رفض دولي لأحداث مصر ومطالبة بالتحقيق
توالت ردود الفعل الدولية على مقتل العشرات وإصابة المئات من المصريين فجر أمس قرب ميدان رابعة العدوية، وطالبت واشنطن بفتح تحقيق مستقل وحيادي، في حين انتقدت تركيا غياب موقف من قبل الدول الإسلامية بشأن تلك الأحداث.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن على قادة مصر العمل على إبعاد بلدهم "عن حافة الهاوية"، واعتبر أن مصر تمر "بلحظة فارقة" بعد مقتل العشرات من المتظاهرين فجر السبت.
وكشف أنه تحدث إلى مسؤولين على مستوى عال بالحكومة المؤقتة في مصر، وهما محمد البرادعي نائب الرئيس المؤقت، ووزير الخارجية نبيل فهمي للتعبير عن "القلق البالغ من إراقة الدماء والعنف في القاهرة والإسكندرية على مدى الساعات الـ24 الماضية، الذي أودى بحياة عشرات المتظاهرين المصريين وإصابة أكثر من ألف شخص".
وطالب كيري في بيان مكتوب بفتح تحقيق في أحداث الأمس، ودعا كل القادة من مختلف الأطياف السياسية للعمل من أجل مساعدة بلدهم على التراجع خطوة إلى الوراء بعيدا عن "حافة الهاوية"، وطالب قوات الأمن باحترام حق المصريين في الاحتجاج السلمي، قائلا إن هذا "التزام أخلاقي وقانوني".
وحث الوزير على إيجاد عملية سياسية لا تقصي أحدا، وتضم ممثلين عن كل الأحزاب السياسية تفضي بأسرع وقت ممكن إلى حكومة منتخبة بشكل حر ونزيه تكون ملتزمة بالتعددية والتسامح.
من جانبه عبر وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل عن قلقه العميق إزاء العنف في مصر، ودعا في اتصال هاتفي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي إلى التحلي بضبط النفس.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل في بيان إن واشنطن تعتقد أن الفترة الانتقالية الحالية يجب أن تتسم بالشمولية، وإن على السلطات المصرية أن تتجنب الاعتقالات والاحتجازات ذات الدوافع السياسية وأن تتخذ خطوات لمنع المزيد من إراقة الدماء وفقدان الأرواح.
أردوغان انتقد عدم تحرك الدول الإسلامية عقب أحداث الأمس (الفرنسية)
صدمة أوروبية
من جانبه أعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس عن صدمته لتفاقم استخدام العنف في مصر، وقال شولتس في بيان نشر السبت في بروكسل "يحزنني إخفاق قوات الأمن الليلة الماضية في الحفاظ على حياة كثير من المصريين".
وأعرب عن أسفه إزاء استخدام الأطراف المتصارعة الحشود وسيلة لكسب الشرعية، وطالب بإطلاق سراح السجناء السياسيين بمن فيهم الرئيس المعزول محمد مرسي ومستشاروه.
أما وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله فعبر عن قلقه الشديد إثر أحداث الأمس، وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان إن فسترفيله يدعو السلطات المصرية إلى السماح بالمظاهرات السلمية والقيام بكل ما في وسعها لتفادي التصعيد، وأكد أن مستقبل مصر لا يمكن صياغته إلا عبر الحوار وليس عبر العنف.
وأدان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان السبت ما وصفه بالمجزرة التي حدثت في مصر، وقال في إفطار إن مصر شهدت "ذبح الديمقراطية وذبح الإرادة الوطنية، والآن يتم ذبح الأمة"، وانتقد عدم تحرك الدول الإسلامية التي حذرها بقوله "ما زلتم صامتين، ولكن إلى متى؟ لا تنسوا أنكم قد تواجهون الأمر نفسه غدا".
وفد أفريقي
من جانب آخر يلتقي اليوم الأحد وفد من لجنة الحكماء الأفريقية برئاسة رئيس مالي السابق ألفا عمر كوناري مع عدد من المسؤولين المصريين، وذلك في إطار زيارة للاطلاع على حقيقة الأوضاع والحصول على المعلومات الكافية بشأن ما يجري في مصر.
وقال مفوض الشؤون السياسية بالاتحاد الأفريقي السفير لارابا عبد الله إن الوفد سيلتقي الرئيس المؤقت عدلي منصور وعددا من قادة الجيش المصري، وأوضح أن الهدف من الزيارة هو التأكد من نية القائمين علي حكم البلاد في إقامه نظام ديمقراطي سليم وإقامة نظام انتخابي عادل، إضافة إلى الحفاظ على سلامة الرئيس المعزول محمد مرسي ووضع ضمانات لعدم حدوث انقلابات عسكرية في المستقبل.
ولفت عبد الله إلى أنه تم تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي حتى يتم الوصول لخارطة طريق صحيحة تعيد الدولة إلى مدنيتها من خلال إقامه دستور وبرلمان وانتخابات رئاسية جديدة.
وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي قد أصدر قرارا في 5 يوليو/تموز الجاري بتعليق أنشطة مصر في الاتحاد لحين إعادة العمل بالدستور.
وأعلنت مصر رفضها للقرار، واعتبرت أنه استند إلى "إعلان لومي" الذي يتناول حالات محددة لنقل السلطة بأسلوب غير دستوري لا ينطبق أي منها على الحالة المصرية.