مساع لاعتراف دولي بالانتقالي الليبي كثف
المجلس الوطني الانتقالي الليبي تحركاته لتحقيق اعتراف دولي به، والتقى ممثلان عنه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ورئيسة سويسرا ميشلين كالمي راي، كما سيلتقيان اليوم الخميس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في وقت يتحرك فيه النظام الليبي باتجاه آخر، حيث أوفد مبعوثين إلى مالطا والبرتغال ومصر.
فقد اجتمعت الرئيسة السويسرية الأربعاء في برن مع مبعوث المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل، وأعربت له عن التزام بلادها ببذل جهود دبلوماسية وإنسانية لدعم ضحايا الحرب في ليبيا.
وقال بيان للحكومة السويسرية إن كالمي راي -التي تشغل أيضا منصب وزيرة الخارجية السويسرية- أعربت لدى استقبالها جبريل عن قلقها من الوضع الصعب الذي يواجه الشعب الليبي في مواجهة "العنف الموجه والمقيت الصادر عن القادة الليبيين".
وأضاف البيان أن جبريل -الذي يترأس لجنة إدارة الأزمة في المجلس الوطني الانتقالي- أبلغ كالمي راي بالتطورات الأخيرة في ليبيا، وبمطالب المجلس وبرنامجه السياسي.
|
ساركوزي سيلتقي اليوم الخميس بكل من جبريل والعيساوي (رويترز-أرشيف)
|
فرنسا
وكان قصر الإليزيه أعلن -في بيان سابق الأربعاء- أن الرئيس ساركوزي سيبحث اليوم الخميس مع جبريل ورئيس الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي علي العيساوي، التطورات في ليبيا وعمل المجلس، الذي ذكَّر بأن فرنسا كانت قد رحبت بتشكيله في 6 مارس/آذار.
ويتوقع أن يلتقي المسؤولان اليوم وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أيضاً، قبل أن يتوجها إلى بروكسل لإجراء اتصالات على هامش اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين.
الاتحاد الأوروبي
وكان جبريل دعا الثلاثاء -في اجتماع للمجموعة الليبرالية في البرلمان الأوروبي بستراسبورغ- الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بالمجلس ممثلا شرعيا وحيدا لليبيا، وإلى تقديم دعم عسكري محدود، مثل فرض حظر جوي، رافضا أي تدخل مباشر على الأراضي الليبية.
وشارك جبريل إلى جانب العيساوي في جلسة للبرلمان الأوروبي، كما التقى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون.
وقال متحدث باسم آشتون إن اللقاء "جرى في جو جيد"، مضيفا أن آشتون "ستدرس ما قالا وسوف تستمر في الحوار معهما"، لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي شددوا على أن اللقاء لا يمثل مساندة للرجلين أو للمجلس الليبي المعارض، حتى في ظل مطالبة أوروبا علنًا بتنحي العقيد
معمر القذافي.
وقد صرحت آشتون -خلال نقاش في البرلمان الأوروبي- بأنّ قرار الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكّله الثوار مؤخرا في بنغازي لا يعود لها وإنما للدول الأعضاء في الاتحاد.
البرلمان الأوروبي
جاء ذلك وسط مطالبة أعضاء في البرلمان بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، وفي مقدمتهم النائب الاشتراكي مارتين شولز، الذي وصف القذافي بالمجرم والقاتل الذي يجب أن يحاكم في محكمة دولية.
وقد دعمت كلّ التكتلات المشكلة للبرلمان الأوروبي الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي وفتح قنوات اتصال معه، واتفقت كلها -ما عدا المجموعة الكونفدرالية لليسار الموحد الأوروبي- على تأييد فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
|
مجلس الأمة الكويتي دعا العرب إلى سحب اعترافهم بالنظام الليبي (الجزيرة-أرشيف)
|
دعوات عربية
وعلى الصعيد العربي دعا مجلس الأمة الكويتي في جلسة عقدها الأربعاء العرب إلى سحب اعترافهم بالنظام الليبي الحاكم والاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، وتقديم كافة المساعدات الإنسانية والدعم المعنوي والمادي للشعب الليبي حتى تحقق الثورة الليبية أهدافها.
وفي الأردن دعا حزب جبهة العمل الإسلامي –الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- الدول العربية إلى الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي، وسحب الاعتراف بنظام القذافي "الفاقد للشرعية".
وفود القذافي
من جهة ثانية، أجرى اليوم الأربعاء موفدون للعقيد معمر القذافي لقاء مع مسؤولين مالطيين، ثم توجه الوفد الليبي بعد هذه المحادثات إلى البرتغال لإجراء مشاورات في لشبونة.
كما أعلنت وزارة الخارجية اليونانية في بيان أن ديميتريس دوليس نائب وزير الخارجية اليوناني سيجري محادثات في أثينا يوم الخميس مع مبعوث ليبي رسمي، مشيراً إلى أن الزيارة تم ترتيبها باتفاق مع آشتون.
كما وصل وفد ليبي رفيع المستوى بقيادة مسؤول الإمداد في الجيش الليبي اللواء عبد الرحمن الزوي، إلى العاصمة المصرية القاهرة، وتوجه إلى مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية للاجتماع مع مسؤولين مصريين كبار.
ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن دبلوماسيين ليبيين منشقين قولهم إن الزوي جاء إلى مصر يحمل رسالة من القذافي إلى المجلس العسكري الحاكم تتضمن طلبات بمساعدته في مواجهة الثوار الذين يحاولون الإطاحة به.
كما ذكر الدبلوماسيون –حسب الوكالة- أن الرسالة التي يحملها الزوي تنطوي أيضا على تهديدات من القذافي بطرد مئات الآلاف من العمال المصريين في ليبيا، في حال وقوف مصر مع الثوار الليبيين وعدم دعم نظامه في الصراع الدائر في عدة مدن ليبية.
وكان القذافي حمل بشدة على المجلس الوطني الانتقالي ووصف أعضاءه بأنهم "خونة"، وقد أعلن التلفزيون الليبي مساء الأربعاء مكافأة قدرها 200 ألف دينار (162 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل.