أكد أن "الجيش سيفرض الأمن بأي ثمن".. وحذّر من "إعلان إمارات إسلامية"سيف الإسلام القذافي يتوعد المتظاهرين في ليبيا.. وأمريكا تدرس "الرد المناسب" في أول رد فعل دولي على الأحداث الدموية والاحتجاجات الشعبية التي تشهدها ليبيا قال مسؤول أمريكي الاثنين 21-2-2011 إن الولايات المتحدة تدرس كل التحركات الملائمة ردا على حملة القمع الليبية العنيفة ضد المحتجين وتقوم بتحليل كلمة ألقاها سيف الإسلام القذافي عبر التلفزيون لمعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية لإجراء إصلاح جاد.
وتأتي هذه الكلمة في ظل استمرار الصمت الغربي على ماوصف "بالمذبحة" التي شهدتها مدينة بن غازي إثر مواجهات بين الأهالي المتظاهرين وقوات الجيش الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي.
من جانبه أكد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، في كلمة متلفزة، الاثنين أن القائد معمر القذافي موجود في طرابلس ويقود المعركة ضد من أسماهم بعناصر "البلطجية ومدمني المخدرات"، وقال "كلنا مسلحون .. وسنقاتل حتى آخر امرأة وآخر طفل، ولن نترك بلادنا لقمة سائغة للعصابات".
وقال سيف الإسلام إن "الجيش بخير، وسيكون له دور كبير في فرض الأمن بأي ثمن، وسنقضي على الفتنة"، وحذّر "من وجود أعداد كبير ة من العرب ولاسيما المصريين والتونسيين الذين يحملون السلاح في شوارع ليبيا". وأعلن أن "الآلاف من المواطنين يتقاطرون على طرابلس للدفاع عنها".
وطالب سيف الإسلام "بالحوار قبل أن نحتكم للسلاح"، ودعا إلى "إقامة مؤتمر شعبي عاجل لإقرار قوانين جديدة تتماشى مع التطور، ومنها قانون الصحافة الذي يفتح آفاق الحرية، وبدء نقاش وطني موسع حول دستور جديد، وتقليص صلاحيات الحكم المركزي، وعودة الحكم المحلي إلى البوادي والمحافظات، وإقرار زيادة المرتبات وعلاوات للعاطلين وتيسير القروض للشباب، وإقرار علم جديد ونشيد جديد والانتقال من الجماهيرية الأولى إلى الجماهيرية الثانية".
وأعلن نجل القذافي أن "بديل الإصلاح هو الانفصال والتقسيم"، وذكر أن الأساطيل ألأمريكية والأوروبية ستعود لاستعمار ليبيا لأنها لن تسمح بحالة فوضى في بلد يقع في قلب البحر المتوسط ويبعد ساعات قليلة عن جنوب أوروبا، ولن تسمح بالمساس بالثروات النفطية الموجودة أو قيام إمارات إسلامية صغيرة على الأراضي الليبية".
وقال سيف الإسلام : "ليبيا ليست تونس أو مصر، لدينا قبائل وعشائر وتحالفات، وفي حالة الفوضى ستحدث حرب أهلية، والسلاح موجود حاليا في كل مكان، لقد شاهدنا بعض المدنيين يستولون على دبابات ورشاشات في البيضاء".
وحذر من "سيناريو تقسيم ليبيا" إلى شرق في بنغازي، وغرب في طرابلس، وذكر أن "البترول الذي وحد ليبيا موجود في وسط وجنوب البلاد، وفي صحراء خالية بعيدا عن السكان الذين يتركزون في مناطق الغرب، وأن الفوضى ستقوّض مؤسسة النفط، وستغادر الاستثمارات الأجنبية في ظل احتكام 5 ملايين ليبي للسلاح وصراعهم على موارد النفط".
وأضاف سيف الإسلام: "المنطقة تمر بزلازل وعاصفة التغيير أو الديمقراطية أو التحرر، وكان هذا متوقعا في هذا الجزء من العالم إما من الأنظمة أو الشعوب".
وقال إن دائرة العنف اتسعت في البلاد بسبب "إطلاق النار على مواطنين" ما أدى إلى وفاتهم واستهداف مراكز الشرطة والجيش من قبل مواطنين غاضبين، وقدر عدد قتلى الاحتجاجات في ليبيا "بـ 84 في بنغازي و14 في البيضاء" فقط، نافيا التقارير التي تحدثت عن مقتل المئات، ومنتقدا "أداء الإعلام الرسمي الذي لم يواكب الأحداث". واتهم قنوات تلفزيونية عربية بتعمد الإثارة والمبالغة، على حد تعبيره.
واعترف "بأخطاء ارتكبتها الشرطة في مواجهة المتظاهرين"، وشدد على أن "الجيش ليس مدربا على التعامل مع المدنيين"، وأن عناصره "فقدوا أعصابهم في ظل الهجمات المتتالية على مراكزهم وقاموا بإطلاق النار على المهاجمين"، ووصف مصرع ليبيين بـ "المأساة".
وتحدث سيف الإسلام عن دور "ثلاث مجموعات في تصاعد الأحداث بالمنطقة الشرقية"، وهم، على حد تعبيره، "مجموعة لديها برنامج سياسي للحكم، ومجموعة ثانية تتمثل في تنظيمات إسلامية عسكرية هاجمت معسكرات الجيش وارتكبت مجازر واستولت على أسلحة، وأعلنت إقامة إمارة إسلامية في البيضاء، وجمهورية إسلامية في درنة، ومجموعة ثالثة متنوعة من المتعاطفين مع المتظاهرين ومدمني المخدرات والمجرمين الفارين من السجون، مثل سجن بنغازي، وغيرهم".
وتابع: "قبضنا على العشرات من العرب الذين تم استعمالهم في إثارة الفتنة، ومعظمهم من العمالة المهاجرة غير الشرعية".
وقال إن الفوضى وتقسيم البلاد سينتهي بالشعب الليبي إلى فقر مدقع وتوقف كامل لكافة الخدمات، "وسيعود بالبلاد 60 عاما إلى الوراء".