المجلس الانتقالي يطالب الجزائر بتسليم أفراد من عائلة القذافيقائد ميداني من المعارضة الليبية يؤكد لـ"العربية" مقتل خميس القذافي بالجنوبالإثنين 29 رمضان 1432هـ - 29 أغسطس 2011م
قال قائد ميداني بالمعارضة الليبية اليوم الاثنين إن خميس ابن العقيد الليبي معمر القذافي قتل في اشتباك قرب العاصمة طرابلس، فيما طالب المجلس الوطني الانتقالي السلطات الجزائرية بتسليم أفراد من عائلة القذافي دخلوا أراضيها، معتبرا إيوائهم عملا عدوانيا.
وأكد العقيد االمهدي الحاراكي آمر كتيبة طرابلس التابعة للثوار لـ"العربية" أن لديه معلومات مؤكدة تفيد بأن خميس أصيب بجروح خطيرة في اشتباكات قرب بني وليد وترهونة. وأضاف أنه نقل إلى المستشفى لكنه توفي متأثرا بجروحه ودفن في المنطقة، لكنه لم يحدد موعدا لذلك، وأوضح الحاراكي في حديثه لـ"العربية" أن العديد من القادة الكبار في الجهاز الأمني وكتائب القذافي قد سلموا أنفسهم ويجري التحقيق معهم حاليا.
من جانب آخر، قال مسؤول أمريكي لرويترز طلب عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة لم تستطع حتى الآن التأكد من مقتل خميس من مصدر مستقل، لكنه قال إن واشنطن
تتلقى معلومات مماثلة من مصادر موثوق بها.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أبلغ رويترز في وقت سابق اليوم بانه قد يطلب من المحكمة إصدار مذكرة باعتقال خميس.
وذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ان أفرادا من الكتيبة التي يقودها خميس أعدَموا على ما يبدو دون محاكمة معتقلين عثر على جثثهم في مخزن في طرابلس.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي قد أصدرت بالفعل مذكرات لاعتقال القذافي وابنه سيف الاسلام ومدير جهاز المخابرات الليبي عبد الله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وترددت مرتين روايات عن مقتل خميس خلال الانتفاضة ضد والده هذا العام.
وسرت شائعات في مارس/آذار بأنه قتل عندما صدم طيار منشق بالسلاح الجوي طائرته في مجمع القذافي، كما أعلنت المعارضة عن مقتله في أغسطس/اب، وبعد هذين التقريرين ظهر خميس على شاشات التلفزيون الليبي ليبرهن على انه لا يزال على قيد الحياة.
وأصيب خميس في هجوم جوي شنته القوات الأمريكية على طرابلس عام 1986 بناء على أوامر من الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان.
وتولى خميس قيادة الكتيبة رقم 32 وهي واحدة من أفضل التشكيلات العسكرية الليبية عتادا، ولعبت دورا مهما في الحملة التي شنتها الحكومة ضد المعارضة.
الجزائر تؤكد لجوء محمد وهانيبال إليهامن جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن زوجة العقيد معمر القذافي وثلاثة من أبنائه دخلوا الاثنين الأراضي الجزائرية، في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحافية جزائرية أن السلطات الجزائرية قررت غلق حدودها مع ليبيا مع اشتداد الصراع بين الثوار وقوات القذافي في عدد من المناطق على مقربة من الحدود بين البلدين.
وقالت الخارجية الجزائرية في بيان نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن "زوجة معمر القذافي صفية وابنته عائشة وابنيه هانيبال ومحمد يرافقهم أبناؤهم دخلوا الجزائر على الساعة 7:45 بتوقيت غرينيتش عبر الحدود الجزائرية الليبية"، غير أن بيان الخارجية لم يتضمن أي إشارة إلى القذافي.
وأضاف البيان أنه "تم إبلاغ هذا الأمر إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل".
وقد جاء هذا الإعلان ساعات بعد اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي برئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل في القاهرة على هامش اجتماع للجامعة العربية.
وقد اعتبر المجلس الوطني الانتقالي أن إيواء الجزائر لأسرة القذافي يعد عملا من أعمال العدوان. وأعلن أنه سيطلب من الجزائر تسليم أسرة القذافي للمجلس الانتقالي.
وكانت الجزائر قد عبرت منذ اندلاع الأزمة الليبية عن قلقها من أن تتحول حدودها مع ليبيا إلى معبر لتهريب الأسلحة إلى عناصر تنظيم القاعدة في منطقة الساحل، الأمر الذي جعل الحكومة الجزائرية تشدد التعزيزات الأمنية على طول الشريط الحدودي مع ليبيا الذي يقارب الألف كيلومتر.
وفتحت الجزائر حدودها في بداية الأزمة الليبية لاستقبال آلاف الأشخاص من مختلف الجنسيات الفارين من المواجهات المسلحة بين الثوار وقوات القذافي، حيث فتحت مراكز لاستقبالهم.
موكب مصفحوكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية نقلت الأسبوع الماضي عن مصدر لدى الثوار الليبيين أن موكباً من السيارات المصفحة دخل الأراضي الجزائرية. لكن السلطات الجزائرية نفت هذا الأمر.
وصباح اليوم الاثنين، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل التقى وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي على هامش اجتماع الجامعة العربية في القاهرة السبت.
وقال المتحدث باسم الخارجية إن "وزارة الخارجية (الجزائرية) أعلنت منذ آذار/مارس الماضي أن قنوات اتصال فتحت مع بعض ممثلي المجلس الانتقالي".
ولم تعترف الجزائر حتى الآن بالمجلس الوطني الانتقالي ولم تدع العقيد معمر القذافي الى التنحي.