مناشدات لرجال القبائل بعدم التدخلاليمنيون "يحبسون أنفاسهم" ترقباً لجمعة حاسمة بين معارضي الرئيس وأنصارهالخميس 19 ربيع الثاني 1432هـ - 24 مارس 2011م
يحبس اليمنيون أنفاسهم، اليوم الجمعة 25-3-2011، مع توقعات بخروج مئات الآلاف من أنصار الرئيس علي عبدالله صالح ومعارضيه إلى الساحات العامة في مظاهرات حاشدة تأييداً للنظام وأخرى مطالبة الرئيس بالرحيل.
ونقل مراسل "العربية"في العاصمة اليمنية صنعاء حالة من الاستنفار القصوى بين
أطراف المعارضة من جهة وأنصار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من جهة ثانية , تخوفا, مما قد يحدث في أعقاب صلاة الجمعة.
وناشد المعتصمون رجال القبائل الذين استنجد بهم الرئيس اليمني أن لا يزجوا بأنفسهم في المظاهرات أو الاشتباكات مع الجيش.
وكانت تقارير إخبارية تحدثت عن توافد عشرات الالاف من أبناء القبائل للتظاهر تأييدا للرئيس علي عبد الله صالح في ما أطلقوا عليه"جمعة التسامح".
حشود تأييدوأفاد شهود عيان بأن عشرات الآلاف من أبناء قبائل يمنية توافدوا، أمس الخميس، إلى العاصمة صنعاء للتظاهر تأييداً للرئيس، الذي أعلن العفو عن القادة العسكريين المنشقين كبادرة حسن نية، لكن التيار المقابل زاد من تشدده، مطالباً صالح بالرحيل مع تهديدات بالزحف على القصر الرئاسي، غير أنه تم التراجع عن هذه الدعوة، خاصة مع التعزيزات والإجراءات العسكرية غير المسبوقة في محيط "دار الرئاسة" ومنطقة "ميدان السبعين يوماً".
ويخشى مراقبون من تكرار أحداث يوم الجمعة الماضي التي سقط فيها قرابة 57 شاباً قتلى ومئات الجرحى برصاص قناصة اعتلوا المباني القريبة من "ساحة التغيير"، في صنعاء، إضافة إلى مخاوف من مواجهات بين المتظاهرين المؤيدين لـ"الشرعية"، حسب قول السلطات، والمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح.
جمعة الزحف وكان إعلان بعض قيادات المعارضة أن يوم الجمعة سيكون "جمعة الزحف" نحو دار الرئاسة، ردود أفعال واسعة وحالة قلق من وقوع مجازر بشرية أكبر من تلك المجزرة التي وقعت الجمعة الماضية، خصوصاً أن هناك انتشاراً كثيفاً لقوات الحرس الجمهوري ووحدات عسكرية مع دبابات وآليات عسكرية تتمركز في الميادين والشوارع والأحياء المحيطة بمقر إقامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، غير أنه تم لاحقاً الاتفاق على أن تكون "جمعة الرحيل".
وقد دعا الشباب المعتصمون في ساحات التغيير وميادين الحرية كل اليمنيين بالمحافظات إلى المشاركة في جمعة الرحيل. وتوقع الدكتور رشاد الشرعبي حضور حشود كبيرة إلى مختلف ساحات الاعتصامات لأداء صلاة الجمعة والتظاهر عقبها، مؤكداً أن المعتصمين لن يزحفوا إلى القصر الرئاسي.
وفي المقابل، أعلن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم أن العاصمة صنعاء تستعد لاستقبال أكثر من مليوني مواطن للمشاركة في مسيرة "جمعة التسامح" بحسب ما سماها أنصار الرئيس. وقالت مصادر في حزب المؤتمر إن المسيرة الكبرى ستضم شرائح اجتماعية مختلفة من الرجال والشباب والنساء والاطفال الذين سيعبرون عن تأييدهم لمبادرات الرئيس صالح ووقوفهم مع الشرعية الدستورية ومع الأمن والاستقرار والحوار ورفض العنف والفوضى.
وكان مصدر رئاسي أعلن الأربعاء موافقة الرئيس اليمني على مقترح تقدمت به أحزاب اللقاء المشترك المعارض قبل نحو شهر ويتضمن اجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل نهاية العام الحالي لا يشارك فيها الرئيس صالح، وقبل ذلك تشكيل حكومة وفاق وطني تكون مهمتها تشكيل لجنة وطنية لصياغة دستورللبلاد وصياغة قانون انتخابات واستفتاء يعتمد القائمة النسبية, غير أن المعارضة رفضت على الفور العرض الجديد للرئيس صالح، معللة بأن هذا القبول جاء متأخرا، وقد تجاوزته مطالب الشارع التي تنادي برحيل فوري للرئيس.
عائلات تفرّ من صنعاءوفي تطور آخر، بدأت عائلات يمنية في مغادرة صنعاء خوفا من تفجر الوضع. وقال الطفل عمر عبدالعزيز والدموع تتساقط من عينيه حزنا وحسرة على زميله الذي ترك الدراسة رغما عنه وإمتثالا لمخاوف والده من تفجر الوضع في العاصمة صنعاء: "غادر صديقي محمد سمير مع والديه وإخوته الى قريتهم في محافظة الضالع الجنوبية".
كذلك فعل عارف عبده، عضو في اللجنة المركزية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم الذي فضل البقاء بمفرده في صنعاء ومغادرة أسرته الى مسقط رأسهم في بني عمر بمحافظة تعز وسط البلاد، والسبب هو الخوف من اندلاع مصادمات بين أنصار الرئيس صالح والمطالبين برحيله، خصوصا وأن الاحتكاك بين الجانبين تطور من التراشق بالحجارة الى استخدام الرصاص الحي وصولا الى الانتشار العسكري لوحدات الجيش التابعة للقادة المنضمين لشباب التغيير في مقابل انتشار كثيف للقوات الموالية للرئيس اليمني.
حالات عديدة مشابهة حسمت أمرها وأخرى تعتزم حزم حقائبها، كما هو حال ياسر راشد الذي يعمل مصورا تلفزيونيا لصالح إحدى القنوات الفضائية، ويقول إنه برغم من أن عمله الاعلامي محفوف بالمخاطر في ظل هذه الاوضاع الا أن خشيته على عائلته وأولاده أكبر، وبالتالي فهو يعتزم أن يسافر بأولاده وزوجته الى القرية، ويعود هو فقط لمتابعة عمله في ساحات التظاهرات وميادين المواجهات بين مؤيدي صالح ومعارضيه.
ويبلغ عدد سكان العاصمة صنعاء نحو مليوني نسمة أغلبهم من أبناء المحافظات اليمنية الأخرى، وقد توافدو الى صنعاء كموظفين وعمال خلال مراحل مختلفة من المحافظات الشمالية الكبيرة مثل تعز وإب والحديدة ثم بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990 من عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى, كما أن أكثرية هؤلاء الوافدين لا يمتلكون مساكن خاصة بهم وإنما يقطنون في بيوت مستأجرة.