ازدياد حدة الاشتباكات في بنغازي الليبية وانباء عن سقوط اكثر من 500 بين جريح وقتيل قالت وسائل اعلام مختلفة أن مدينة بنغازي الليبية شهدت يوم السبت 19 فبراير/شباط اشتباكات عنيفة بين جموع غفيرة من المحتجين ضد نظام الرئيس معمر القذافي وبين القوات الامنية ، حيث نقلت عن شهود عيان وقوع عدد كبير من الضحايا يصل الى زهاء 500 بين قتيل وجريح. وذكرت وكالة "روسترز" ان عدد القتلى في بنغازي ربما وصل الى 200 شخص.
وأفادت مصادر شعبية ليبية بأنه كان هناك قناصة يقومون من على أسطح مقار قوات الأمن في المدينة باطلاق النار على المحتجين، وحتى انهم فتحوا النار على مشيعين أثناء جنازة جماعية لضحايا الاحتجاجات.
وأكد أحد الأطباء في مدينة بنغازي أن المروحيات تحلق في سماء المنطقة وتطلق النار من رشاشاتها على جموع المتظاهرين.
كما اوردت بعض الانباء خبرا مفاده ان السلطات الليبية أرسلت مرتزقة أفارقة بهدف ترويع المتظاهرين وقتلهم.
هذا واشار الإعلامي الليبي حسام الدين الشريف من مدينة بنغازي في مكالمة هاتفية مع قناة "روسيا اليوم" الى ان عدد الجرحى ربما قد وصل الى 700 جريح وقال ان السلطات الليبية تمنع تواجد الصحفيين في مناطق الاحتجاجات، واكد ان المتظاهرين قاموا باحراق مقر الاذاعة الرئيسية في المدينة لانها كانت تنقل معلومات مغلوطة عن الاحداث وعن ما يجري فعلا في الدينة.
ولفت الشريف الى ظاهرة مشاركة النساء جنبا الى جنب مع الرجال في المظاهرات بالرغم من ان الشعب الليبي يعتبر شعبا محافظا، وذكر ان المحتجين كانوا يرددون عبارة "نحن احفادك يا عمر المختار.." وغيرها مطالبين برحيل القذافي خارج البلاد.
من جانب آخر ذكرت صحيفة "ليبيا" في عددها الصادر السبت أن الساعدي نجل العقيد معمر القدافي، محاصر من قبل جموع المتظاهرين في مدينة بنغازي، وقالت إن الساعدي كان يقيم فى فندق "أوزو" وهرب، الا انه مازال محاصرا داخل المدينة وهناك محاولات للقبض عليه.
وذكرت الصحيفة ان قوة عسكرية خاصة تعدادها يزيد عن 1500 فرد بقيادة عبد الله السنوسي صهر العقيد القدافي ورئيس حرسه الخاص توجهت في محاولة لتخليصه والعودة به إلى طرابلس.
وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن المتظاهرين أحرقوا جميع المراكز "الثورية" ومقر إذاعة بنغازي وهدموا نصبا يمثل "الكتاب الأخضر" وسيطروا على دبابات للجيش، وذلك بعد اعتصام أمام محكمة شمال بنغازي شارك فيه أمس نحو 100 ألف مطالبين بإسقاط النظام.
كما أحرق أمس متظاهرون في مدينة المرج، 100 كلم شرق بنغازي، مقار أمنية ورفعوا علم البلاد ما قبل حكم القذافي مرددين هتافات ضد الزعيم الليبي.
هذا ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الحكومات في جميع أنحاء العالم العربي الى التجاوب مع "التطلعات المشروعة" للشعوب بدلا من استخدام القوة ضد المحتجين في وقت تستمر فيه المظاهرات في أنحاء مختلفة من شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وقدرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" حصيلة قتلى الاحتجاجات الشعبية في المدن الليبية منذ الأربعاء باكثر من 84 شخصا في غضون ثلاثة أيام فقط، اذ سقط في يوم الجمعة وحده 20 قتيلا على الأقل وأكثر من 200 جريح في مواجهات اندلعت بين قوات الأمن الليبية وآلاف المحتجين في مدينة بنغازي وحدها.