النوم تتركك فقيرًا من الحسنات، وسوف ينتهي رمضان وأين هي راحة أولئك وتعب هؤلاء؟! ذهبت وما بقيت إلا الحسنات أو السيئات، واعلم أن مقامك في الدنيا قليل والمكث في القبور طويل.
وأخيراً ... لتكن عالي الهمة في العبادة والتقوى والخشية والإنابة والصيام والقيام وتلاوة القرآن والدعاء والدعوة وإن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل. قيل للإمام أحمد :"متى يجد العبد طعم الراحة؟" قال :"إذا وضع قدمه في الجنة".
وقد أجمع العقلاء أنه لا سعادة لمن لا هم له ولا راحة لمن لا تعب له، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، فاتعب قليلاً لتسترح طويلاً واصبر قليلاً من أجل الجنة. فيا شموس التقوى والإيمان اطلعي، ويا صحائف أعمال الصالحين ارتفعي، ويا قلوب الصائمين اخشعي، ويا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي، ويا عيون المتهجدين لا تهجعي، ويا دوع التائبين لا ترجعي، ويا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس أقلعي، ويا همم المُحبين بغير الله لا تقنعي، ويا همم المؤمنين أسرعي، فطوبى لمن أجاب فأصاب وويل لمن طُرد عن الباب فخاب. | |
|
منتدى حسب الله المدير
عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 69300 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: رد: كيف نستقبل رمضان ؟؟ الأربعاء أغسطس 19, 2009 5:58 pm | |
| حال المسلم في رمضان ما هي الكلمة التي توجهونها للمسلمين بمناسبة دخول شهر رمضان؟
الحمد لله
قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185] هذا الشهر المبارك موسم عظيم للخير والبركة والعبادة والطاعة.
فهو شهر عظيم، وموسم كريم، شهر تضاعف فيه الحسنات، وتعظم فيه السيئات، وتفتح فيه أبواب الجنات، وتقفل فيه أبواب النيران، وتقبل فيه التوبة إلى الله من ذوي الآثام والسيئات. شهر أوله رحمه، وأوسطه مغفره، وآخره عتق من النار.
فاشكروه على ما أنعم عليكم به من مواسم الخير والبركات، وما خصكم به من أسباب الفضل وأنواع النعم السابغات، واغتنموا مرور الأوقات الشريفة والمواسم الفاضلة بعمارتها بالطاعات وترك المحرمات تفوزوا بطيب الحياة وتسعدوا بعد الممات.
والمؤمن الصادق كل الشهور عنده مواسم للعبادة والعمر كله عنده موسم للطاعة , ولكنه في شهر رمضان تتضاعف همته للخير وينشط قلبه للعبادة أكثر ، ويقبل على ربه سبحانه وتعالى , وربنا الكريم من جوده وكرمه تفضل على المؤمنين الصائمين فضاعف لهم المثوبة في هذا الموقف الكريم وأجزل لهم العطاء والمكافئة على صالح الأعمال .
ما أشبه الليلة بالبارحة..
هذه الأيام تمر بسرعة وكأنها لحظات، فقد استقبلنا رمضان ثم ودعناه، وما هي إلا فترة من الزمن وإذ بنا نستقبل رمضان مرة أخرى، فعلينا أن نبادر بالأعمال الصالحة في هذا الشهر العظيم، وأن نحرص على ملئه بما يرضي الله، وبما يُسعدنا يوم نلقاه.
كيف نستعد لرمضان؟
إن الاستعداد في رمضان يكون بمحاسبة النفس على تقصيرها في تحقيق الشهادتين أو التقصير في الواجبات أو التقصير في عدم ترك ما نقع فيه من الشهوات أو الشبهات..
فيُقوم العبد سلوكه ليكون في رمضان على درجة عالية من الإيمان.. فالإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فأول طاعة يحققها العبد هي تحقيق العبودية لله وحده وينعقد في نفسه ألا معبود بحق إلا الله، فيصرف جميع أنواع العبادة لله لا يشرك معه أحداً في عبادته، ويستيقن كل منا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن كل شيء بقدر.
ونمتنع عن كل ما يناقض تحقيق الشهادتين وذلك بالابتعاد عن البدع والإحداث في الدين. وبتحقيق الولاء والبراء، بأن نوالي المؤمنين ونعادي الكافرين والمنافقين، ونفرح بانتصار المسلمين على أعدائهم، ونقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ونستن بسنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، ونحبها ونحب من يتمسك بها ويدافع عنها في أي أرض وبأي لون وجنسية كان.
بعد ذلك نحاسب أنفسنا على التقصير في فعل الطاعات كالتقصير في أداء الصلوات جماعة وذكر الله عز وجل وأداء الحقوق للجار وللأرحام وللمسلمين وإفشاء السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق، والصبر على ذلك، والصبر عن فعـل المنكرات، وعلى فعل الطاعات، وعلى أقدار الله عز وجل.
ثم تكون المحاسبة على المعاصي واتباع الشهوات بمنع أنفسنا من الاستمرار عليها، أي معصية كانت صغيرة أو كبيرة سواءً كانت معصية بالعين بالنظر إلى ما حرم الله أو بالسماع للمعازف أو بالمشي فيما لا يرضي الله عز وجل، أو بالبطش باليدين في ما لا يرضي الله، أو بأكل ما حرم الله من الربا أو الرشوة أو غير ذلك مما يدخل في أكل أموال الناس بالباطل.
ويكون نصب أعيننا أن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، وقد قال سبحانه وتعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [سورة آل عمران: 133-136].
وقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [سورة الزمر: 53]، وقال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً} [سورة النساء: 110].
بهذه المحاسبة وبالتوبة والاستغفار يجب علينا أن نستقبل رمضان، ف «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله» [الراوي: شداد بن أوس - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة].
إن شهر رمضان شهر مغنم وأرباح، والتاجر الحاذق يغتنم المواسم ليزيد من أرباحه فاغتنموا هذا الشهر بالعبادة وكثرة الصلاة وقراءة القرآن والعفو عن الناس والإحسان إلى الغير والتصدق على الفقراء.
ففي شهر رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد فيه الشياطين وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
فكونوا عباد الله من أهل الخير متبعين في ذلك سلفكم الصالح مهتدين بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم حتى نخرج من رمضان بذنب مغفور وعمل صالح مقبول.
واعلموا بأن شهر رمضان خير الشهور:
قال ابن القيم: "ومن ذلك – أي المُفاضلة بين ما خَلَق الله – تفضيل شهر رمضان على سائر الشهور وتفضيل العشرة الأخيرة على سائر الليالي" أهـ (زاد المعاد 1/56).
وفُضِّل هذا الشهر على غيره لأربعة أمور:
أولاً: فيه خير ليلة من ليالي السنة، وهي ليلة القدر، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر: 1-5].
فالعبادة في هذه الليلة خير من عبادة ألف شهر.
ثانياً: أُنزلت فيه أفضل الكتب على أفضل الأنبياء عليهم السلام. قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]. وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [سورة الدخان: 3-5].
وروى أحمد والطبراني في معجمه الكبير عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل بثلاث عشرة مضت من رمضان، و أنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان» [حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1575)].
ثالثاً: هذا الشهر تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب جهنم وتُصفَّد الشياطين:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» [رواه مسلم].
وروى النَّسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين» [وصححه الألباني في صحيح الجامع (471)].
وروى الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في رواية: «إذا كان أول ليلة في شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدَة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عُتقاء من النار وذلك كل ليلة» [وحسنه الألباني في صحيح الجامع (759)].
فإن قيل: كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيراً، فلو صُفدت الشياطين لم يقع ذلك؟
فالجواب: أنها إنما تَقِل عن الذي حافظ على شروط الصيام وراعى آدابه.
أو أن المُصفَّد بعض الشياطين وهم المَرَدة لا كلُّهم.
أو المقصود تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس، فإنَّ وقوع ذلك فيه أقل من غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية لأن لذلك أسباباً غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإِنسية (الفتح 4/145).
رابعاًَ:
فيه كثير من العبادات، وبعضها لا توجد في غيره كالصيام والقيام وإطعام الطعام والاعتكاف والصدقة وقراءة القرآن.
أسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا جميعاً لذلك ويعيننا على الصيام والقيام وفعل الطاعات وترك المنكرات.
والحمد لله رب العالمين.
الإسلام سؤال وجواب | |
|
منتدى حسب الله المدير
عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 69300 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: رد: كيف نستقبل رمضان ؟؟ الأربعاء أغسطس 19, 2009 5:59 pm | |
| رمضان شهر الصبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لأقوام السبيل, ونسأله أن يمدنا بعزم لا يأخذه فتور ولا ملل, وأن ينفي عن قلوبنا اليأس ويقوي منا الأمل, والصلاة والسلام على نبينا محمد المؤيد بأجل آية وأستطع برهان , الداعي إلى الدين الحق بأقوم حجة وأبلغ بيان , وعلى آله وأصحابه السادة الأمجاد والذين فتحو بحكمتهم القلوب, وبأسنتهم الوهاد والنجاد.
أمّا بعد :
فإن رمضان شهر الصبر, ومدرسة الصبر, فالصوم تعويد على الصبر, وتمرين عليه, ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر, وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال : «الصوم نصف الصبر» [أخرجه الترمذي].
ثم إن الصبر ثلاثة أنواع :
صبر على طاعة الله, وصبر عن محارم الله, وصبر على أقدار الله المؤلمة, وتجتمع هذه الثلاثة كلها في الصوم, فإن فيه صبراً على طاعة الله, وصبراً عما حرم الله على الصائم من الشهوات, وصبراً على ما يحصل للصائم من ألم الجوع والعطش, وضعف النفس والبدن.
وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه, كما قال تعالى في المجاهدين : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة : 120] .
بل إن الصوم يضاعف مضاعفة خاصة, ذلك أن الله عز وجل يتولى جزاء الصائمين, فقد ثبي في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف».
«قال الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأما أجزي به, إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي».
قال ابن رجب - رحمه الله – في الحديث : " فعلى هذه الرواية يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة, فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلّا. الصيام فإنّه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد, بل يضاعفه الله عز وجل أضعافاً بغير حصر عدد, فإن الصيام من الصبر وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر : 10] " ا هـ.
وهكذا يتبين لنا عظم الإرتباط بين الصوم والصبر وأن الصوم سبيل إلى اكتساب خلق الصبر ذلك الخلق العظيم الذي أمر الله به وأعلى منارة, وأكثر من ذكره في كتابه, وأثنى على أهله القائمين به, ووعدهم بالأجر الجزيل عنده.
قال تعالى : {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ} [النحل: 127], وقال: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43], وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ} [آل عمران:200], وقال : {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : «ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءاً أعظم ولا أوسع من الصبر ».
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " وجدنا خير عيشنا بالصبر " .
وقال : " أفضل عيش أدركناه بالصبر , ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً ".
وقال أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه : " الصبر مطية لا تكبو ".
وقال الحسن- رحمه الله -: " الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ".
فالصائم المحتسب يفيد دروساً جمة في الصبر من جراء صيامه, فهو يدع الطعام والشراب والشهوة حال صيامه, فيفيد درساً عظيماً في الصبر, حيث يتعود فطم نفسه عن شهواتها وغيها.
والصائم المحتسب إذا أوذي أو شتم لا يغضب, ولا يقابل الإساءة بمثلها, ولا تضطرب نفسه, فكأنه بذلك يقول لمن أساء إليه : افعل ما شئت فقد عاهدت ربي بصومي على أن أحفظ لساني وجوارحي, فكيف أخيس بالعهد, أو أسيء إليك كما أسأت إلي, {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ...} [المائدة:28].
الصائم المحتسب لا يثور لأتفه الأسباب كحال لم يتسلحوا بالصبر, ممن يظنون أن الصوم عقوبة وحرمان, فيخرجون عن طورهم, وتثور نفوسهم, وتضطرب أعصابهم.
أما الصائم المحتسب فتراه هادئ النفس, ساكن الجوارح, رضي القلب.
والصائم المحتسب يطرد روح الملل, لأن صيامه لله وصبره بالله, وجزاءه على الله.
والأمة الصائمة المحتسبة تتعلم الإنضباط الصبر على النظام, والتحرير من أسر العادات.
وهكذا يتبين لنا أثر الصيام قي اكتساب خلق الصبر, فإذا تحلى الإنسان به كان جديراً بأن يفلح في حياته, وأن يقدم الخير العميم لأمته, ويترك فيها الأثر الكبير. وإن عطل من الصبر فما أسرع خوره, وما أقل أثره.
ثم إن الإنسان - أي إنسان - لابد له من الصبر إما اختياراً وإما إضرارا, ذلك أنه عرضة لكثير من البلاء في نفسه بالمرض, وفي ماله بالضياع, وأولاده بالموت, وفي حياته العامة بالحروب وتوابعها من فقدان كثير من حاجاته التي تعودها في حياته, فإذا لم يتعود الصبر على المشاق وعلى ترك ما يألف وقع صريع تلك الأحداث.
وكذلك حال الإنسان مع الشهوات, فهي تتزين له وتغريه, وتتمثل له بكل سبيل, فإذا لم يكن معه رادع من الصبر, ووازع من الإيمان أوشك أن يتردى في الحضيض.
ومن كان متصدياً للدعوة إلى الإصلاح, منبراً للدفاع عن الحق فما أشد حاجته إلى الصبر, وتطين نفسه على المكاره, فإن من ذلك السبيل عقبة كؤوداً لا يقتحمها إلا ذو الهمم الكبيرة, فإن في طوائف المبطلين أو المفسدين نفوساً طاغية, وأحلاماً طائشة وألسنة مقذعة, وربما كانت فيه أيد باطشة, وأرجل إلى غير الحق ساعية .
وإنّما تعظم همة الداعي إلى الحق والإصلاح بقدر صبره, وبقدر ما يتوقعه من فقد محبوب, أو لقاء مكروه, فلابد لأهل الحق من الصبر على دعوة النّاس, ولابد لهم من الصبر في انتظار النتائج, لأن استعجال الثمرة قد يؤدي إلى نتائج عكسية تضر أكثر مما تنفع, فالصبر إذا اقترن بالأمر كان عصمة للداعية من الإنقطاع, وتفجرت بسببه ينابيع العزم والثبات .
إنّه الصبر المترع بأنواع الأمل العريض, بمن بيده ملكوت كل شيء, ليس صبر اليائس الذي لم يجد بداً من الصبر فصبر, ولا صبر الخاضع الذليل لغير ربه جل وعلا.
وبالجملة فإن الصبر من أعظم الأخلاق, وأجل العبادات, وإن أعظم الصبر وأحمده عاقبة الصبر على امتثال أمر الله, والإنتهاء عمّا نهى الله عنه, لأنّه به تخلص الطاعة, ويصح الدين, ويستحق الثواب, فليس لمن قل صبره على الطاعة حظ من بر, ولا نصيب من صلاح.
ومن الصبر المحمود الصبر على ما فات إدراكه من رغبة مرجوة, وأعوز نيله من مسرة مأمولة, فإن الصبر عنها يعقب السلو منها, والأسف بعد اليأس خرق.
ومن جمل الصبر الصبر فيما يخشى حدوثه من رهبة يخافها, أو يحذر حلوله من نكبة يخشاها, فلا يتعجل هم ما لم يأت, فإن أكثر الهموم كاذبة وإن الأغلب من الخوف مدفوع.
ومن ذلك أيضاً الصبر على ما نزل من مكروه, أوحل من أمر مخوف, فبالصبر في هذا تنفتح وجوه الآراء وتستدفع مكائد الأعداء, فإن من قل صبره عزب رأيه, واشتد جزعه, فصار صريع همومه, وفريسة غمومه .
وكما أن الأفراد بأمس الحاجة إلى الصبر فكذلك الأمّة, فأمة الإسلام - كغيرها من الأمم - لا تخرج عن سنن الكونية, فهي عرضة للكوارث, والمحن. وهي - في الوقت نفسه - مكلفة بمقتضى حكم الله الشرعي بحمل الرسالة الخالدة, ونشر الدعوة وتحمل جميع ما تلاقيه في سبيلها برحابة صدر, وقوة ثبات ويقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين.
وهي مطالبة بالجهاد في سبيل الله, لإعلاء كلمة ونشر دين الله, وإزاحة ما يقف في وجه الدعوة من عقبات, فلابد لها من الجهاد الداخلي الذي لا يتحقق إلّا بمجاهدة النفس والهوى.
وهذا الجهاد لا يتحقق إلّا بخلق الصبر, ومغالبة النفس والشيطان والشهوات, فذلك هو الجهاد الداخلي الذي يؤهل للجهاد الخارجي, لأنّ النّاس إذا تركوا وطباعهم وما أودع فيهم من حب للراحة, وإيثار للدعة, ولم يشيد أزرهم بإرشاد إلهي تطمئن إليه نفوسهم ويثقون بحسن نتائجه عجزت كواهلهم عن حمل أعباء الحياة, وخارت قواهم أمام مغرياتها, وذاب احتمالهم إزاء ملذاتها وشهواتها, فيفقدون كل استعداد لتحصيل العزة, والسمو, والمنزلة اللائقة.
فلهذا اختار الله لهم من شرع دينه ما يصقل أرواحهم, ويزكي نفوسهم, ويمحص قلوبهم, ويربي ملكات الخير فيهم.
ومن أعظم الشرائع التي يتحقق بها ذلك المقصود شريعة الصيام في شهر رمضان.
فيا أيّها المسلمون هذا رمضان يعلمنا الصبر, ويربينا على خلق الصبر, فليكن لنا منه أوفر الحظ والنصيب, وليكن زاداً لنا فيما نستقبله من أعمارنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين. | |
|
منتدى حسب الله المدير
عدد الرسائل : 6792 الأوسمة : نقاط : 69300 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: رد: كيف نستقبل رمضان ؟؟ الأربعاء أغسطس 19, 2009 6:00 pm | |
| فضائياتنا في رمضان
أقبل شهر رمضان، شهر الخيرات، شهر يتزيّن الكون لاستقباله وتنبض القلوب فرحاً وشوقاً للقائه، فُتِّحت أبواب الجنة، وغلِّقت أبواب النار، وصفدت الشياطين ومردة الجان، ينادي المنادي: يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة.
ومع هذه البركات ابتُلِيَ العبد المسلم بما يعكر عليه نهار رمضان وليله، فلم يعد شهر رمضان شهر العبادة وإنما أصبح رمضان يرتبط في الأذهان بأشياء أخرى في مقدمتها الفوازير والمسلسلات وخيام اللهو واللعب.
في زمن كثرت فيه وسائل الإعلام، أغفل القائمون عليها الدور الحقيقي لها وهو تثقيف وتوعية المجتمع، وقاموا بدور آخر يتنافى تمامًا مع القيم والمبادئ الإسلامية، وأصبح همها وشغلها الشاغل عرض الأفلام والمسلسلات والفوازير والأغاني الهابطة وذلك لجذب المشاهدين أطول فترة ممكنة ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد استغلوا شهر رمضان المبارك لعرض هذه المواد التي تسيء إلى كل مسلم، وتؤدي إلى فساد المجتمع وتضيع الأجور، قاموا بتحويل هذا الشهر الكريم من شهر للتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله عز وجل إلى شهر تعرض فيه الفوازير الخليعة والمسلسلات وغيرها من البرامج الفاشلة التي تساهم في إفساد الشباب وإشغالهم عن عبادة الله عز وجل وصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك من العبادات.
وأقول للمسئولين والقائمين عن برامج الفضائيات: اتقوا الله فيما يُقدم من برامج لجمهور المشاهدين، حتى لا تحملوا إثم أنفسكم، وإثم المشاهدين معكم وتذكروا قول الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [سورة النحل: 25].
والحقيقة، أن التلفاز سلاح ذو حدين له جانبين: جانب مضيء وآخر مظلم، فقد من الله تبارك وتعالى علينا بالقنوات الدينية النافعة التي تقدم أنواعًا من الإعلام الراقي حيث وصلت إلى أكثر البيوت، وخاطبت أكبر الشرائح، فهي تحمل رسالة تفقيه الناس بأمور دينهم، والرقي بهم نحو الأفضل في عباداتهم وعلاقاتهم وثقافتهم وجميع شؤون حياتهم.
فعلى المسلم أن يحتاط لدينه، حتى لا يبطل صومه، ولا يذهب أجره، ويُحرم من الثواب العظيم في هذا الشهر الكريم.
| |
|