نداء إلى كل من يحب مصر
إن القلم ليدمع.. وإن القلب لينزف.. وإن مصر لتصرخ: كفى لعباً بمقدرات ومصير ودماء ٨٠ مليوناً من أبنائى.. كفى لهواً بأطفال يرتعدون على وقع النيران والبلطجة.. كفى ترويعاً لشعب يحلم بحياة كريمة.. كفى أنانية وتصفية لحسابات شخصية على جثة الوطن.. كفى.. وكفى.. وكفى..!
لا أحد يعرف لماذا يربط النظام الحاكم بين المظاهرات وضرورة فضها بأى طريقة.. فالعقل يفرض على الحكومة ترك المتظاهرين يعبرون عن رأيهم بحرية تامة، بل وتوفير كل سبل الحياة والحماية لهم فى ميدان التحرير.. وسوف تسير الحياة طبيعية لأن هذا المشهد تكرر فى دول كثيرة، حتى فى القاهرة ذاتها حين اعتصم المئات على رصيف مجلس الشعب أكثر من شهر ونصف.. فلماذا تسيل الدماء من أجل تحرير ميدان التحرير من مواطنين مصريين؟!
يا أيها الذين يعبثون بـ«أم الدنيا».. الدنيا كلها تتفرج علينا.. احقنوا الدماء، واجلسوا على مائدة الحوار.. حوار العقلاء والحكماء، لا حوار المولوتوف والسيوف.. فإذا كانت الأصوات قد خرجت من أجل الحرية.. فلا تجعلوها حرباً تأتى على الأخضر واليابس..!
يا أذناب النظام.. ليس هذا وقت إثبات الولاء له.. وليس بالبلطجية نحميه.. ارحموا مصر من الفوضى.. ارحموها من حمام دم طاهر سوف يسيل فى الطرقات.. إن ما حدث أمس يقتضى محاسبة كل الذين أحالوا ميدان التحرير إلى ساحة حرب.
يا أيها الإخوان المسلمون لا تقفزوا على انتصار الشباب.. ليس هذا وقت تصفية الحسابات.. يا أيها الأحزاب الكرتونية اصمتوا.. لا تركبوا إنجاز الشباب، ولا تبحثوا عن مكاسب ثورة ليس لكم دور فيها.. فالذين صنعوها أكبر وأنقى وأشجع منكم جميعاً..!
يا أيها الحكماء فى هذا الوطن.. حان وقتكم.. حان وقت الكلمة الصادقة، والرأى العاقل.. حان وقت الحوار.. وحان وقت المخلصين.. مصر تنادى أبناءها الأبرار.. تنادى قواتها المسلحة التى دحرت الأعداء على الحدود.. وجاء وقت دحرهم داخل الحدود.. أنتم وحدكم القادرون على فرض صوت العقل.. الأمن بين أيديكم.. والأمان فى أحضانكم.. فلا تتأخروا.. فكل دقيقة تمر نفقد مليون فرصة لاستعادة مصرنا الجميلة.. مصر التى «يلهو» بها الحمقى.. مصر التى تصرخ وتحتضر.. مصر التى تربيتم فى حضنها تدعوكم لإنقاذها.. فهل من مجيب؟!