وأفاد مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد من داخل مجمع باب العزيزية (الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا جنوب طرابلس) بأن الثوار بسطوا سيطرة شبه كاملة عليه وأن مشاهد الدمار هي السائدة داخل المجمع الذي كان يعتقد أن القذافي وعددا من أفراد عائلته يتحصنون به بعد أن دخل الثوار إلى طرابلس.
وأضاف المراسل أن الثوار يتحكمون في الأوضاع داخل المجمع الذي اقتحموه بعد اشتباكات عنيفة مع بقايا نظام القذافي استعمل خلالها الجانبان قذائف آر بي جي وأسلحة أخرى وتبادلا إطلاق نار كثيف.
وقال المراسل إنه رغم سيطرة الثوار فإن هناك نوعا من الفوضى في باب العزيزية بعد أن توافدت أعداد كبيرة من المدنيين على المجمع وشوهد بعضهم يحملون أغراضا من داخل المجمع.
وعزا المراسل ذلك الاندفاع العارم للمدنيين نحو المجمع إلى فضول سكان طرابلس وبقية الليبيين لاكتشاف ذلك المكان الذي كان محاطا بهالة كبيرة طيلة عقود حكم القذافي للبلاد.
وأثناء تغطية الجزيرة المباشرة لسيطرة الثوار على باب العزيزية أصيب أحد مرافقي الزميل عبد العظيم محمد برصاصة في كتفة أدت إلى جروح بسيطة. ولم يعرف مصدر تلك الرصاصة، وقد رد الثوار على ذلك بإطلاق النار في عدة اتجاهات.
وفي تصريحات للجزيرة من داخل باب العزيزية قال رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج إن النصر والحسم العسكري ضد نظام القذافي قد تحقق وإن صفحة جديدة في تاريخ ليبيا قد فتحت.
وأوضح بلحاج الذي قاد عملية اقتحام باب العزيزية أن الثوار يسيطرون على نحو 90% من مجمع باب العزيزية وأنهم أسروا عددا من أفراد كتائب القذافي بعد أن اقتحموا المبنى من أربعة محاور، وأضاف أن عددا من الكتائب فروا إلى حي بو سليم وأن الثوار يلاحقونهم.
وقد دخل الثوار إلى باب العزيزية بعد ساعات من حصاره أثناء النهار واشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي وفي أعقاب قصف طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأهداف داخل ذلك المجمع المحصن.
وفي المراحل الأولى للعملية اقتحم الثوار أولى بوابات ذلك المجمع المحصن بعد أن تدفقت أعداد كبيرة منهم نحو المجمع.
[size=12]ومن جانبه شدد وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه على ضرورة مواصلة الناتو عملياته حتى النهاية، وأضاف أن بالإمكان القول إن سقوط القذافي قد تم.
وأضاف أن الانتصار في ليبيا ليس كاملا بعد، بسبب وجود بعض جيوب المقاومة، وهو ما يتطلب مواصلة الضغط على القذافي.
وقد حذرت عدة أطراف ليبية تحدثت لقناة الجزيرة من أن يكون مجمع العزيزية مفخخا بالقنابل والمتفجرات والكمائن لصد الثوار بطريقة قد تسبب مقتل عدد كبير منهم، وبالتالي إفساد فرحة النصر الذي بدأ الأحد الماضي بدخول الثوار إلى طرابلس وبسط سيطرة شبه كاملة عليها.
وتمهيدا لاقتحام شامل قال مراسل الجزيرة إن آلاف الثوار الليبيين طوقوا مجمع باب العزيزية قادمين من الجبل الغربي ومصراتة ومن طرابلس ومدن أخرى تقدموا على متن مئات السيارات.
وأضاف المراسل أن محيط المجمع شهد تبادلا لإطلاق النار بين الثوار ومسلحين متحصنين داخل المجمع استعمل فيه الطرفان قذائف آر بي جي ومضادات أرضية، وتحدث عن اقتحام الثوار لبعض بوابات المجمع.