ارفع رأسك ..أنت مصريد.عزازى على عزازى function gup( name )
{
name = name.replace(/[\[]/,"\\\[").replace(/[\]]/,"\\\]");
var regexS = "[\\?&]"+name+"=([^&#]*)";
var regex = new RegExp( regexS );
var results = regex.exec( window.location.href );
if( results == null )
return "";
else
return results[1];
}
if(gup('SecID') == 22) document.write("
");
فى الخامس والعشرين قيامة
فى الخامس والعشرين سلامة
حين يحط الطير على سنبلة التحرير
وحين تنام البنت على أرصفة التغيير
وحين يحن الميدان
لجميع صنوف التعبير
وتولد ثورة الشعب العظيم من رحم الغضب، تزيح كابوس الثلاثين عاماً من فوق صدور خضراء، وحناجر جفت فى شرايينها الكلمات، ينتصر المعنى الجميل على ترسانة الظلم المدجج بالقبح وبالفساد.
ارفع رأسك أنت مصرى، ينحنى التاريخ أمامك، وتهتز الجغرافيا تحت وقع أقدامك، ارفع صوتك الذى صار أنشودة الخلاص والتحرر فى بقاع العالم، فأنت المعلم وشعوب الدنيا تلاميذك، انت الأصل وغيرك فروع، أول حضارة وأول دولة، مثابة الأنبياء والموحدين وصخرة الغزاة.
لكن عصابة الثلاثين عاماً التى كرهت مصر وشعبها، حاولت تحطيم هذه الصورة، وتحويل الناس إلى مجرد قطيع مهان يساق بعصا النظام الفاسد، صار الشعب متهماً بالجهل والسلبية وعدم النضج، أما مصر العظمى فقد صغروها لتكون بحجمهم، فأصبحت فاقدة التأثير فى محيطها، بعد أن جعلوا أعزة أهلها أذلة.
الآن تخرس كل ألسنة البهتان، ولا يعلو إلا صوت الثورة وهدير التحرير، لا إرادة تعلو على إرادة الجماهير الآن، يتحول مجرى التاريخ بيد مصرية شعبية سلمية، تعيد بناء منظومة الأفكار فى العالم، تتغير مناهج العلوم السياسية والاجتماعية، ننتقل من عصر إلى عصر، وفى ميدان التحرير نسير داخل التاريخ ذاته، نراه بالعين ونسمعه بالأذن، نشم عبقه، ونلمسه باليدين، صناعة شعبية مائة فى المائة بلا أى دعم أو تدخل من آخرين، ووسط فتور وعجز النخبة، التى التحقت بجماهير الثورة التحاق التابع بالمتبوع، سقطت كل الأوهام والأباطيل، ظهرت دولة الفساد كقلة وضيعة مندسة، تريد إحراق مصر وإرهاب أهلها وبث الفتنة بين مواطنيها، لتظل كراسيهم مستقرة، وحينما أراد الشعب كانت إرادة الله وموقف جيشنا الباسل، فظهر نظام القمع والاستبداد كبيت عنكبوت واهٍ، سقط النظام حين أراد الشعب، الذى هتف بعد سقوط رأس النظام: الشعب خلاص أسقط النظام، وصار المطلب هو محاكمة النظام وفى مقدمته رئيس الجمهورية بعد نشر الجارديان لبيان ثروته التى تتجاوز السبعين ملياراً.
فى يوم الجمعة كان السقوط مدوياً وكانت الفرحة زلزالاً، هز أركان المعمورة، تجاوبت معه كل شعوب العالم، وهتف الشعب العربى: الشعب يريد تحرير فلسطين، فبعد تحرير القاهرة أصبح الطريق لتحرير فلسطين ممهداً، بعد أن تدحرجت كرة اللهب إلى العواصم العربية، فأصابت الحكام بالهلع.
كانت عصا النظام هى التى تحكم مصر طوال العقد الماضي، يمسكها سفاح بدرجة وزير داخلية، اسمه - للأسف - (حبيب). والحقيقة (عدو) ولقبه (العادلي) والحقيقة (الظالم)، والذى ارتكب جريمة الخيانة العظمى بانسحاب كل المؤسسات الأمنية، وقيادة عصابة من أمن الدولة والبلطجية بهدف بث الرعب والفوضى فى الشارع المصري، هذا السفاح يقبع الآن فى أحد مقرات الداخلية فى منطقة الشيخ زايد، مصاباً بالهلع والتوتر، ونتصور أن هذا المتهم السفاح يمكن أن يكون عرضة للانتحار أو الاغتيال لتختفى بغيابه كل الأدلة والمعلومات، بالإضافة إلى أن المصادر تؤكد أن الملفات الكاملة لجرائم الداخلية موجودة الآن فى مقر أمن الدولة فى مدينة نصر، ونأمل أن تحمى القوات المسلحة هذا المقر ممن يريدون حرقه لإخفاء معالم الجريمة.
هى ثورة شعب ساندها الجيش، ولا ينبغى أن ننظر بالتقدير والعرفان فى هذه اللحظات إلا للشعب العظيم ولطليعته الشابة وللجيش العظيم ومجلسه العسكرى الذى يؤكد فى بياناته أنه ليس بديلاً عن الشرعية، وأن وجوده رهن بالانتقال للحكم المدنى وحماية مطالب التغيير.
المشاعر الجياشة والاستثنائية - فى لحظة الكتابة - أعلى من مستوى اللغة، فكل الحروف عاجزة عن التعبير عن البركان الشعبى الذى رأيناه ودخلنا فوهته، الحكايات عن ملايين التحرير تملأ ملايين الصفحات، تكفى قصة أم أشرف التى حاولت لملمة أجساد الشهداء من تحت عربة سفاحى الداخلية، وعاشت ونامت فى ميدان التحرير طيلة 18 يوماً، وقصة أحمد ولمياء وبلال وأم زينب التى تطعم الناس وتسقيهم بدون مقابل، إنها قصص مصرية أسطورية تعبر عن مخزون العبقرية المصرية، عاش الشعب، عاش الجيش، عاش الشباب، والجنة للشهداء، والخزى والعار لحسنى مبارك ونظامه الفاسد.
القنديل المحرض
عبدالحليم قنديل ليس مجرد صحفى أو كاتب مهموم بقضايا وطنه وأمته، عبدالحليم، حالة نبوية رسالية فريدة، ظل يصرخ فى برية السياسة الراكدة، يعمد الفتية بماء الثورة، مؤمناً بالشعب وبالتغيير إيماناً لا يتزعزع ولا يلين، دفع الضريبة طائعاً، وضبط إيقاعه ونبضه بالجماهير، فكانت الثورة الشعبية العظيمة تتويجاً لجهاده وقناعاته، ففى ظلمة اليأس كان القنديل محرضاً على العصيان المدنى والزحف إلى الشارع، إلى أن تحقق حلمه وحلم مصر، كل التحية والتقدير والعرفان لدور الصديق والأخ والزميل عبدالحليم قنديل.