أحمد عز رجل الأعمال الذى جسد المعنى الصريح لزواج رأس المال والسلطة ثم كانت النهاية
أحمد عز
من منا كان يتصور أن يحاكم الإمبراطور أحمد عز وأن يصدر قرار مبهر من النائب العام الشجاع عبد المجيد محمود بمنع عز أمين تنظيم الحزب الوطنى المستقيل من السفر، وتجميد حساباته ضمن عدد من الوزراء والمسئولين؟
من منا توقع أن يأتى يوم مجيد يشاهد كل من ظلمهم أحمد عز –وهم كثر- انهيار أحلام "الفتى المدلل" للسلطة وقاتل من أجل تحقيق مشروعه وأحلامه فى اقتناص المزيد من الثروة والسلطة فى مصر؟
هل تخيل أحد منا أن طاووس السياسة والمال فى مصر سيلقى يوما ما مصيرا لم يفكر فيه أو يدور فى خلده ولو مجرد طيف عابر أو سحابة صيف، يتقرر فيه منعه من السفر وخضوعه للتحقيق والمحاسبة؟
أحمد عز الذى أدار فى السنوات الأخيرة دفة السياسة فى مصر وأصبح المتحدث باسمها، بل أصبح المتحدث عن الاقتصاد والمتحكم فى الثروة أيضا رهن التحقيق.
الرجل الذى بلغت ثروته حسب تقديرات واجتهادات أكثر من 40 مليار جنيه يسقط فجأة والوطن يعيش حالة مخاض ديمقراطى عسيرة للغاية، كان فيها عز أحد أسباب ما وصلنا إليه الآن لأنه أصبح الرمز الواضح والصريح لزواج السلطة والمال الذى أفسد الحياة السياسية والاقتصادية فى مصر، وارتبط اسمه بأكبر عملية تزوير فى تاريخ الانتخابات البرلمانية والتى جرت نهاية العام الماضى.
فى أقل من 13 عاما حقق أحمد عز من ثروة وجاه وسلطة ما لم يحققه كبار رجال الأعمال الوطنيين، أمثال فرغلى باشا وأحمد عبود باشا وطلعت حرب باشا.
ارتبط اسم أحمد عز وهو لم يكمل عامه الخمسين منذ ظهر على الساحة الاقتصادية والسياسية بألقاب مثل الفتى المدلل والرجل الحديدى والمحتكر، وغيرها من الألقاب والصفات التى أثارت جدلا كبيرا فى الشارع المصرى، كما ارتبط اسم عز بالعديد من المحطات الاقتصادية التى ساهمت فى خلق معاناة كبيرة للمواطنين بداية من الاحتكار الذى أصاب أهم سلعتين وهما الحديد والأسمنت وتلاعبات البورصة والثروات الضخمة..كل هذه الملفات جعلت اسمه يرتبط دائما بمؤامرة ما أو كارثة سياسية أو اقتصادية وفى النهاية بالفساد.
فترة التسعينات كانت البداية الحقيقية لأحمد عز رجل الأعمال حينما تقدم للمهندس حسب الله الكفراوى وزير التعمير الأسبق بطلب الحصول على قطعة أرض فى مدينة السادات لإقامة مصنع لدرفلة الحديد ولم تكن قيمته تتجاوز 200 ألف جنيه، وحتى عام 1995 لم يكن هناك على الساحة شخص يدعى أحمد عز.
ومن بعدها بدأ عز تكوين تلك الإمبراطورية الاقتصادية التى أثارت أكبر مساحة من الجدل فى الشارع المصرى، ولما لا وهو يمتلك أسطولا من الشركات، بدأت برئاسته لمجموعة شركات عز الصناعية والتى تضم شركة "عز الدخيلة للصلب بالإسكندرية" الذى دخل فيها كمستثمر رئيسى عام 1999، والتى كانت تعرف سابقاً باسم شركة "الإسكندرية الوطنية للحديد والصلب"، وشركة "عز لصناعة حديد التسليح" بمدينة السادات، و"عز لمسطحات الصلب" بالسويس، ومصنع "البركة" بالعاشر من رمضان، وشركة "عز للتجارة الخارجية" بالإضافة إلى شركة "سيراميك الجوهرة" الذى أنشئ أواخر الثمانينات، وتعتبر شركاته أكبر منتج للحديد فى العالم العربى وفق لآخر تقرير للاتحاد العربى للصلب ويليها شركة سابك السعودى.