وجدوا أنفسهم بين نارين إما القتال أو الموتمراهقون: نظام القذافي أعطانا بنادق وقال "حاربوا المصريين في مصراتة"السبت 12 جمادى الأولى 1432هـ - 16 أبريل 2011م
روى مقاتلون في صوف قوات العقيد معمر القذافي تفاصيل الزج بهم في الصفوف الأمامية للقتال الدائر في مصراتة، في تكتيك جديد من الزعيم الليبي الذي بدأ يفتقد إلى الدعم اللوجيستي ويعاني من نقص في أعداد مقاتليه.
وكشف مراسل ميداني لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية "أن اثنين من الأطفال في سن المراهقة أصيبوا بجروح بالغة عندما أرسلا إلى الخطوط الأولى لجبهة الحرب في مصراتة لتحريرها من مدمني المخدرات ومقاتلين إسلاميين غزاة من مصر".
وشمل تقرير الصحيفة تفاصيل مروعة، إذ قال مراهقون إنهم أرسلوا لتلقي تدريبات عسكرية في مصراتة، وعندما وصلوا الخطوط الأمامية تعرضوا للتهديد بالتصفية قتلاً من قبل ضباط في حال تراجعوا أو هربوا من جبهة القتال. وهو ما يثبت برأي الصحيفة أن معمر القذافي بات يستخدم الأطفال في حربه ضد المعارصة المسلحة في ليبيا.
إما القتال أو الموت وقال أحد هؤلاء المقاتلين الصغار إن عناصر من المفرزة التي جندته أطلقوا النار على زملائه الذين فروا هرباً من نيران الثوار في مصراتة، حيث تدور أشرس المعارك منذ بداية التمرد على حكم القذافي في السابع عشر من فبراير الماضي.
وتقول الصحيفة إن المجندين المراهقين دخلوا على خط القتال على امتداد الطريق الاستراتيجي الرابط بين بنغازي في الشرق وطرابلس في الغرب عند المنطقة التي تبعد عشرة أميال عن المرفأ التجاري قصر أحمد.
وقص عمران (17 عاماً) والذي أمضى سنتين يتدرب في مدرسة عسكرية في طرابلس، أن قوات القذافي استدعته للجندية مجدداً بعد السابع عشر من فبراير بداعي "زيادة كفاءته في التدريب"، إلا أنه لم يسرح من الخدمة وظل مقطوعاً عن أي اتصال ودون أن يسمع الأخبار أو يشاهدها على التلفزيون.
وقال عمران: "لقد أعطوني بندقية وقالوا لنا ستذهبون لإطلاق النار على أهداف خلال التدريب، وبعدها وجدنا أنفسنا في مصراتة، وكانت أعمار 90 شخصاً من مجموعتنا تترواج بين 15 و19 عاماً. وقالوا لنا عليكم أن تطهروا مصراتة. فهناك غزاة من مصر وعلينا أن نقاتلهم".
وحين اعرض بعد المراهقين عن المشاركة في القتال "اختار الضباط البعض منهم وأطلقوا النار عليهم"، وأبلغوا الباقين بقرب وصول تعزيزات من 500 مقاتل مراهق، إلا أنهم لم يصلوا نهائياً، كما يروى عمران للمراسل البريطاني.
فوضى وقلة تنظيم في قوات القذافي شارع في مصراتة تحت القصف الشديد
وكانت الفوضى وقلة التنظيم في صفوف قوات القذافي فرصة للعديد من الجنود المراهقين للهرب من جبهة القتال، حيث تركوا مهملين في بيوت معزولة قرب الطريق بين بنغازي وطرابلس، وحينها قرر عمران الهرب، لكن قائده ألقى القبض عليه وأرسله إلى مواجهة الثوار ليصاب في قصف بسلاح مضاد للطائرات، قبل أن يأتي عناصر من المتمردين وينقلونه إلى مستشفى، حيث اضطر الأطباء إلى بتر إحدى ساقيه.
ويروى عبدالرحمن، وعمره الآن 19 عاماً، أنه كان يلتحق بمدرسة عسكرية مختصة بالهندسة الكهربائية عندما تفاجأ قبل فترة بتجيمع زملائه في المدرسة ووضعوهم تحت الحراسة في معسكر قرب مدينة سيرت، مسقط رأس العقيد معمر القذافي.
وقال عبدالرحمن إن ضابطاً في الجيش الليبي أمروه و15 من زملائه بالاستعداد لمهمة الدفاع عن مصراتة وتحريرها من قبضة "عصابات مسلحة ومدمني المخدرات"، وعندما بلغوا جبهة القتال أقدم قادة من قوات القذافي على إطلاق النار عليهم لصدهم عن التراجع أمام نيران الثوار.
ويرقد عبدالرحمن حالياً في المستشفى تحت للعلاج من جراح بليغة في صدره وبطنه، لكنه حتى اللحظة لم يدر من أصابه في جبهة القتال، هل هم الثوار أم ضباط جيش القذافي؟.