الصحف الأمريكية: تغير اللهجة الأمريكية مجددا لن يرضى متظاهرى "الغضب".. وفريدمان: لم أر طوال 40 عاما من الكتابة ما شاهدته فى "ميدان التحرير"
نيويورك تايمز
واشنطن تدعو بحذر للتغيير فى مصر لتفضيلها الاستقرار على الديمقراطية
◄ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه برغم تأكيد عمر سليمان، نائب الرئيس أنه لا يعتقد أن الوقت حان لرفع قانون الطوارئ المطبق منذ 30 عاما، والذى استخدم لقمع واعتقال زعماء المعارضة، ولا يعتقد أن الرئيس مبارك ينبغى عليه الرحيل قبل انتهاء فترة حكمه فى سبتمبر المقبل، ولا يظن أن دولته مستعدة بعد للديمقراطية، إلا أنه لا يزال يحظى بدعم الولايات المتحدة التى تفتقر إلى خيارات أفضل فى المفاوضات الجارية فى إطار عملية انتقال السلطة غير واضحة المعالم.
وقالت الصحيفة، إن واشنطن تعتمد على الحكومة الحالية لإحلال التغيرات التى لطالما قاومتها على مدار سنوات طوال، ولا تبدو حتى الآن على عجل لتطبيقها، وأشارت إلى الإدارة الأمريكية، التى عكفت على مدار أسبوعين على مواكبة تطور الموقف، لا تزال تحاول جاهدة تحقيق التوازن بين دعمها لبعض المطامح الرئيسية للتغيير فى مصر وبين خوفها من "اختطاف" الحركة المنادية بإحلال الديمقراطية، على حد تعبير هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، التى حذرت من أن هذه ستكون النتيجة إذا ما جاء التغيير بسرعة.
ونتيجة لذلك، ظهر موقف الولايات المتحدة، على الأقل حتى الآن، وكأنها تفضل الاستقرار على حساب المبادئ الديمقراطية وترعى التغيير التدريجى والسلمى على أيدى المسئولين المصريين مثل عمر سليمان، الذين لديهم أسبابهم فى إبطاء العملية.
وأعرب البيت الأبيض عندما سئل عن وجهة نظر سليمان عن رفضه لها، واصفا إياها بأنها "ليست مقبولة".
فريدمان: لم أر طوال 40 عاما من الكتابة ما شاهدته فى "ميدان التحرير"
◄ أشاد الكاتب الأمريكى، توماس فريدمان فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" بالشباب المصرى الذى حرم على مدار عقود من أن يكون له صوت ذات صدى، وما أنجزه خلال أيام قليلة، وأكد أنه لم ير طوال 40 عاما من الكتابة حول الشرق الأوسط، ما رآه فى ميدان التحرير، الذى يوجد بمنطقة تشوه فيها الحقيقة ومن يدلون بها تحت وطأة النفط والاستبداد والظلام الدينى، لافتا إلى أن المصريين تمكنوا من تأمين مساحة حرية حقيقة لهم بأيديهم وليس بيد جيش أجنبى، وتحرير الحقيقة التى تدفقت كالسيل.
وقال الكاتب، إن ما يسمعه المرء عندما يتجول فى الميدان يتمحور كله حول الآمال المكبوتة والطموحات والإحباط الذين هيمنوا على المصريين طيلة الخمسين عاما المنصرمين، ورغم أن الخبراء "الواقعيين" يدركون أن الوضع ربما ينتهى قريبا، وربما يكون هذا الحال، إلا أنه للحظة قصيرة يتعين على هؤلاء الخبراء أن يستمعوا فقط لهذا الصوت الذى لم يسمعوه قط قبل الآن، فهو صوت شعب لطالما كان بلا صدى وجد أخيرا طريقه إلى النور.
واستشهد فريدمان بقول حسام خلف، مهندس بالغ من العمر 50 عاما فى الميدان، "نحن لدينا رسالة من تونس، مفادها لا تحرق نفسك، ولكن أحرق الخوف المتأجج بداخلك، وهذا ما حدث هنا، فهذا كان مجتمع منغمس فى الخوف، ولكن هذا الخوف أحرق"، وأضاف خلف قائلا إنه أتى هنا مع زوجته وابنته لسبب واحد، "عندما نقابل الله، على الأقل سنقول لقد حاولنا فعل شىء".
وأشار الكاتب إلى أن ما يحدث ليس حدثا دينيا، وجماعة الإخوان المسلمين لا تملك اليد العليا فى أى من هذا، فهذا حدثا مصريا بكل المقاييس، وهنا يكمن نقاط ضعفه ونقاط قوته، فلا أحد مسئول وجميع من فى المجتمع هنا، فهذه فتاة علمانية ثرية تجلس بقرب سيدة ترتدى الحجاب، وهذا والد يحمل طفله الذى يرتدى علامة كتب فوقها "على مبارك أن يرحل"، وما يوحدهم جميعا هو رغبتهم القوية فى التحكم فى مستقبلهم.
لوس أنجلوس تايمز: تغير اللهجة الأمريكية مجددا لن يرضى متظاهرى "الغضب"
◄ ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، أن تغير لهجة الإدارة الأمريكية مجددا بشأن تطور الأوضاع فى مصر وسعيها للتأكيد على وفائها لحلفائها فى الشرق الأوسط من خلال التوصل إلى تسوية تقوم على الإصلاح السياسى التدريجى، حرصا منها على الحفاظ على استقرار المنطقة، لن يتسق مع مطالب المتظاهرين فى القاهرة التى تنادى برحيل مبارك الفورى.
وقالت الصحيفة، إنه بعد أسبوع من مطالبة الإدارة الأمريكية بانتقال السلطة السريع إلى فترة ما بعد مبارك، خففت من إلحاحها وتعاملت فقط مع وسطاء القوى الجديدة مثل نائب الرئيس، عمر سليمان، والذين يحثون على إحلال ديمقراطية فعلية أكثر استقرارا وإن كانت أكثر بطأ.
ولكن على ما يبدو اعترف المسئولون الأمريكيون سرا بأنه لا يوجد ما يضمن أن يلتزم سليمان، وهو رئيس المخابرات السابق ويعرف بتحالفه مع الجيش، بإحلال الإصلاحات الجوهرية.
وأكدوا أن دول الشرق الأوسط ينبغى أن يسمح لها بإحراز التقدم على الصعيد السياسى بالسرعة التى يختاروها، وقالت هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة تؤيد الإصلاحات الديمقراطية فى المنطقة، ولكنها تدرك فى الوقت عينه أن "بعض الدول ستتحرك بخطى مختلفة".