تحديات تواجه الأسرة المسلمة
تواجه الأسرة المسلمة تحديات متسارعة تؤثر على فكرها وثقافتها, وتعمل على هدم القيم والمبادئ الاسلامية والانسانية وتجعلها فى مواجهة التغير والتكيف , وللأسف قد نجد بعض النساء استجبن لهذه التحولات والثقافات المادية , وخاصة فى ظل خلو الساحة الدولية من وجود نمودج اسلامى معاصر متوازن يمثل العالم الا سلامي يعبر عن حقيقة شخصية المرأة المسلمة المعاصرة في فكرها وثفافتها مما أدى الى اختراقات تؤثر سلبا على صورتها.
ومن أخطرما تواجهه الأسرة المسلمة عامة والمرأة خاصة, ماشهدته السنوات الأخيرةمن عقد مؤتمرات دولية تصدر قرارات ووثائق هدفها تدمير الأسرة المسلمة وليس أدل على ذلك من مؤتمر المرأة الذى عقد في بكين 1995 وكذلك وثيقة –السيداو- التى تهدم خط الدفاع الأول عن الأسلام وهو الأسرة حيث أنها تدعو الى اشاعة الانحلال الخلقى فى المجتمعات الاسلامية بما تتضمنه من المساواة حتى فى الاباحة الجنسية أو الغاء كل الفروق البيولوجية والنفسية بين الرجل والمرأة , والخطورة فى هذه الوثيقة الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة أنها تستبعد الدين تماما من الصياغات القانونية وكذالك الجانب الأسري وتخلى الدول عن مقوماتها الثقافية تحت شعار العولمة.
ولا يغيب عن الأذهان أن الطفل المسلم هو أكثر الفئات عرضا للحملات التى تستهدف تغريبه وعزله عن دينه وهويته الثقافية الاسلامية, وهناك الكثير من الدراسات التى تشير الى خطورة الشاشة الصغيرة على الطفل,فالافراط فى مشاهدة التلفازيؤدى الى قصر زمن الانتباه لدى الطفل ويقلل من قدرته على التعلم الذاتى, ومن هذه الدراسات دراسة أكدت خطورة الاعلانات الموجهة للشباب من الجنسين التى تحتوى على كل ألوان الاثارة شكلا ومضمونا وتحمل قيما سلبية مثل الشراهة والتبذير والتباهى والتفاخر والعنف والتركيز على جذب الجنس الأخر, واستخذام الملابس الغيرالائقة والصوت المثير وحركات العين والشفاه الأكثر اثارة.
ومما لاشك فيه أنه فى ظل التنافس الذى تشهده اليات العصر الثقافية بعد انتشار القنوات الفضائية واستخدام الهوائيات والدش, وأصبح من اهداف الثقافة الكونية-بما تضم من مشاهد مكثفة للهوى والترفه والرقص والجنس-ابعاد الطفل المسلم على وجه التحديد-عن شخصية أمته الاسلامية وثقافتها لأن مثل هذه المواد تجدب الحواس وتشل الارادة وتجعله يعيش فى مرحلة اللاوعي, من ثم ضعف القدرة على مواجهة التحديات التى تتمثل في حاجته الى ان يفهم جيدا ثقافة امته ويتعلم اللغة العربية الصحيحة ووقوعه بين ثقافتين ثقافة الأصل وثقافة الحداثة.
ومن أهم التحديات التى تواجهها الأسرة المسلمة والتالى الطفل المسلم الأبتعاد عن تعاليم الاسلام وخاصة فيما يتعلق باختيار الزوجة الصالحة, وتحت ضغط الاعلام الذى يثير الغرائز, لم يعد هناك اختيار للزوجة بترجيح ميزة الدين والخلق وانما المال و الجمال, وكذلك الحال بالنسبة للفتيات فقد أصبح معيار الاختيار- فى كثير من الأحيان- لصاحب المال, وهذا كله يرجع الى ابتعاد كثير من الأسر عن الأحاديث النبوية الشريفة التى تتعلق بالزواج)تنكح المرأة لأربع: لمالها , ولحسبها , ولجمالها , ولدينها , فا ظفر بذات الدين تربت يداك( وفى ظل عدم التمسك بهذا الحديث لاتحفظ الزوجة حقوق زوجها أو ابنائها ومن تم لاتحفظ الاسرة بالاتزان والتكامل و السكينة و الرحمة, وكذلك الابتعاد عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم)اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلو تكن فتنة فى الارض وفساد عريض( -رواه الترمذى-فعدم التمسك بهذا الحديث يؤدى الى افتقاد الأطفال للقدوة الحسنة.
والتحدى الخطير الذى يواجه الطفل هو ما نراه من ظاهرة عمالة الأطفال والتى تعد بحق جريمة فى حق البراءة. ولمواجهة تلك التحديات التى تواجه الأ سرة,فالضرورة تقضى تدخل الحكومات الاسلامية لمواجهة مشكلة عزوف الشباب عن الزواج الذى ينتج عن مشكلات أخلاقية وقيمية واجتماعية , بأن توفر كل السبل الممكنة لتكوين أسر جديدة وكذلك الحفاظ على المرأة المسلمة ضد أي تيارات وافدة تحت شعار حقوق المرأة, والصداقة والمساواة الكاملة مع الرجل, حتى تضمن مجتمعا اسلاميا مستقرا.
من مجلة الوعي الاسلامي