انشقاق العسكريين يسرّع سقوط صالح تنبأت أوساط سياسية وحزبية في اليمن بسقوط وشيك للرئيس علي عبد الله صالح ونظام حكمه عقب الانشقاقات الواسعة التي حدثت بين القيادات العسكرية والأمنية المقربة والموالية للرئيس.
وأشار عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي المعارض علي الصراري إلى أن هذه الاستقالات الجماعية تعبير واضح عن انهيار النظام باعتبار المنحازين للثورة مسؤولين كبارا يتربعون على رأس الأجهزة العسكرية والأمنية.
وقال الصراري للجزيرة نت إن هذا التحول يعكس تداعي النظام لصالح التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة التي أصبحت قبلة اليمنيين.
وكانت الساحة اليمنية قد شهدت انضمام عدد من الألوية والقيادات العسكرية والأمنية وقيادات في الحرس الجمهوري إلى الثورة السلمية التي تعهدت بحمايتها، في تطور عدّه مراقبون انتصارا لثورة الشباب المطالبة بالتغيير وإسقاط النظام.
زخم جديد
وجاء انشقاق قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة أولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر -الأخ غير الشقيق للرئيس- وقائد المنطقة الشرقية اللواء محمد علي محسن الأحمر لتضيف للثورة زخما جديدا.
|
الجرادي: أستطيع حاليا تسمية صالح بالرئيس السابق (الجزيرة نت)
|
كما شملت قائمة المؤيدين للثورة وزير الدفاع السابق اللواء عبد الله عليوة، وقائد اللواء 310 بمحافظة عمران العميد الركن حميد القشيبي، وقائد المنطقة المركزية في
صنعاء اللواء سيف البقري، ورئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان اليمني محمد الحاوري، وقائد اللواء 127 جهاد علي عنتر.
كما انضم للثورة المقدم صادق الروحاني أركان حرب حرس الحدود وجميع الضباط المعسكر، وقائد اللواء 26 حرس جمهوري العميد علي الشبيبي، وقائد اللواء 15 مشاة العميد ثابت جواس، واللواء الركن صالح الضنين مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقائد لواء العمالقة اللواء علي الجائفي.
كما شملت القائمة قائد اللواء 135 مشاة وقائد اللواء 122 مشاة، إضافة لانضمام كامل الوحدات العسكرية بمحافظة الحديدة.
وتحدثت تقارير صحفية عن تمرد كافة جنود وضباط اللواء 133 مشاة بصعدة البالغ عددهم أربعة آلاف جندي حيث طالبوا برحيل قائده العميد الركن عبد الملك عرار المنحدر من قبيلة صالح، كما تمردت كتيبة كاملة بمعسكر خالد بن الوليد في تعز.
|
العتواني: انضمام القادة دليل على قرب موعد رحيل النظام وأركانه (الجزيرة نت)
|
وذكر شهود عيان أن معسكر الأمن المركزي بصنعاء شهد انتفاضة مائتي جندي من أفراده حيث رددوا شعارات مناهضة بحضور أركان حرب المعسكر يحيى صالح وهتفوا "الشعب يريد إسقاط النظام".
الرئيس السابق
وفي معرض توصيفه لهذه الانشقاقات، أعلن رئيس تحرير أسبوعية الأهالي علي الجرادي انتصار ثورة الشباب المدنية السلمية في اليمن.
وقال للجزيرة نت أستطيع حاليا تسمية صالح بالرئيس السابق بعد دخول الجيش وقياداته الوطنية -التي تعرضت لمحاولات اغتيال وتهميش وإقصاء- وتأييدها للثورة السلمية.
وزعم الجرادي أن ما يقرب 70% من القيادات العسكرية المهمة انضمت للثورة السلمية، وتنبأ بسقوط وشيك لصالح، موضحا أن الرئيس وأبناءه في هذه اللحظة يبحثون عن مخرج آمن.
من جهته اعتبر القيادي البارز في أحزاب اللقاء المشترك سلطان العتواني أن انضمام هؤلاء القادة دليل على انتصار ثورة الشباب وقرب موعد رحيل النظام وأركانه.
وأشاد العتواني بثورة الشباب التي أجبرت أقرب المقربين للرئيس صالح على الانضمام إليها وتأييدها، مؤكدا للجزيرة نت أنها وجدت لتبقى حتى تحقق كل الأهداف التي قامت من أجلها.
" عبد الباري طاهر: الشهداء الذين سفكت دماؤهم في مختلف المدن لم يناضلوا من أجل مجيء دولة عسكرية عجزت عن التحول لشرعية ديمقراطية " |
أقارب الرئيس
بدوره رحب الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري طاهر بانضمام أقارب الرئيس إلى ثورة الشباب بوصفهم مواطنين عاديين وليس بوصفهم قادة للمستقبل.
وأكد طاهر للجزيرة نت أن اليمنيين لن يقبلوا بذهاب قائد عسكري وإحلال آخر، لافتا إلى أن الشهداء الذين سفكت دماؤهم في مختلف المدن لم يناضلوا من أجل مجيء دولة عسكرية عجزت عن التحول لشرعية ديمقراطية.
واتهم تلك الدولة بقمع الشعب منذ سبتمبر/أيلول 1962، وأعاقت تطور اليمن وأمنه وسلامته على مدى 33 عاما.
ودعا طاهر القادة العسكريين إلى العودة لثكناتهم والمساعدة في بناء دولة مدنية يصبح العسكر فيها جزءا من المجتمع وليس قادة فوق الشعب.